
تواصل وسائل الإعلام العالمية خاصة الأوروبية منها، دعم تنظيم PKK الإرهابي بالمواقف والتصريحات، فيما تتجاهل تلك الوسائل اعتصام الأمهات الكرديات، اللواتي يطالبن باستعادة أبنائهن المخطوفين من قبل التنظيم، في ولاية ديار بكر جنوب شرقي تركيا.
ويقوم الإعلام الأوروبي بتبني تصريحات تنظيم PKK الإرهابي رغم علمه بأنه مدرج ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي، علاوة على أن التنظيم يتمتع وأفراده بحرية الحركة في البلدان الأوروبية.
تعتيم إعلامي ودعم غربي
في غالب الأحيان تتعمد وسائل الإعلام الأوروبية وخصوصاً في ألمانيا وفرنسا وهولندا والسويد، إضفاء الشرعية على تصريحات أعضاء تنظيم PKK الإرهابي، من خلال سردها على أنها مواقف كردية.
وفي المقابل، يكاد اعتصام أمهات دياربكر لا يظهر أبدًا على وسائل إعلام تلك الدول الأوروبية.
ومنذ 3 أيلول/سبتمبر 2019، تعتصم أمهات المختطفين من قبل التنظيم، أمام مقر “حزب الشعوب الديمقراطي” في ولاية ديار بكر التركية، ويحمّلنه مسؤولية خطف أبنائهن واقتيادهم للقتال في الجبال لصالح التنظيم الإرهابي.
الدعم الغربي لتنظيم PKK الإرهابي، لا يقتصر على وسائل الإعلام، بل إن مسؤولي تلك البلدان يساهمون أيضا في دعم التنظيم.
فعلى سبيل المثال، التقى عضو المفوضية الأوروبية يوهانس هان، عام 2016، مع ممثل “حزب الشعوب الديمقراطي” أيوب دورو، المطلوب من قِبل السلطات التركية بمذكرة حمراء بسبب أنشطته مع المنظمة الإرهابية.
كذلك فإن فرنسا والولايات المتحدة وغيرهما من الدول الغربية، تدعم تنظيم PKK الإرهابي وامتداداته في سوريا والعراق، بحجة محاربة تنظيم “داعش” ومكافحة الإرهاب.
وكذلك يشهد البرلمان الأوروبي كل عام، اجتماعات يحضرها ما يسمى بقادة التنظيم الإرهابي في دول الاتحاد الأوروبي.
ويحضر مسؤولون أوروبيون أو ممثلو دولهم في تركيا، جلسات محاكمة من يمثلون أمام القضاء بتهم الانتساب إلى تنظيم PKK الإرهابي، في حين يتجاهلون تماما اعتصام أمهات ديار بكر المستمر منذ أكثر من عامين.
تجاهل واضح لمأساة الضحايا
في 14 كانون الثاني/يناير 2021، انضم أبٌ مسيحي، إلى الاعتصام الذي تنظمه عائلات المخطوفين على يد PKK الإرهابي، أمام مبنى حزب “الشعوب الديمقراطي” في ديار بكر، متهما إياه باختطاف ابنه من قبل التنظيم الإرهابي.
وذكر الأب المسيحي “فوزي يغمور” في تصريح صحفي، أنه انضم إلى الاعتصام للمطالبة باستعادة ابنه (كنان) “الذي تم التغرير به عام 2014 في ولاية وان شرقي تركيا، عندما كان في عمر الـ 18، وتجنيده في صفوف التنظيم الإرهابي”.
وأضاف الأب المسيحي “عام 2014، أبلغني مدير المدرسة الثانوية أن ابني (كنان) لم يأت إلى المدرسة، وبعد 3 أشهر من اختفائه تلقى اتصالا هاتفيا يخبره بأن ابني تم تجنيده في صفوف PKK الإرهابي”.
على الرغم مما عاناه الأب وغيره من عائلات الضحايا الذين من إجرام بحقهم من قبل التنظيم، إلا أن الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا، تغض الطرف عن مأساة الضحايا.
دعم فرنسي واضح
تواصل فرنسا التقرب من التنظيم ودعمه بشتى وسائل الدعم من كافة الرؤساء منذ عهد فرانسوا ميتران إلى عهد الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون.
وماكرون كان قد كشف عن دعمه الصريح لـPKK الإرهابي، حين استضاف في نيسان/أبريل 2019، أعضاء من التنظيم الذين زاروا فرنسا تحت مظلة ما يسمى بـ”قوات سوريا الديمقراطية”.
وعقب اللقاء، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون تعهد لضيوفه الإرهابيين، بأن باريس ستواصل تقديم الدعم للتنظيم.
ولم تكتف فرنسا بالتواجد العسكري في المناطق التي يحتلها التنظيم الإرهابي في سوريا، بل قامت بتدريب وتأهيل العناصر الإرهابية في قاعدة بمنطقة “عين عيسى”، عبر مستشارين عسكريين تابعين لها.
وعلاوة على ذلك تسمح السلطات الفرنسية لعناصر PKK الإرهابي ومؤيديه بتنظيم تجمعات في كبرى ميادين العاصمة باريس والمدن الفرنسية الأخرى.
كما ينظم أنصار التنظيم الإرهابي مظاهرات متكررة أمام مقر البرلمان الأوروبي، للمطالبة بإخلاء سبيل زعيمه “عبدالله أوجلان”، المعتقل في تركيا منذ عام 1999.
ومقابل كل هذا، لم يدل أي مسؤول فرنسي بأي تصريح حيال اعتصام أمهات ديار بكر ومدى تضحياتهن من أجل استعادة أبنائهن من براثن التنظيم الإرهابي.
والأمر ذاته لا يختلف بين مسؤولي فرنسا ووسائل إعلامها بخصوص الموقف من أمهات ديار بكر، فالإعلام يعمل على إظهار عناصر PKK الإرهابي على أنهم أبطال يدافعون عن أرضهم، في حين يتجاهل تماما اعتصام أمهات ديار بكر.
ورغم مرور أكثر من عامين على الاعتصام، إلا أن الإعلام الفرنسي لم يخصص لهذا الاعتصام سوى أخبار صغيرة يشوبها التضليل وتحريف الحقائق.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة “ليبراسيون” مطلع العام 2020، أن “حزب الشعوب الديمقراطي” يفند أي صلة له بتنظيم PKK الإرهابي، وأن اعتصام الأمهات سببه توقيف رؤساء بلديات الحزب من قِبل السلطات التركية.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبر عن دعمه للأمهات المعتصمات في ديار بكر في أكثر من مناسبة، فضلا عن دعم الوزراء والسياسيين وفنانين وصحفيين وكتاب ورياضيين ومنظمات مدنية ورجال دين وأفراد من كافة فئات المجتمع التركي.
للاشتراك بقناة “وكالة أنباء تركيا” على تليغرام.. عبر الرابط التالي: https://t.me/tragency1