كشف مصدر أمني تركي، اليوم الأربعاء، تفاصيل حول تجهيز الجيش التركي لعملية عسكرية مرتقبة بالتعاون مع فصائل الجيش الوطني السوري، ضد تنظيم PKK/PYD الإرهابي شمالي سوريا.
وقال المصدر في تصريحات لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “الجيش التركي يواصل استعدادته للقيام بعملية عسكرية كبرى ضد تنظيم PKK/PYD الإرهابي شمالي سوريا”.
وأضاف المصدر أن “تركيا أرسلت خلال اليومين الماضيين أرتال عسكرية ضخمة إلى خطوط التماس المتاخمة مع نظام الأسد في إدلب، وإلى جبهات تل أبيض في الطرف الغربي من منطقة (نبع السلام)”.
ولفت إلى أنه “خلال الليلة الماضية، تم إرسال أكثر من 200 عربة وآلية عسكرية إلى إدلب، إضافة إلى شحن كتل خرسانية جاهزة، تستخدم في بناء الأنفاق والتحصينات على خطوط الجبهات”.
وأكد أن “الجيش التركي شحن آليات ثقيلة إلى جبهة تل أبيض، بالقرب من بلدتي عين عيسى وعين العرب اللتين تقعان تحت سيطرة تنظيم PKK/PYD الإرهابي”.
تحرير ثلثي الحدود مع سوريا
وحول أهداف العملية، أوضح المصدر أنه “من المتوقع أن تبدأ قريبا”، لافتا إلى أن “الأنظار تتجه إلى جيوب إدلب وتل أبيض”.
وتابع “إذا تم الاستيلاء على عين عيسى، الواقعة جنوب الطريق السريع M4 الاستراتيجي، فإن منبج، المتاخمة لجرابلس إلى الغرب من الفرات، ستكون أيضًا ضمن أهداف العملية”.
وأشار المصدر إلى أنه “خلال العملية، سيتم تطهير أكثر من 600 كيلومترا على عمق 35 كيلومترًا، من الخط الحدودي البالغ طوله 910 كيلومترات مع سوريا”.
وأضاف أن “العملية تهدف إلى دمج منطقتي (درع الفرات) و(نبع السلام)، وتطهير خط منبج – عين العرب – عين عيسى من الإرهاب”.
ونوّه المصدر أن “الوقت سيحدد ما إذا كانت منطقة السيطرة ستتوسع إلى الجنوب، وما إذا كان الجيش الوطني السوري والقوات المسلحة التركية سيهبطان على خط حلب – الرقة”.
تحرير 5 مدن من الإرهاب
وحول المدن الرئيسية المستهدفة خلال العملية المرتقبة، أشار المصدر إلى أن “الاستعدادت اكتملت على خطوط منبج وتل تمر وعين العرب وعين عيسى وتل رفعت التي يحتلها تنظيم PKK/PYD الإرهابي”.
وكشف المصدر أن “تركيا تجهز أكثر من 35 ألف مقاتل يتبعون للجيش التركي والجيش الوطني السوري، للمشاركة في العملية”.
وأوضح أن “تحرير هذه المدن سيفتح بابًا جديدًا للسوريين في تركيا وفي الداخل السوري”، مرشحا عودة الآلاف من اللاجئين السوريين إلى ديارهم عقب العملية.
وفي وقت سابق، أشار مصدر أمني لـ”وكالة أنباء تركيا”، إلى أن “الجيش الوطني السوري بدعم من تركيا، قام بإلقاء أوراق تحذيرية فوق منطقة تل رفعت تؤكد أن أنه سيتم تطهير المنطقة من تنظيم PKK/PYD الإرهابي وذلك بهدف إعلام المدنيين كي لا يتعرضوا لأي ضرر”.
فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات، منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2021، إن تنظيم PKK/PYD الإرهابي، استعر ليس فقط في الشمال ولكن في جميع أنحاء سوريا، وأن قوات التحالف والولايات المتحدة هي الدول الرائدة التي تدعمهم.
وقال أردوغان إن “هذه التنظيمات ترهب بكل دعمها وأسلحتها وذخائرها وأدواتها وعتادها”، مضيفا “نحن نقاتلها، والنظام يستمد قوته منها، وهذا النضال مستمر ضد النظام بنفس الطريقة طبعا”.
وتابع “واستمر صبرنا إلى حد ما.. وأخيراً استشهد اثنان من رجال الشرطة هناك، ومن حين لآخر بالطبع نرى هنا مدنيين يستشهدون، وسيستمر نضالنا ضد كل هؤلاء بطريقة مختلفة تمامًا في الفترة القادمة”.
وأمس الثلاثاء، قال مصدر لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “رتلا عسكريا للجيش التركي، دخل من معبر خربة الجوز بالريف الغربي لمحافظة إدلب، ضم آليات ومصفحات عسكرية ثقيلة وشاحنات ذخيرة وعتاد عسكري بالإضافة لمعدات لوجستية”.
والثلاثاء أيضا، صادق البرلمان التركي، على مذكرة رئاسية تقضي بتمديد مدة مهام القوات التركية العاملة في كل من سوريا والعراق لعامين إضافيين، وذلك من أجل القضاء على الهجمات الإرهابية المحتملة ضد تركيا، التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية المتواجدة في كلا البلدين.