
ملفاتٌ عدّة تتقاسم جدول أعمال قمّة الرئيس رجب طيب أردوغان مع نظيره الأميركي جو بايدن، التي انعقدت اليوم الأحد، في العاصمة الإيطالية روما، على هامش قمّة زعماء دول مجموعة العشرين.
أبرز هذه الملفات: طائرات F-35 الأمريكية ومنظومة الدفاع الجوي S-400 الروسية ومحاربة تركيا للتنظيمات الإرهابية.
محاولات أمريكية للتهدئة قبيل القمة.. واقتراح تركي
بمناسبة العيد الـ 98 الجمهورية التركية في 29 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بادر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بتوجيه رسالة تهنئة لتركيا، مذكراً بـ”العلاقات الوطيدة والشراكة والمصالح الاقتصادية والدفاعية المشتركة بين البلدين الحليفين في الـ(ناتو)”.
وفي محاولةٍ لتهدئة التوتر قبيل القمة، زار وفد من وزارة الدفاع الأمريكية نظرائهم الأتراك في العاصمة التركية أنقرة، لبحث سبل حلّ الخلافات القائمة بين تركيا والولايات المتحدة، فقدّمت أنقرة 3 مقترحات:
– إما أن يعاد ضمّها إلى برنامج F-35.
– أو يتم تسليمها عدد من طائرات F-35، أي بقيمة مساهمتها في البرنامج والتي تبلغ 1.4 مليار دولار أمريكيّ.
– أو يتم تسليمها عدد من مقاتلة F-16.
لتركيا خيارات بديلة
وبانتظار الردّ الأمريكي على هذه المقترحات، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، في حوار مع قناة “سي إن إن ترك” التركية، أن “لدى تركيا خيارات أخرى إذا لم تنجح في التوصّل إلى تسويةٍ مُرضية مع الولايات المتحدة”.
وألمح إلى “إمكانية لجوء تركيا لشراء المقاتلات الروسية Su-35 وSu-57 إذا فشلت المباحثات بشأن المقاتلات الأمريكية”.
كلام تشاويش أوغلو جاء تعقيباً على توجيه 11 عضواً في الكونغرس رسالة إلى بايدن، يحثّونه فيها على عدم بيع مقاتلات F-16 أو معدّات لتركيا.
وإزاء البدائل والخيارات التي تشير إليها تركيا، يُجمع محللون أن الغرب لا يريد نفور تركيا لدرجة ذهابها إلى حلفٍ مضاد، فيتكبد بذلك خسارة حليفٍ قوي في الشرق الأوسط.
وكان أردوغان قد عبّر في أكثر من مناسبة عن أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن ليست على ما يرام، وأن البلدين بحاجة إلى تسوية القضايا المتعلّقة بشراء أنقرة لنظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400.
وشدد أردوغان في تصريحات أن “ملف طائرات F-35 سيكون البند الأهمّ لدينا في هذا الاجتماع (مع بايدن اليوم)، فهناك دفعة سددناها قدرها مليار و400 مليون دولار (في إطار برنامج الإنتاج)”.
ولفت إلى “وجود حاجةٍ لمناقشة طبيعة الخطة الأميركية المتعلقة بإعادة هذه الدفعة إلى تركيا”.
كما أعلن أردوغان في 17 تشرين الأول/أكتوبر الجاري أن “تركيا تجري محادثات مع الولايات المتحدة لشراء مقاتلات F-16، لتعويض ما دفعته في برنامج المقاتلات F-35”.
لا تراجع من تركيا
وأكد أن “تركيا لن تتنازل عن حقوقها باسترجاع ما تكبّدته من تكاليف من خلال مساهمتها في صناعة F-35″، قائلا “لقد اشترينا طائرات F-35، ودفعنا 1.4 مليار دولار، ولم يتمّ تسليمنا المقاتلات”.
وشدد أن “قضية منظومة الصواريخ الروسية S-400 منتهية بالنسبة لتركيا.. ومن غير الممكن قبول أي إملاءات بهذا الشأن”، مشيراً إلى أن “تركيا تتصرف بصدق تجاه الولايات المتحدة، لكن الأخيرة للأسف لم تتصرّف كذلك”.
كما أردوغان “قلنا إننا سنتخذ الإجراءات اللازمة كافة لتلبية الإحتياجات الدفاعية لبلدنا”.
وشهدت العلاقات الأمريكية التركية توتراً غير مسبوق خلال السنوات الخمسة الماضية، خاصة بسبب استمرار واشنطن بدعم تنظيم PKK/PYD الإرهابي شمالي سوريا.