تقاريرحدث في مثل هذا اليوممميز

بذكرى ثورة التحرير.. الاستعمار الفرنسي سجل أسود في الجزائر (تقرير)

يحيي الجزائريون، اليوم الإثنين، الذكرى السنوية الـ 67 لاندلاع ثورة التحرير الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، في ظل تصاعد المطالب الشعبية والقانونية والحقوقية والسياسية بـ“الاعتراف والاعتذار والتعويض”.

يُعدّ الاحتلال الفرنسي للجزائر واحداً من أطول الاحتلالات، وأكثرها بشاعةً في التاريخ الحديث، إلا أن ذلك لم يمنع الجزائريين من التضحية بأرواحهم، لتحرير وطنِهم الذي بات يُعرف باسم “بلد المليون شهيد”.

ثورة التحرير الجزائري

في سياق مساعي الجزائريين للتخلص من الاحتلال الفرنسي، اندلعت ثورة التحرير الجزائري في 1 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1954 واستمرّت حتى عام 1962، حيث انتهت بطرد الاستعمار الفرنسي من الجزائر بعد 130 عاماً من الاحتلال.

وحسب ما يروي الجزائريون، فقد ارتكب الاستعمارُ الفرنسيّ جرائم واسعة وعديدة بحق الشعب الجزائري، منذ بدء احتلال الجزائر في 5 تموز/يوليو 1830.

الاستعمار ومحاولات طمس الهوية الجزائرية

وخلال فترة الاحتلال والاستعمار، تعمّدت فرنسا العمل على طمس الهوية الجزائرية، مستهدفةً المساجد ومدارس القرآن الكريم، حيث شيّدت سلطاتُ الاستعمار أولَ مدرسة لـ”التبشير بالمسيحية” عام 1836، إلى جانب إقرار قوانينَ للفصلِ العنصريّ، وسلب الأراضي والممتلكات من الجزائريين.

وإلى جانبِ حملات “التبشير بالمسيحية”، حوّل الاستعمارُ الفرنسيُّ أغلب المساجد في الجزائر إلى كنائسَ وثُكناتٍ واسطبلات، في محاولةٍ واضحة لإنهاء الإسلام في هذا البلد.

وها هو الكاردينال لافجري يقول عن هذه الحملات والإجراءات الاستعماريةK “علينا أن نجعل من أرض الجزائريين مهداً لدولة مسيحية… تلك هي رسالتنا”.

فرنسا تحتفظ بجماجم الجزائريين

وإلى جانب تلك الإجراءات الاستعمارية، تبقى الجماجم البشرية الموجودة حتى اليوم في عدد من متاحف فرنسا، أكبر شاهد على وحشية القتل الذي تعرّض له الجزائريون على يد الاحتلال الفرنسي.

ومنذ عام 2011، تطالب الجزائر فرنسا بإعادة تلك الجماجم، التي تم التعرّف على هويات بعض منها، وهو الأمر الذي ترفضه السلطات الفرنسية.

“مجزرة 8 أيار/مايو”

ومن أبرز أعمال القتل التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر، ما يُعرف بـ”مجزرة 8 أيار/مايو”، وهي أكبر وأبشع مجزرة ترتكبها فرنسا في يوم واحد.

ففي 8 أيار/مايو 1945، خرج مئات الآلاف من الجزائريين، محتفلين بنهاية الحرب العالمية الثانية، ولمطالبةِ فرنسا بضرورة الوفاء بوعدها ومنح الجزائر استقلالها، لكن القوات الفرنسية عمدت إلى استخدام الرصاص الحيّ ضد الجزائريين، وقتلت 45 ألفاً من المتظاهرين العزّل.

جرائم استعمارية نووية مستمرة حتى اليوم

”مجزرة 8 أيار/مايو”، ليست الوحيدة في السجل الأسوَد للاستعمار الفرنسي في الجزائر، ففي سياق الاستعمار، أجرت فرنسا 17 تجربةً نووية في الصحراء الجزائرية بين عام 1960 وعام 1966، حسب مسؤولين فرنسيين، إلا أن مؤرّخين جزائريين يؤكدون أن العدد أكبر بكثير.

وقد تسبّبت التجارب النووية بمقتل 42 ألف جزائري وإحداث عاهاتٍ وأمراض مستدامة، وإشعاعات نووية، والتي لا تزال تلوّث بعضَ مناطق الجزائر حتى اليوم.

ولا يمكن لأحد أن ينسى أن فرنسا قتلت أكثر من مليونٍ ونصف مليون مدنيّ جزائري، خلال ثورة التحرير الجزائرية، التي تحلّ ذكراها السنويةُ الـ 67 اليوم الإثنين.

وحول هذا الأمر، كشفت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، في تقريرٍ لها عام 2017 أن “عدد ضحايا الاستعمار الفرنسي فاق عشرة ملايين شخص”.

جرائم فرنسية بحق الجزائريين حتى خارج الجزائر

جرائم فرنسا بحق الجزائريين لم تقف عند حدود الداخل الجزائري، بل وصل الأمر أن تقوم السلطات الفرنسية بقتل 1500 جزائري في ما يُعرف بـ”جريمة نهر السين” في 17 تشرين الأول/أكتوبر 1957.

يومها خرج أكثر من 60 ألف جزائريّ في فرنسا، متظاهرين ضد استعمار بلدهم، فواجهتهُم السلطاتُ الفرنسية بالحديد والنار.

الرئيس الجزائري يتحدث عن “أبشع الجرائم في تاريخ البشرية الحديث”

مساء أمس الأحد، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون، أن الاستعمار الفرنسي في الجزائر بين عامي 1830 و1962م “ارتكب أبشع الجرائم في تاريخ البشرية الحديث”.

وقال تبّون في رسالةٍ وجّهها للشعب الجزائريّ، بمناسبة الذكرى الـ 67 لاندلاع ثورة التحرير، إن “مُفجّري هذه الثورة سحقوا بإيمانهم، ما حشدته فرنسا الاستعمارية من إرهاب بقوة السلاح، وترويعٍ بالإبادة وتنكيلٍ بالتعذيب، وبأبشع جرائم الأرض المحروقة في تاريخ البشرية الحديث”.

وتابع “لقد كان سلاح الإيمان بالنصر، والإصرار على إعلاء الحق، بعدالة القضية أقوى من جيشٍ استعماريّ مدجّج، مُهتز العقيدة، مدفوعٍ إلى جحيم العدوان على شعبٍ حرّ ومصمّمٍ على البقاء حراً”.

بودكاست TR.. بذكرى ثورة التحرير.. الاستعمار الفرنسي سجل أسود في الجزائر

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى