الدولة العثمانيةحدث في مثل هذا اليوم

فخر الدين باشا.. الضابط العثماني والعاشق النبوي

القائد العثماني فخر الدين باشا الذي دافع عن المدينة المنورة وبكى لفراقها

تصادف، اليوم الإثنين، الذكرى السنوية الـ 73 لوفاة القائد العثماني فخر الدين باشا الذي دافع عن المدينة المنورة وبكى لفراقها، حيث حمى روضة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى الرمق الأخير.

كلّف فخر الدين باشا بحماية المدينة المنورة من هجمات الإنكليز والقوات المتحالفة معهم إبان الحرب العالمية الأولى، ورفض الاستسلام بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وانسحاب جيوشها من الحجاز.

لم يتخلَ فخر الدين باشا عن الدفاع عن المدينة رغم النقص في العتاد والتجهيزات العسكرية، والمواد الغذائية، حيث أمر الجنود بأكل الجراد والصمود لمواصلة مقاومة الإنجليز.

فخر الدين باشا

ولد فخر الدين باشا عام 1868 في مدينة روسجوق في بلغاريا، واستقر مع عائلته في إسطنبول عقب الحرب العثمانية الروسية (1877-1878) المعروفة بـ”حرب 93″.

تخرج من المدرسة الحربية وكان ترتيبه الأول على زملائه، وعقب ذلك بدأ عمله بالجيش عام 1891 برتبة نقيب أركان حرب، كما شارك في الدفاع عن تشاتالجا، واستعادة إدرنة إبان حرب البلقان.

في بداية الحرب العالمية الأولى تولى فخر الدين باشا في الموصل قيادة الفيلق الثاني عشر التابع للجيش الرابع، وفي 1914 عُين نائباً لقائد الجيش الرابع، وأخمد تمرد العصابات الأرمنية في أورفا وزيتون وجبل موسى وهتشين جنوبي تركيا.

وفي 1916 عينه قائد الجيش الرابع جمال باشا قائداً لحامية الحجاز بالمدينة المنورة، ودافع عنها رغم قلة الإمكانات ضد جيش “الشريف حسين” المدعوم من الإنجليز ونال تقدير القيادات.

الدفاع عن المدينة المنورة

استمر فخر الدين باشا في الدفاع عن المدينة المنورة حتى بعد انسحاب الجيوش التركية إلى الشمال وانقطاع الاتصال مع وحداتها.

في 30 تشرين الأول/أكتوبر 1918 وقّعت الدولة العثمانية “هدنة موندروس” وانسحبت من الحرب العالمية الأولى.

وبعد استسلام الدولة العثمانية واصل فخر الدين باشا الدفاع عن المدينة المنورة لمدة 72 يوماً، وفي 13 كانون الثاني/يناير 1919 اضطر لإيقاف دفاعه عن المدينة بسبب نفاد الطعام والأدوية والذخيرة، وبذلك انتهى الحكم التركي في المدينة بعد أن استمر 400 عاماً.

حماية الأمانات المقدسة

قام فخر الدين باشا، عام 1918، بجلب الأمانات المقدسة والرموز العائدة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام والمسلمين إلى عاصمة الإسلام إسطنبول برفقة ألفي جندي عثماني.

وشعر فخر الدين باشا بالراحة عندما أرسل الأمانات المقدسة إلى إسطنبول، الأمر الذي مكنه من أن يتفرغ لاحقا بكامل قواه وطاقاته لحماية المدينة المنورة.

كما أن هذا الأمر حال دون سيطرة قوات الاحتلال على هذه الأمانات المقدسة، ومنع تحويلها إلى أدوات تُستخدم في المتاحف الأوروبية الكبيرة.

ولا تزال تلك الآثار محمية داخل قسم خاص في قصر “توب كابي” في إسطنبول، ويتم الاعتناء بها بشكل جيد للغاية.

الوفاة

أرسل الإنجليز “نمر الصحراء” إلى مصر ثم إلى مالطا بصفته أسير حرب.

وفي 8 نيسان/أبريل 1921 تمكن من مغادرة مالطا متوجهًا إلى أنقرة للانضمام إلى حرب الاستقلال، وكلّفه القائد العام مصطفى كمال (أتاتورك) بتوحيد القوات التركية التي تحارب في الجبهة الجنوبية ضد الجيش الفرنسي.

وعقب انتهاء الحرب على الجبهة الجنوبية بعد توقيع اتفاقية أنقرة مع فرنسا، عُين فخر الدين باشا من قبل مجلس الأمة التركي سفيرًا في العاصمة الأفغانية كابل في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 1921، ولعب دوراً مهماً في تعزيز الصداقة التركية – الأفغانية.

تقاعد فخر الدين باشا من الجيش عام 1936، وفي 22 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1948 توفي إثر تعرضه لأزمة قلبية أثناء سفره بالقطار قرب مدينة أسكي شهير التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى