فيديومقابلاتمميز

جمعية “توليب”.. مظلة للبنانيين في تركيا (مقابلة/فيديو)

"وكالة أنباء تركيا" التقت رئيس جمعية الصداقة والثقافة اللبنانية التركية “توليب” الدكتور وسيم بكراكي

في الأعوام الأخيرة، لم يعد السعي للاستقرار في تركيا مقتصراً على اللاجئين العرب من سوريين وعراقيين وليبيين ومصريين، وغيرهم من أفراد الجاليات الذين يغادرون بلدانهم هرباً من الحروب وبحثاً عن الأمان وفرصة لحياة جديدة لهم ولأبنائهم.

ورغم أن لبنان لم يمرّ مؤخراً بحربٍ كغيره من تلك البلدان، إلا أن الأزمة التي يعيشها أهله دفعت بالآلاف منهم إلى اختيار الرحيل إلى تركيا، أملاً في إيجاد حياة كريمة، بعد أن ضاق بهم بلدهم وما عاد قادراً على تقديم أي شيء لهم، حتى أبسط متطلبات الحياة بما فيها الماء والكهرباء والأدوية والمواد الغذائية والمحروقات.

من هذا الواقع، وُلدت في تركيا جمعية الصداقة والثقافة اللبنانية التركية “توليب”، وهي جمعيةٌ رسمية، جمعت اللبنانيين الوافدين إلى هذا البلد تحت مظلّتها، بشكلٍ جعلهم يشعرون أن لديهم مرجعية يعودون إليها وقت اللزوم.

للتعرّف أكثر على  طبيعة عمل “توليب، وإيجابياتها والمعوقات التي تواجهها، زارت “وكالة أنباء تركيا” رئيس الجمعية الدكتور وسيم بكراكي، في إسطنبول.

وخلال حديثه، شدد بكراكي أنه “بالفترة الأخيرة، بعدما زادت الأزمة في لبنان وبعدما صار الوضع فيه مأساوياً، زادت كثيراً أعداد اللبنانيين في تركيا، لذلك كان وجود جمعية للبنانيين جيداً جداً، حيث بات يوجد مظلّة هنا يمكنها أن تحتويهم”.

وأوضح أن “هدف الجمعية هو أن نكون منفتحين على كل اللبنانيين، على كل الطوائف، هدفنا وشعارنا الرئيسي هو (توليب.. لنا في الغربة وطن)”.

وأشار إلى أن “تركيا بلد رائع جداً ونحبّه، لذلك ليس المهم أن نأتي إليها ونعيش، بل أن نقدر على العيش بكرامة وبشكل قانونيّ”.

وأوضح بكراكي أنه يعني بكلامه “ضرورة قوننة العمل واستخراج الإقامة والتأكد من أن تكون كل الأمور وفق القانون، بدون أيّ مخالفات، وبدون أن يظن اللبنانيّ أنه موجودٌ في لبنان”.

وهنا أشار إلى أن “ما اعتاد عليه اللبناني من الواسطات في لبنان غير موجودة في تركيا، الحياة هنا تسير وفق النظام”.

ولفت بكراكي إلى أن “عدد اللبنانيين في تركيا لم يكن كبيراً جداً، ولكن في الأعوام الأخيرة، بل زاد العدد بشكلٍ تدريجيّ ثم سريع جداً، خاصةً في السنوات الأربع الأخيرة، وتحديداً بعد كورونا”.

وقال إن “اللبنة الأخيرة التي أدّت إلى تأسيس جمعية (توليب) كانت عندما زادت أعداد اللبنانيين، حيث اتفق عدد من الأشخاص الذين يعرفون بعضهم البعض بالبداية، فكان يجب أن نؤسّس كياناً يجمع اللبنانيين في إطار مؤسسة رسمية”.

وتابع “فكانت الفكرة أن نوجد أولاً مظلّة رسمية للاجتماعات بيننا، وفي الوقت نفسه أن نحيي الثقافة اللبنانية لأولادنا من الجيل الجديد، التي لا يستطيعون أن يعيشوها كما عشناها نحن في بلدنا”.

وأوضح أن “من ذلك اللغة العربية، والعادات، والتقاليد، وأن يتعارف اللبنانيون على بعضهم البعض، ويتعاونوا مسواءً كشركات أو مؤسسات أو مدرّسين وطلاب”.

وفي هذا المجال، أوضح بكراكي أن “الفكرة الأساسية هي أن جزءاً كبيراً من الجالية في ذلك الوقت كان من الجالية الطلابية، الذين يأتون إلى تركيا لمتابعة دراستهم ويتعرّفون على البلد، ويقرّرون متابعة حياتهم فيه”.

وحول التنظيم الهيكلي للجمعية، قال بكراكي “قسّمنا الجمعية لتكون مؤسسة نظامية تضمّ حوالي عشر لجان، كل لجنة يكون فيها 8 إلى 11 عضواً يتعاونون مع بعضهم، ورئيس كل لجنة يكون عضواً بالهيئة الإدارية لجمعية “توليب”.

وفي إجابة حول مصادر تمويل الجمعية ونشاطاتها، أكد بكراكي أنه “لا توجد أي جهة داعمة لنا مادياً ورسمياً، دعمُنا ذاتيّ، عندما نقوم بأي نشاط نتولى جمع التكاليف فيما بيننا وننفذه”.

وتحدث عن تقصير في نشاطات الجمعية، مبيّناً أن “أكبر مشكلة أمام القدرة على التوسع في الأنشطة هو العائق المادّي”، مضيفا “نتمى لو يمكننا أن نقدّم أكثر، لكن مع الوقت إن شاء الله ستصل الأمور إلى نتائج أفضل”.

ولكن رغم ذلك، أكد بكراكي على “الدور الإيجابي للجمعية ومدى الارتياح الذي تتركه لدى أفراد الجالية اللبنانية”، قائلا إن “الأشخاص الذين نتواصل معهم يحمدون الله على وجود جمعية “توليب” التي يمكنهم أن يثقوا بها وتقدّم لهم ما أمكن من الخدمات”.

يشار إلى أن المئات من أبناء الجالية اللبنانية في تركيا كانوا قد احتفلوا مساء السبت في 18 كانون الأول/ديسمبر الجاري، بالذكرى السنوية الرابعة لتأسيس جمعية الصداقة والثقافة اللبنانية التركي “توليب”.

زر الذهاب إلى الأعلى