تقاريرمميز

“العلم نور”.. معرض الدوحة للكتاب ينطلق بزخم ثقافي وبيئة محفزة للعلم (تقرير)

المعرض يعد الأكبر في تاريخه على مستوى الخليج وانطلق بمشاركة 37 بلداً و430 ناشراً، وتستمر فعالياته حتى 22 كانون الثاني/يناير في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات

تحت شعار “العلم نور”، انطلقت الخميس 13 كانون الثاني 2022، فعاليات معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الـ31، في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.

افتتح المعرض رئيس الوزراء القطري الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين القطريين وممثلي المؤسسات والعديد من ممثلي البعثات الدبلوماسية في الدوحة، بينهم السفير التركي في قطر مصطفى كوكصو.

ووفق ما أفاد المنظمون، فإن “قصة شعار الدورة الحالية للمعرض تعكس أنه منذ الوهلة الأولى لخلق آدم، كان تعليم الأسماء كلّها نقطة الانطلاقة للإنسانيّة، وكانت كلمة (اقرأ) في بداية الرسالة المحمّديّة لحظة تجديد في تاريخ كلّ أمم العالم”.

وزارة الثقافة القطرية كانت وعدت بتقديم نسخة متميزة من المعرض كمًّا وشكلاً ونوعاً، ويتجلّى ذلك في تصميم أجنحة المعرض، الذي عكس إبداعاً فريداً، بشكل يجعل زواره يستفيدون من فرصة حقيقية للتعرّف على كل ما هو جديد في عالم الفكر والأدب والعلوم والإبداع.

وكانت الدورة الأولى للمعرض قد انطلقت عام 1972 تحت إشراف دار الكتب القطرية، حيث كان يقام كلّ عامين، ثم تقرر أن يقام سنوياً اعتباراً من العام 2002.

وهذا العام يحتفل المعرض بمرور 50 عاما على انطلاق نسخته الأولى، ويُعد معرض الدوحة الدولي للكتاب، أول وأكبر معارض الكتب الدولية على الإطلاق التي تقام في الخليج.

وتستمر فعاليات المعرض حتى 22 كانون الثاني/يناير الجاري، حيث يسقبل الزوار من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة العاشرة مساءً، عدا يوم الجمعة، إذ سيقام المعرض من الساعة الثالثة عصراً إلى الساعة العاشرة مساء.

أهم المشاركات الدولية والنشاطات بتاريخ المعرض

انطلق المعرض هذا العام بعدد مشاركات هو الأكبر والأضخم مقارنة بالنسخ الماضية من حيث مشاركة الدول ودور النشر، حيث يشارك بالمعرض بنسخته الحالية 37 بلداً و430 ناشراً مباشراً، في حين تبلغ أعداد التوكيلات 90 توكيلا غير مباشر.

ما يميّز النسخة الحالية للمعرض، أنها تتضمّن مشاركات واسعة من مختلف مؤسسات الدولة، في إطار الشراكة معها، حيث تقام ورش للقراءة وفعاليات ثقافية مختلفة، كما تشارك العديد من المؤسسات الثقافية من خلال إثراء المحتوى الفكري والثقافي بالمعرض الذي يقدم كل جديد لجميع فئات المجتمع من مختلف الأعمار واللغات.

ويشهد المعرض هذا العام مشاركة كبيرة على المستويين الخليجي والعربي، من ذلك مشاركة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب في سلطنة عمان، وهيئة الشارقة للكتاب، ووزارات الثقافة في كل من المغرب والجزائر والسودان ومصر.

إضافةً إلى ذلك، تسجّل مشاركات متميّزة لدور نشر أجنبية وخاصة الأمريكية، إلى جانب مشاركات أوسع لسفارات فلسطين وسوريا واليابان وكوريا الجنوبية وجمهورية قيرغيزيا وإندونيسيا وروسيا، كما ستشارك أذربيجان من خلال وزارة الثقافة.

الولايات المتحدة ضيف شرف

واستمراراً لنهج المعرض باختيار إحدى الدول لتكون ضيف شرف، تحلّ الولايات المتحدة الأمريكية ضيف شرف على الدورة الحالية، على خلفية العام الثقافي “قطر – أميركا 2021″، حيث من المقرر أن تقدم فعاليات المعرض عرضاً للثقافة الأمريكية وتقديم لإنتاجها الفكريّ.

فمنذ عام 2010 اعتاد منظمو معرض الدوحة الدولي للكتاب على اختيار إحدى الدول لتحل ضيف الشرف، وكانت البداية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ثم تركيا، فإيران، واليابان، والبرازيل وألمانيا، وفرنسا، فيما ستحل الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية ضيف شرف المعرض في دورته الحالية.

وقالت القائمة بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في قطر، ناتلي بيكر، في تصريحات صحفية، “مشاركتنا تأتي في ختام العام الثقافي قطر- الولايات المتحدة 2021، وبالتزامن مع احتفال البلدين بمرور 50 عاماً على العلاقات الثنائية”.

وأضافت “مشاركتنا تهدف إلى تعزيز شعار وزارة الثقافة لهذا العام (العلم نور)، حيث يُظهر التصميم الحديث لجناح السفارة الأمريكية، للمصمّمة العربية الأمريكية كرستينا الخاطر أن الثقافة والتعلم يمثلان أدوات أساسية للابتكار وتمكين البشرية من الوصول إلى أعلى إمكانياتها”.

وأوضحت أن “جناح السفارة الأمريكية بالمعرض يحتوي على قرابة 7 آلاف كتاب معروض للبيع بأسعار مخفضة، تضمّ أكثر من 750 عنواناً لمجموعات متنوعة من كتب الأطفال إلى الكتب الأكثر مبيعاً في العالم، فضلاً عن مساهمة الناشرين الأمريكيين في أجنحة أخرى في المعرض، وتنظيم العديد من الفعاليات الثقافية من عروض أفلام وورش تدريبية لتعليم اللغة الإنجليزية”.

توطين الكتاب في دولة قطر

وفي تصريحاتٍ صحفية على هامش افتتاح المعرض، أكد وزير الثقافة القطري الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، أن “معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الحادية والثلاثين، يسعى إلى توطين الكتاب في دولة قطر”، وشدد أن “المعرض يعدّ فرصة رائعةً لتعزيز ثقافة القراءة والانطلاق نحو المعرفة والعلم”.

وقال آل ثاني “إن هذه الدورة، رغم إقامتها في ظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا، تعدّ الأكبر حتى الآن على مدى تاريخ المعرض، حيث تسجل مشاركة 430 عارضاً من 37 دولة موزّعين على 845 جناحاً”

ولفت إلى أن “المعرض يمثل الريادة الثقافية لدولة قطر، واستمراراً لعطائها في نشر الثقافة والمعرفة”.

وأشار آل ثاني إلى أن “هذه الدورة تشهد مشاركة متميزة لدور النشر القطرية إذ حرصت وزارة الثقافة على دعمها وإعفائها من التكلفة المالية المقدرة لاستئجار الاجنحة، ومن تكلفة الخدمات التي تقدمها قاعات المعارض”.

ولفت إلى “مشاركة عدد من الوزارات، لا سيّما التربية والتعليم والتعليم العالي، والأوقاف، والبلدية، ومؤسسات أخرى على غرار جامعة قطر ومتاحف قطر ومكتبة قطر الوطنية ونادي الجسرة الثقافي وغيرها.

بيئة داعمة للعلم وزخم ثقافي

علقت مديرة شؤون البحوث وخدمات التعلم بمكتبة قطر الوطنية، عبير الكواري، على هامش الافتتاح، بالقول إن “معرض الدوحة للكتاب يعدّ فرصة رائعة للمجتمع للتعلم معا في بيئة داعمة للعلم، ندعو الجمهور إلى المشاركة بالفعاليات المختلفة خلال أيام المعرض”.

وأكدت الكواري أن “مكتبة قطر الوطنية تعتز بمشاركتها المتجددة في المعرض، وفعالياتها في دورة المعرض هذا العام موجّهة إلى مختلف فئات المجتمع من زائري المعرض ورواده”.

ويقدّم المعرض من خلال جناح “مكتبة قطر الوطنية” مجموعة متميزة من المقتنيات التراثية، وعروضاً حيةً لإجراءات عملية الرقمنة ومراحلها المختلفة.

وفي إطار العديد من الأنشطة والفعاليات التي تنظمها المكتبة، من المقرر أن تقام في 18 كانون الثاني/يناير الجاري ورشة بعنوان “ماذا نستمع الليلة؟”، حول مهارات سرد القصص والحكايات الممتعة للأبناء والأحفاد.

وفي اليوم نفسه تنظم المكتبة محاضرة “كيف تختار الكتاب الملائم لطفلك؟” لتسليط الضوء على معايير اختيار القصص والكتب المناسبة للأطفال أثناء مختلف المراحل العمرية.

وفي 20 كانون الثاني/يناير تنظم المكتبة ورشة تعليمية عنوانها “سمات نموّ الطفل الموهوب ودور المجتمع في رعايته”، للتعريف بمراحل نمو الطفل الموهوب وصفاته وكيفية التعامل معه، وإبراز دور المجتمع في رعاية الموهوبين ودعمهم من أجل الاستفادة من مواهبهم وإمكاناتهم.

ومن الفعاليات الثقافية المميزة للدورة الحالية للمعرض، والتي تثري المشهد الثقافي، العرض المسرحي (الأصمعي باقوه).

وقد أشادت رئيسة اللجنة الثقافية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، جواهر البدر، بدورة هذا العام لأنها “تتميز بوجود قيادة شبابية جديدة على رأس هرم وزارة الثقافة، الأمر الذي سينعكس على التنمية والتطوير الثقافي لهذا القطاع”.

مشاركة متاحف قطر

بدورها، تشارك “متاحف قطر” في المعرض بمطبوعاتها الحاصلة على جوائز تصميم عالمية، وكتالوغاتها الفنية الفريدة، ويضمّ جناحها مجموعة واسعة من الكتب التي تساعد على استكشاف ثقافة دولة قطر، وتراثها، وتاريخها، ومجموعاتها الغنيّة والفريدة من فنّ الاستشراق والفن الحديث والفنّ الإسلامي، إضافةً إلى كتب الرياضة وقصص الأطفال.

وضمن أنشطة المتاحف الثقافية في المعرض، ستقام ندوة بعنوان “المتاحف وحفظ التراث الإنساني.. دور المتاحف ومبادراتها” بحضور ضيوف من متحف الأطفال ومتحف قطر الأولمبي والرياضي، والمتحف الإسلامي، ومتحف قطر الوطني، للإضاءة على أهم المستجدّات وخطط افتتاح المتاحف المستقبلية في قطر.

كما سيشهد المعرض عقد مناقشة لكتاب “سجِّل: قرنٌ من الفنّ الحديث”، بحضور ضيوف من المتحف العربي للفن الحديث، ضمن فعاليات الصالون الثقافي.

يضاف إلى ذلك مجموعة ورش تفاعلية موجّهة لليافعين من زوار المعرض، تشمل قراءة قصص عن الفن والرياضة والحفاظ على البيئة.

معايير السلامة

في إطار ضمان سلامة وصحة زائرين المعرض، تتخذ إدارة المعرض جميع الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي وباء كورونا، حيث تعتمد إجراءات دخول وخروج مناسبة لتحقيق السلامة، التزاما بالإجراءات الاحترازية وتطبيقاً لبرتوكول وزارة الصحة القطرية

من هذه الإجراءات الاحترازية أنه يجب تحميل برنامج “احتراز”، كشرطٍ إلزاميّ لجميع زوّار المعرض، إلا أنه لن يسمح بإشغال أكثر من 30% من الطاقة الاستيعابية للمعرض.

كما يشترط لدخول الزوار إلى التسجيل المسبق عن طريق رابط إلكتروني، ولن يحصل على موافقة للدخول إلا للملقّحين ضد فيروس كورونا، بمن في ذلك الأطفال في سن 12 عاماً وما فوق الذين مضى على أخذهم الجرعة الثانية 14 يوماً، أو المتعافون من الإصابة بمدة لا تقل عن 12 شهراً.

يضاف إلى ذلك أن حضور الأطفال لمن هم دون 12 عاماً سيكون بنسبة لا تتجاوز 10% من إجماليّ الحضور، على أن يتم إظهار شهادة فحص المتضادات السريع (RAT)، لا يتجاوز تاريخ استصدارها 48 ساعة.

وأيضاً في إطار مساعي الحد من خطر انتشار “كورونا” ومتحوّراته، تقرّر تحويل بعض المحاضرات والمداخلات الحضورية إلى اللقاءات الافتراضية.

زر الذهاب إلى الأعلى