
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن “خلق بيئة للسلام والأمن والاستقرار الدائم وضمان علاقات حسن الجوار والتعاون الإقليمي في البلقان من أولويات السياسة الخارجية التركية”.
كلام أردوغان جاء في خطابٍ ألقاه، الإثنين، أمام البرلمان الألبانيّ، خلال زيارة رسمية يجريها، تلبيةً لدعوة من رئيس الوزراء الألباني إيدي راما.
وأعرب أردوغان عن سعادته بزيارة ألبانيا، مؤكداً على “روابط التاريخية والإنسانية القوية التي تربطها بتركيا.. وبفضل حكومتي بلدينا أصبحنا نملك بيئة مناسبة لتطوير وتعزيز التعاون”.
وتابع قائلاً إن “إعلان رئيس الوزراء من جانب واحد تركيا كأحد شركاء ألبانيا الاستراتيجيين الخمسة عام 2013، يعدّ بمثابة خير تعبير عن هذا المشهد”.
وأضاف “كما أننا ارتقينا رسميًا بعلاقاتنا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية عقب (الإعلان السياسي المشترك) الذي وقّعناه بمناسبة الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء راما إلى تركيا في بداية العام الماضي”.
وقال “من الآن فصاعدًا، سنواصل المساهمة في السلام والازدهار والهدوء والاستقرار في بلدينا ومنطقتنا والعالم بأسره”.
وشدد أردوغان أن “خلق بيئة للسلام والأمن والاستقرار الدائم، وضمان علاقات حسن الجوار والتعاون الإقليميّ في البلقان، من بين أولويات السياسة الخارجية التركية”.
وكشف أن “في هذا السياق نتابع ونثمّن الدور البنّاء الذي تقوم به ألبانيا في البلقان، بالإضافة إلى روابطنا التاريخية، يحتل تحالفنا في الناتو أيضاً مكاناً مهمًّا في البُعد الأمني لعلاقاتنا”.
وأردف أردوغان “كما إننا نشكل تضامنا نموذجياً مع ألبانيا تحت مظلة عملية التعاون في جنوب شرق أوروبا، والذي يعدّ المنتدى الوحيد في البلقان الذي يعكس الإرادة المشتركة والصوت الفريد لمنطقة البلقان”.
وأشار إلى أن “منظمة التعاون الاقتصاديّ للبحر الأسود هي منصّة إقليمية أخرى للتضامن بين تركيا وألبانيا”.
وتابع قائلاً “يمكننا من خلال نماذج التعاون هذه أن نرى بشكلٍ لافت الدور الذي لعبته تركيا وألبانيا في ترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة”.
وأكد أردوغان أن “الأمة التركية تقف إلى جانب الشعب الألباني بكلّ قوّتها ووسائلها كعادتها”، وأوضح أن “تركيا كانت أول دولة تقدّم المساعدات بشكل فعّال وصادق لألبانيا، عقب زلزال عام 2019 وما تلاه من تفشي وباء كورونا عام 2020”.
وتابع “لقد افتتحنا في أبريل الماضي مستشفى (فيير) للصداقة التركية الألبانية، والذي أتممنا بناءه من أجل إخواننا الألبان في وقت قياسي بلغ 68 يومًا فقط، واليوم قمنا بتسليم الوحدات السكنية لمتضرّري الزلزال التي بنيناها في مدينة لاش”.
وكان أردوغان قد وصل ألبانيا، في وقت سابق الإثنين، تلبيةً لدعوة من رئيس الوزراء إيدي راما، الذي استقبله في المطار.
ويرافق أردوغان في زيارته إلى ألبانيا، وزراء الخارجية مولود تشاويش أوغلو، والداخلية سليمان صويلو، والبيئة والتطوير العمراني والمناخ مراد قوروم، والشباب والرياضة محمد محرم قصاب أوغلو، والدفاع خلوصي أكار، والثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي.
وشهدت زيارة أردوغان تسليم 522 وحدة سكنية بلغت تكلفتها نحو 42 مليون يورو، بتمويل تركي لصالح متضرري الزلزال الذي ضرب ألبانيا عام 2019.
كما شهدت الزيارة افتتاح مستشفى في مقاطعة فيير الذي أنهي تشييده في 68 يوماً، وافتتاح مسجد “أدهم بيك” في العاصمة الألبانية تيرانا الذي يعود إلى الحقبة العثمانية، والذي تولّت ترميمه الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا”.