تشكل بطولة كأس العالم “فيفا ـ قطر 2022” المقبلة نقلةً نوعيةً لدولة قطر على جميع الصعد الرياضية والاقتصادية وكذلك المجتمعية.
ولا تسعى قطر لاستضافة بطولة رياضية فقط، بل ترى الدوحة أن تنظيم أهم حدث رياضي على مستوى العالم وللمرة الأولى في الشرق الأوسط هو فرصة كبيرة لتعزيز إرثها الإنساني والثقافي على مستوى العالم ككل.
السعي لتعزيز الإرث
خبير العلاقات الإعلامية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث محمد راشد الخنجي تحدث في لقاء خاص مع “وكالة أنباء تركيا”، حيث أكد أن “هناك سعي دائم أثناء إنشاء أي منشأة للحصول على آراء الناس والمجتمع، وهو ما يتصل بالإرث مع الأخذ بعين الاعتبار احتياجات وخصائص المناطق المحيطة بالمنشآت”.
وأنشأت قطر ثمانية ملاعب على أعلى المستويات ومزودة بأحدث تقنيات التكنولوجيا وفق المعايير العالمية لاستضافة الحدث الرياضي الكبير.
وأكد الخنجي أن “الملاعب لم تنشأ فقط لبطولة مدتها شهر واحد ثم تُهمل ولا يستفيد منها أهالي المنطقة والمقيمين على أراضي قطر”.
وأضاف “الهدف أن تبقى هذه المنشآت كإرث مستدام يستطيع كل من يعيش أو يزور قطر أن يستفيد منها، وهذا الأمر يشمل الملاعب والحدائق المتواجدة ومسارات للدراجات الهوائية، والعيادات الطبية ومتاجر التجزئة ويمكن الاستفادة منها مستقبلاً وحتى مع دول أخرى”.
ووفق الخنجي فإن “الهدف الأساسي هو الاستفادة من هذه المنشآت بعد انتهاء البطولة بالشكل الأمثل.. كما أن الهدف أن تستفيد كل الأجيال المقبلة من المنشآت وليس الجيل الحالي فقط”.
وأكد الخنجي أن “الدوحة تسعى دائماً لتكون الملاعب المستضيفة للبطولة، صديقة للبيئة، وهذا يُعنى أيضاً بالبشرية والإنسانية ونسعى لنرى وجهة نظر أهالي المنطقة هو جزء لا يتجزأ من نجاح البطولة”.
خصائص بطولة كأس العالم في قطر
سعت قطر منذ تقديم ملفها للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” أن يكون تنظيمها للبطولة من أفضل ما يمكن، حيث أكد الخنجي أن “الدوحة تسعى لتكون هذه البطولة “الأفضل في التاريخ”، مشيراً إلى أن “توقعات رئيس الـ(فيفا) تصب في السياق نفسه”.
وأرجع الخنجي هذا الأمر لعدة أسباب “أهمها أن مشجع كرة القدم يمكن له أن يعيش الشغف في قطر عبر مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد.. لأننا نصف البطولة بأنها متقاربة المسافات، فأبعد مسافة يمكن أن يقطعها المتفرج بين ملعبين لا تتجاوز الساعة بمسافة 75 كلم”.
كما أن بعض أيام البطولة ستستضيف أربع مباريات في اليوم الواحد، وهذه المباريات يمكن حضور منها مباريتين على الأقل في اليوم الواحد، وهذا الأمر المميز.
وبالإضافة إلى ما سبق، هناك المرافق الموجودة وطرق الوصول إلى الملاعب عبر المترو أو وسائل النقل المختلفة، وبالتالي هي تجربة متميزة سيتحدث عنها كل المشجعين وكل من سيتواجد في البطولة، بحسب الخنجي.
وأكد الخنجي أن “الانتهاء من الملاعب قبل سنة من انطلاقة المونديال، يؤكد أن قطر أوفت بوعودها، خاصةً أن معظم المنشآت كانت جاهزة بنسبة 100% تقريبا”.
وهذا يؤكد وفق الخنجي أن “ثقة المجتمع الدولي عندما منح قطر حق تنظيم البطولة كانت في محلها وهذا الأمر يحصل للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم أن تكون المنشآت جاهزة قبل سنة على الأقل”.
وفيما يتعلق بملعب “لوسيل”، أشار الخنجي إلى أن “الاستاد جاهز وسيُعلن عن تدشينه قريباً وسيفتتح رسميا”.
جناح الإرث من ضمن المنشآت
تحتوي العاصمة القطرية الدوحة على “جناح الإرث” والذي يشمل عدة أجزاء، أبرزها تاريخ كرة القدم في قطر وشغف أهلها، وتأسيس الاتحاد القطري لكرة القدم، الانجازات التي حققتها قطر في كرة القدم وفي الرياضة بشكل عام.
وقال محمد راشد الخنجي لوكالة أنباء تركيا أن الجناج يحتوي على لمحة عن أبرز البطولات التي استضافتها قطر في السنوات الأخيرة.
وأشار إلى وجود طموح دائم لاستضافة بطولات أكبر مع الانتهاء من تنظيم كل بطولة ودائماً تحقق الاستضافة الإشادات على المستوى الدولي.
ولفت الخنجي إلى احتواء الجناح على لمح عن البرامج المصاحبة لبطولة كأس العالم والتي تعنى بالمجتمع والعمال، ويرى الخنجي أنه هذا الأمر وهذه يتصل بالإرث بدوره.
وأكد الخنجي أن “قطر لم تهدف لاستضافة بطولة لكرة القدم فقط بل الهدف إقامة استدات صديقة للبيئة وحصلت بالفعل على شهادات في هذا الأمر”.
كأس العرب بطولة كأس عالم مصغرة
وفيما يتعلق ببطولة كأس العرب، والتي استضافتها الدوحة نهاية العام الماضي 2021، قال الخنجي إنها “كانت تجربة حقيقية للمنظمين والمشجعين لمشاهدة ملاعب بطولة كأس العالم مصغرة”.
وختم حديثه قائلا إن “الشغف والحضور الجماهيري الذي صاحب البطولة أكد نجاح التنظيم، وكل ما حصل في بطولة كأس العرب يؤكد أن قطر مقبلة على تنظيم بطولة كأس عالم مميزة”.