
في مثل هذا اليوم قبل 590 عاما.. ولد حامل البشارة النبوية وفاتح القسطنطينية (تقرير)
تصادف، اليوم الأربعاء، الذكرى السنوية الـ 590 لولادة السلطان محمد الفاتح، فاتح القسطنطينية، قاهر الروم، وحامل البشارة النبوية الشريفة.
السلطان محمد الفاتح، هو سابع سلاطين الدولة العثمانية، ولد في 30 آذار/مارس عام 1432م، في مدينة أدرنه، التي كانت عاصمة الدولة العثمانية في ذلك الوقت.
نشأ محمد الفاتح في كنف أبيه السلطان مراد الثاني سادس سلاطين الدولة العثمانية، الذي تعهَّده بالرعاية والتعليم، ليكون جديرًا بالسلطنة والنهوض بمسئولياتها.
أتم الفاتح حفظ القرآن الكريم، ثم قرأ الحديث وتعلم الفقه، كما درس الرياضيات والفلك وأساليب الحروب.
تعلم الفاتح لغات عدة هي اللغات العربية، الفارسية، اللاتينية، واليونانية، وامتاز بشخصية فذة جمعت بين القوة والعدل.
في 18 شباط/فبراير عام 1451 تولى السلطان محمد الفاتح عرش السلطنة العثمانية وهو ابن الحادية والعشرين من عمره.
ومنذ توليه السلطنة، بدأ في التجهيز لفتح القسطنطينية، واستطاع بالفعل تحقيق حلمه، فجر يوم الثلاثاء الموافق 29 من أيار/مايو 1453م، حيث استطاع جيش محمد الفاتح اقتحام أسوار القسطنطينية الحصينة وفتح المدينة وأصبح لقبه الخالد السلطان محمد الفاتح، حيث أعتبر الكثير من المؤرخين ذلك الفتح نقطة انتقالية من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة.
انتظر المسلمون ثمانية قرون ونصف قرن حتى تحققت البشارة التي بشر بها النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في حديثه “لتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْش”، رواه الحاكم والإمام أحمد بإسناد صحيح، وصححه الحاكم النيسابوري، صاحب المستدرك على الصحيحين، وصححه الحافظ الذهبي، تلميذ ابن تيمية.
في سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني يقول: نعم لقد تحقق فتح القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.
الحديث هذا رواه بشير الخثعمي، ونقله المحدث البوصيري، وخلاصة حكم المحدث في كتاب “إتحاف الخيرة المهرة” أن رواة هذا الحديث ثقات.
وأيضا نقله المحدث الهيثمي عن الراوي بشير الخثعمي في كتاب “مجمع الزوائد”، وخلاصة حكم المحدث أن رجال الحديث ثقات.
لم تقتصر فتوحات محمد الفاتح على القسطنطينية فقط، بل قام بتحويل ولاية الصرب البلقانية إلى ولاية عثمانية، وفتح بلاد المورة جنوبي اليونان، وجزر بحر إيجه، وفتح بلاد الأفلاق جنوبي رومانيا، وفتح بلاد البوسنة والهرسك، ثم استكمل فتح ألبانيا، وحاول فتح بلاد البغوان غربي رومانيا وإيطاليا ولكنه لم ينجح، كما أدخل شبه جزيرة القرم تحت السيطرة العثمانية.
كان محمد الفاتح شجاعا ذكيا ذا عزم وإصرار وهمة تناطح قمم الجبال، عمل لهدف وضعه نصب عينيه، ولم يبال بالصعاب والمشاق، فحاز الشرف، ونال قصب السبق رغم تأخر زمانه عن أقارنه، ونال الفتح العظيم، وظل طوال حياته ناصحا للإسلام وأهله.
حكم السلطان محمد الفاتح 30 عاما، وتوفي عن عمر ناهز 49 عاما، وذلك في 3 أيار/مايو عام 1481.