تقاريرهام

منع أذان التراويح عبر المكبرات.. السعودية نحو التضييق على الشعائر الدينية (تقرير)

أثارت السلطات السعودية ومع دخول شهر رمضان المبارك، دهشة واستغراب وحتى سخط الكثير من المسلمين داخل المملكة وحتى خارجها، بعد اتخاذها إجراءات عدة هدفها التضييق على المساجد.

وضدم الكثير من قرار وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، القاضي بمنع أذان وصلاة التراويح عبر مكبرات المآذن، واقتصار الأمر على رفع أذان الصلوات الخمسة والإقامة فقط.

وأثار هذا القرار  ضجة على منصة التواصل الاجتماعيتويتر، إذ طالب مغردون وزارة الشؤون الإسلامية السعودية بـمراجعة هذه الفتوى أو القرار، مؤكدين أن “صوت الأذان يجب أن يصل لأبعد مسافة ممكنة”، حسب تعبيرهم.

وفي هذا الصدد قال الصحفي اليمني فهد سلطان لـوكالة أنباء تركيا، إنالتضييق على المساجد في السعودية، تأتي ضمن حزمة إجراءات جديدة، تمارسها السلطات هناك، ضمن التوجهات الجديدة لولي العهد محمد بن سلمان“.

وأضاف سلطان أنه “سبق هذه الإجراءات المتعلقة بوقف نقل الصلوات في وسائل الإعلام، التضييق على الخطباء وأئمة المساجد وكذلك سحب عدد كبير من الكتب من مكتبات المساجد، وتغيرات كبيرة في العاملين بالمساجد طال الحرمين الشريفين أيضا“.

وتابعينظر الكثير لما يجري ـ وأنا واحد منهم ـ على أنه هناك نهج علماني فج يجري في السعودية، وسبق لأحد النافذين في الإمارات أن بشر به، وهذا الأمر بدأ واضحا خلال الثلاثة الأعوام الماضية“.

وختم بالقول إن “التوجه الجديد، شمل جوانب كثيرة داخل المجتمع السعودي، في اللحظة التي يفتح الباب واسعا أمام الترفيه ويخصص له ميزانية كبيرة وجهود غير عادية، يتم التضييق على الجوانب الأخرى كمناهج الدراسة، وكذلك التضييق على العلماء، والمفكرين، والصحفيين وغيرهم“.

وذكرت مصادر متطابقة أن من بين الإجراءات الأخرى هومنع المؤذنين أو الأئمة أو المصلين من تصوير الصلوات وبثها في وسائل الإعلام خلال شهر رمضان المبارك“.

الصحفي اليمني ياسين التميمي قال لـوكالة أنباء تركيا، إنالنهج الحالي للقيادة السعودية والذي يتجه نحو تقليص المظاهر الدينية والقطع الكامل مع إرث الدولة السعودية باعتبارها نتاج تحالف ديني دعوي يرتكز على قاعدة التوحيد، ينظر  إليه على أنه المظهر الأبرز لما يصفه ولي العهد السعودي بأنه برنامج للإصلاح الجذري للمجتمع السعودي“.

وتابع التميمي “هناك جرأة تتصاعد تجاه ثوابت الدولة السعودية والمجتمع السعودي ويأخذ هذا التصعيد شكل الصدمة، وثمة اعتقاد بأن تغريب المجتمع السعودي وعلمنته هو جزء من التزام تترتب عليه مشروعية ولي العهد على المستوى الدولي والغربي على وجه الخصوص، وغطاء مناسب يتدثر به للتغطية على أخطاء جسيمة من بينها اغتيال جمال خاشقجي بتلك الطريقة الفظيعة والمقززة“.

ومضى بالقول إنه “مما لا شك فيه أن نهج العلمنة والتغريب من شأنه ان يقوض مكانة السعودية التي تحتل مكان الصدارة في العالم الإسلامي، ومن شأنه أن يهمش المكانة العظيمة للحرمين والشعائر الدينية المرتبط بهما لصالح تغول برامج الترفيه التي تحاصر بقوة المشاعر المقدسة، ومعها المكانة المعتبرة للمملكة في محيطها الإسلامي والدولي“.

أبرز التعليمات التي أصدرتها وزارة الشؤون الإسلامية السعودية خلال شهر رمضان المبارك:

  • على منسوبي المساجد من أئمة ومؤذنين بضرورة الانتظام في عملهم، وعدم التغيب خلال شهر رمضان المبارك.
  • عدم استخدام الكاميرات الموجودة في المساجد لتصوير الإمام والمصلين أثناء أداء الصلوات.
  • عدم نقل الصلوات أو بثها في الوسائل الإعلامية بشتى أنواعها.
  • التأكيد على المؤذنين بالالتزام بمواعيد الأذان حسب تقويم أم القرى.
  • التأكيد على وقت رفع أذان صلاة العشاء في الوقت المحدد في شهر رمضان، وأن تكون الإقامة بعد الأذان وفق المدة المعتمدة لكل صلاة. 
  • تذكير أئمة المساجد بقراءة الكتب المفيدة على جماعة المسجد عقب الصلوات المفروضة، لاسيما ما يتصل بأحكام الصيام وآدابه، وفضائل الشهر الكريم، والأحكام المتعلقة به، إلى جانب الموضوعات التي تلامس حاجة المجتمع في الاعتقاد والسلوك، وما يقوي اللحمة الوطنية. 
  • التأكيد على جميع منسوبي المساجد بمختلف مناطق المملكة بعدم جمع التبرعات المالية لمشروعات تفطير الصائمين وغيرها.
  • أن تكون مشاريع التفطير في ساحات المساجد والأماكن المهيأة، وأن تكون تحت مسئولية الإمام أو المؤذن، وأن يتم تنظيف الأماكن المخصصة للتفطير بعد الانتهاء من الإفطار مباشرة.
  • التأكيد على التقيد بضوابط الاعتكاف، وأن يكون إمام المسجد مسؤولا عن الإذن للمعتكفين، وضرورة مراعاة أحوال الناس في صلاة التراويح.
  • الاقتصار في دعاء القنوات على جوامع الدعاء، والتأكيد على مؤسسات الصيانة والنظافة بضرورة التأكد من نظافة المسجد، ومصليات النساء والعمل على تهيئتها، وتكثيف الجولات الميدانية لمتابعة عمل شركات النظافة والصيانة والتزام منسوبي المساجد بالتعليمات.
  •  توعية المصلين بعدم الإيذاء ومن ذلك إحضار الأطفال الذين قد يتسببون في التشويش والإزعاج للمصلين دون متابعتهم خاصة في صلاة التراويح.​

وقبل أيام، أعرب بعض الباحثين والصحفيين عن أسفهم للحال الذي وصلت إليه السعودية من بوابة “الترفيه”، واصفين الأمر بـ”المخجل”.

جاء ذلك بعد تغريدة وُصفت أنها منحدرة الأخلاق والثقافة، أثار فيها رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، تركي آل الشيخ، الكثير من ردود الفعل إضافة إلى ردود ساخطة من قبل مفكرين وصحفيين مهتمين بتطورات الأوضاع في المنطقة وخاصة ما يجري في الأراضي السعودية.

وظهر تركي آل الشيخ محاطا بعدد من الأشخاص المتنكرين بشخصيات مثل باتمان وميكي ماوس، حيث قال في تغريدته “سعيد أنا اليوم بمشاركتكم في الحفلة التنكرية في البوليفارد وونتروندرلاند ندعوكم لحفلة تنكرية أكبر وأقوى ويا ريتني كنت معاكم تحياتي لأهل الرياض”.

زر الذهاب إلى الأعلى