تقاريرمميز

وزراء دفاع تركيا وبريطانيا وإيطاليا على طاولة واحدة.. ماذا يعني ذلك؟ (تقرير)

من المقرر أن تجمع تركيا وزيري دفاع بريطانيا وإيطاليا إضافة إلى وزير دفاعها على طاولة واحدة في مدينة إسطنبول، وذلك بالتزامن مع التطورات العسكرية المتلاحقة بين روسيا وأوكرانيا.

وحسب مصادر تركية متطابقة، فإن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، سيعقد اجتماعاً وصفه مراقبون بـ”الهام” مع نظيريه البريطاني بن والاس، والإيطالي لورينزو غويريني، حيث سيتم خلاله بحث العلاقات المشتركة في مجال الدفاع والأمن، وتبادل وجهات النظر حول تعزيزها، وكذلك أهم القضايا الإقليمية لا سيما الحرب على أوكرانيا.

وتربط تركيا علاقات جيدة مع كلا من أوكرانيا وروسيا، وتلعب دور الوسيط في الصراع الدائر بينهما، كما استضافت تركيا “محادثات سلام” بين وزيري الخارجية الأوكراني والروسي وفريقي التفاوض من البلدين خلال الأسبوع الماضي، كما تسعى لترتيب لقاء بين رئيسي البلدين.

وحول أهمية الاجتماع الكرتقب بين وزراء دفاع تركيا وبريطانيا وإيطاليا، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني نائل بركات لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “تركيا عضو في الـ(ناتو)، وهي عضو مهم في حلف شمال الأطلسي”.

وأضاف بركات أن “تركيا تشارك أوكرانيا وروسيا بحدود بحرية في البحر الأسود، وترتبط بعلاقات طيبة مع الدولتين وعبرت أنقرة عن دعمها لأوكرانيا لكنها أيضا عارضت العقوبات الغربية بعيدة الأثر التي فُرضت على موسكو”.

وتابع “وفي حين أن تركيا تقيم علاقات وثيقة مع روسيا في مجالات الطاقة والدفاع والتجارة وتعتمد كثيرا على السائحين الروس، فقد باعت طائرات مسيرة لأوكرانيا وفتح شراكة مع أوكرانيا”.

وزاد بركات أن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال مرارا إن تركيا لن تتخلى عن علاقاتها مع روسيا أو أوكرانيا مشددا على أن قدرة أنقرة على التحدث مع كل من الطرفين تمثل ميزة”.

ومضى بالقول “أمام جميع ما تم ذكره عن أهمية تركيا نصل بنتيجة ربما الدولة الوحيدة التي يقبل بها الجميع لتكون طرفاً وسيطاً مقبولاً به عند جميع الأطراف، للدعوة لعقد الاجتماعات بالشأن المتعلق بالمشكلة الروسية الأوكرانية من جهة وما نتج عنها من المشكلة الروسية مع حلف الـ(ناتو) والدول الغربية كافة وأمريكا”.

وختم قائلا إن “تركيا تعتبر دولة مهمة للجميع يقبل بها الجميع لتكون وسيطا”.

وعشية الاجتماع المرتقب، قال أمين عام حلف شمال الأطلسي الـ”نانو”، ينس ستولتنبرغ، في مؤتمر صحفي من العاصمة البلجيكية بروكسل، إن “الدول الأعضاء بالحلف اتفقت على تعزيز ومواصلة دعمها لأوكرانيا”، مضيفاً “ناقشنا تقديم المساعدة لأوكرانيا في مجال الأمن السيبراني، وتوفير المعدات لحمايتها من التهديدات الكيميائية والبيولوجية”.

وتابع قائلاً “يتحمل الناتو أيضا مسؤولية حماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم، لذلك، منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، صعدنا وجودنا العسكري في الجزء الشرقي من الحلف”.

من جهته، قال الخبير الاستراتيجي العقيد أحمد حمادة لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “اجتماع وزراء دفاع تركيا وبريطانيا وإيطاليا يأتي مع إستمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا، فمن المتوقع أن يتم بحث موضوع الحرب وأمن أوروبا والعلاقات الثنائية، كون هذه الدول أعضاء في حلف عسكري واحد”.

وأضاف حمادة أنه “حتى الآن تركيا تعلن الحياد ولا تظهر أنها مع طرف ضد آخر رغم تمسكها بالشرعية الدولية وتعمل على وقف إطلاق النار وتبذل جهودا في ذلك، ولكن تركيا تنسق موقفها مع الدول لتقوية دفاعاتها وأمن دول الحلف”.

وفي 24 شباط/فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية ضد أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

الجدير ذكره أنه ووسط كل تلك الأحداث، نقل موقع قناة “روسيا اليوم”، أمس الخميس، عن متحدث الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله إن “العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا قد تنتهي خلال الأيام المقبلة إما بتحقق أهدافها، أو من خلال التوصل لاتفاق عبر المفاوضات”.

وأضاف أن “الوضع يمكن حله عن طريق الدبلوماسية”، مشيرا إلى أن “التوصل لاتفاق يعتمد بشكل كبير على اتساق الموقف الأوكراني وإلى أي مدى هم مستعدون لقبول شروط موسكو”.

وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، قد حذّر في تصريحات صحفية من مغبة تأخر حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بدعم أوكرانيا بالسلاح، منبهًا أن “ذلك ينبغي أن يكون في أقرب وقت، وإلا سيكون متأخرا”، حسب تعبيره.

وتابع أنه “إذا تلقت أوكرانيا دعمًا كافيًا بالذخيرة، فلن يتمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من اختبار المادة الخامسة لحلف شمال الأطلسي”.

اقرأ أيضا| كاتب ألماني: أردوغان تفوق على ماكرون وبابا الفاتيكان والأمم المتحدة

زر الذهاب إلى الأعلى