تقاريرهام

أكاديميون ورجال أعمال مصريون: التقارب التركي المصري قوة إقليمية فاعلة (تقرير)

أكاديميون ورجال أعمال مصريون تحدثوا لـ"وكالة أنباء تركيا"

أعرب أكاديميون ورجال أعمال مصرييين عن ترحيبهم بالمؤشرات التي تدل على تحسن العلاقات بين تركيا ومصر، مشيدين في الوقت ذاته بـ”الثقل الإقليمي لتركيا وبثقلها السياسي والاقتصادي وفي مختلف المجالات”.

جاء ذلك في تصريحات خاصة لـ”وكالة أنباء تركيا” أدلى بها عدد من الباحثين والأكاديميين ورجال الاقتصاد المصريين، والذين أشاروا إلى أن تحسن العلاقات تصب في مصلحة البلدين والشعبين خاصة لناحية قضية الثروات الطبيعية شرقي المتوسط.

وكان خبراء أتراك ومصريون، أفادوا أن عوامل عديدة أبرزها التحالفات الجديدة في الشرق الأوسط، واحتياطات الغاز المكتشفة شرقي المتوسط، وتغير الإدارة في الولايات المتحدة الأمريكية، ساهمت في بدء الحراك الدبلوماسي بين تركيا ومصر.

تزامن ذلك أيضاً مع الإشارات الصادرة عن تركيا حول قرب تحسن العلاقات مع مصر، إذ قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، في تصريحات صحفية عدة في الآونة الأخيرة إن “تركيا أقدمت على عدد من الخطوات في إطار تطبيع العلاقات مع مصر، وخلال الأيام المقبلة سنقدم على خطوات أخرى في هذا الخصوص”، مشيرا إلى “إمكانية تبادل السفراء بين تركيا ومصر”.

وأكد تشاوبش أوغلو أن “تحسن العلاقات بين تركيا ومصر يصب بمصلحة المنطقة كلها”.

وحول ذلك قال رجل الأعمال المصري المهندس، علي توفيق لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “موجة التقارب بدأت مؤخراً بين الجانبين من خلال إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح في وقت تغيرت فيه منطقة الشرق الأوسط وأصبح لتركيا ثقلها الإقليمي السياسي والعسكري والاقتصادي، وهي تحتاج إلى التنسيق مع مصر ذات الوزن التاريخي والجغرافي والسكاني، كما تحتاج إليها مصر في مواجهة تحدياتها في النيل والبحر المتوسط وفي الاقتصاد”.

وتابع توفيق أنه “ما من شك في أن التقارب بين مصر وتركيا والتنسيق بينهما يمثل قوة إقليمية فاعلة يساعد على توازن المنطقة، وخروجها من النزاعات التي خيمت عليها في الخليج واليمن وسوريا والعراق وليبيا والسودان والشمال الأفريقي”.

ومضى قائلا “تركيا ومصر  هما الصديقان الذي بينهما اختلافات ولا سبيل لحلها إلا التقارب والتفاهم، ويظل الشعبين المصري والتركي متقاربين على مر التاريخ، يشعر كل فرد منهما أنه بين إخوته الذين يحبهم لمًا بينهم من روابط تاريخية وجغرافية ونسب ومصاهرة ومصالح اقتصادية مشتركة، لذا فإن التقارب بين مصر وتركيا يقوي البلدين في الطاقة ويثقل ميزان قوة جديدة في الغاز لا تقل أهمية عن قوة البترول، خاصة مع الاكتشافات الجديدة في البحر المتوسط وبدء النشاط التركي في التنقيب، وخاصة مع تفاقم وضع الغاز الروسي لأوروبا بعد الصراع في أوكرانيا”.

ومنتصف العام الماضي 2021، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات صحفية، أن مرحلة جديدة قد بدأت بين تركيا ومصر، وأن تركيا بصدد مواصلة وتوسيع ذلك، مضيفاً “بدأنا أولًا من خلال الاتصالات واللقاءات عبر استخباراتنا، ثم لقاءات وزارة الخارجية، وسنواصل هذه المرحلة من خلال توسيعها شيئًا فشيئًا”.

وخلال الفترة ذاتها، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في مقابلة مع وكالة “بلومبرغ” الأمريكية، إن “مصر حريصة على إيجاد صيغة لاستعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا”، مضيفاً “نحن حريصون على التوصل إلى قرار وإيجاد صيغة ضرورية لاستعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين”.

من جهته، قال مدير عام مركز ديوان الأزهر للعلاقات الدولية محمد العقيد لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “العلاقات المصرية التركية علاقات استراتيجية وإن شابها بعض التوتر سابقاً، واليوم هناك مؤشرات على مد جسور التواصل من جديد، خاصة في مرحلة احتياج عالمي لغاز المتوسط والذي يقع غالبه بين البلدين الكبيرين مصر وتركيا، وحجم التبادل التجاري والثقافي والعلاقات الحميمة بين الشعبين والتاريخ المشترك”.

وأضاف العقيد أنه “ثمة أجندة جديدة تطرحها الخارجية التركية والمصرية في العلاقات الإقليمية بعد زيارات مكوكية ناجحة بين البلدين استمرت لعدة سنوات لحلحلة الملفات العالقة سابقاً بين مصر وتركيا وكذلك تركيا والخليج عموماً وأيضاً مصر وقطر، وغيرها من ملفات في منطقة الشرق الأوسط تهدف لمناخ إيجابي لدول المنطقة في الاقتصاد والأمن القومي الذي تهدده حرب روسيا وأوكرانيا ونزاعات شرقي أوربا وشرقي المتوسط، والتي تحتاج لرفع مستوى العلاقات بين تركيا ومصر لأعلى مستوياتها لضمان إستقرار أكبر وتبادل أضخم بين البلدين”.

وكان المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، عمر تشاليك، قد أكد في تصريحات في 2 أيار/مايو 2021، أنّ تركيا تعمل على تشكيل آليات جديدة لبحث قضاياها مع مصر.

وكان البرلمان التركي قد صادق، في 28 نيسان/أبريل 2021، على مذكرة قدمها حزب العدالة والتنمية التركي لتشكيل مجموعتي صداقة مع كل من مصر وليبيا.

ووافق البرلمان التركي على المذكرة التي تقضي بإنشاء مجموعتي صداقة برلمانية بين تركيا ومصر من جهة، وتركيا وليبيا من جهة ثانية.

بدوره، قال الإعلامي والباحث في الشأن المصري أحمد رشدي لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “قرب تحسن وعودة العلاقات بين بلدين كبيرين لهما ثقل سياسي كمصر وتركيا يصب في مصلحة كلا البلدين بل والإقليم والعالم الإسلامي، خاصة في ظل عودة تركيا إلى سياسة صفر مشاكل”.

كما قال الباحث السياسي فى الشؤون الإفريقية أحمد عبد ربه لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “مصر وتركيا دولتان كبيرتان ومحورتيان في منطقة الشرق الأوسط، وتحسن العلاقات الطيبة والتعاون بين البلدين على كل المستوىات هو أمر هام يدعم استقرار المنطقة والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين”.

واعتبر عبد ربه أن “التقارب المصرى التركي يعيد تموضع الدول ذات الغالبية المسلمة في العالم واستعادة مكانتها التاريخية في ظل حالة من الاحتقان العالمي وتغير موازين القوي”.

وختم قائلا إن “الأمور التي بدأت تتحسن بهذا الشكل عادت لنصابها الطبيعي خاصة مع تقارب وجهات النظر بين الدولتين والرؤى المشتركة في العديد من القضايا الإقليمية والدولية تاريخيا ومستقبلا”.

أما رجل الأعمال المصري إسلام محمد رجب فقال لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “عودة العلاقات وتحسنها والمقاربة بين أنقرة والقاهرة ستكون لها نتائج جوهرية وتغيرات في المنطقة كلها.. ومن المتوقع أن تحقق هذه المقاربة خطوات سريعه في زيادة التبادل التجارى بين البلدين، وفي النهاية نتمنى أن يكتمل هذا التقارب ونسعد به وندعمه بكل ما نملك وما نستطيع”.

كذلك تحدث أمين عام “البيت المصري التركي” طارق عثمان لـ”وكالة أنباء تركيا”، قائلا “ننتظر اللقاءات الرئسية الرسمية والزيارات المتبادلة والعودة الكاملة إلى كل العلاقات فى شتى المجالات بين تركيا ومصر”.

وتدهورت العلاقات بين تركيا ومصر بعد أن أطاح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بأول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر، محمد مرسي، في انقلاب بعد عام واحد فقط من توليه المنصب.

أما رئيس مركز “حريات” للدراسات السياسية والاستراتيجية والرئيس السابق لحزب البناء والتنمية في مصر طارق الزمر، فتحدث لـ”وكالة أنباء تركيا” قائلا “لا شك أن تدعيم العلاقات بين دول العالم الإسلامي ولاسيما دوله الكبرى لهو من أهم أسباب إعادة تموضعه على الخريطة الدولية، ولا سيما في اطار التداعيات المتلاحقة التي يشهدها النظام الدولي وآخرها تداعيات الأزمة الاوكرانية، كما أن تدعيم تلك العلاقات يصب في مصالح المنطقة الإسلامية ومتطلبات حرية ورفاهية شعوبها”.

وتابع الزمر “فضلا عن أن العلاقات التركية المصرية يمكنها أن تكون صمام أمان لاستقرار الشرق الأوسط  كما انها تمثل قاطرة اقتصادية واستراتيجية مهمة لصالح الشعبين وشعوب المنطقة، ولهذا فقد رحب القادة السابقون لحزب البناء والتنمية المقيمون بتركيا ومركز حريات للدراسات السياسية والاستراتيجية بالتقارب التركي المصري منذ الإعلان عنه في مارس من العام الماضي، وتمنوا أن يكون بداية لصفحة جديدة لمستقبل المنطقة في ضوء إعادة التشكل التي تشهدها”.

في حين اعتبر رئيس مركز “قيمي هويتي” لدراسات القيم والهوية إبراهيم الديب في حديثه لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “تحسن العلاقات بين تركيا ومصر دبلوماسيا وفي شتى المجالات هو تعبير حقيقي عن تواصل واندماج الهويتين المصرية والتركية، وخطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح لصالح الشعبين المصرى والتركي، وعامل تهدئة واستقرار في المنطقة بأسرها وفتح فضاءات واسعة لتعاون وشراكة استراتيجية عربية تركية”.

وفي وقت سابق من عام 2021، كشف المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، عن إمكانية فتح صفحة جديدة في العلاقات ما بين تركيا ومصر، إضافة إلى عدد من الدول الخليجية، واصفًا مصر أنها “قلب العالم العربي”.

اقرأ أيضا| قبل 577 عاما.. يوم انتصر العثمانيون على الصليبيين فاحتفلت مصر (تقرير)

زر الذهاب إلى الأعلى