تقاريرهام

السعودية.. إدانة رسمية للاحتلال الإسرائيلي وإشادة “إلكترونية” به ضد الفلسطينيين (تقرير)

في موقف وصفه مراقبون بـ”المتناقض”، شن عدد من المغردين والنشطاء والصحفيين السعوديين على منصة التواصل الاجتماعي “تويتر”، هجوماً غير مسبوق على الفلسطينيين المرابطين في المسجد الأقصى المبارك بوجه انتهاكات واقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلية.

ففي وقت أدانت فيه السعودية بشكل رسمي على لسان وزارة خارجيتها اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى وانتهاك حرمته، دافع مغردون سعوديون وبطريقة مبطّنة عن قوات الاحتلال، محمّلين الشباب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية مسؤولية ما يتعرض له “الأقصى” المبارك، في موقف أثار الكثير من علامات الاستفهام، وفق مراقبين.

وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان، مساء الجمعة، عن “إدانة واستنكار المملكة لإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى وإغلاق بواباته، والاعتداء على المصلين العُزّل داخل المسجد وفي ساحاته الخارجية”، معتبرة هذا التصعيد الممنهج “إعتداءً صارخاً على حرمة المسجد الأقصى ومكانته في وجدان الأمة الإسلامية”.

ورغم بيان الإدانة من وزارة الخارجية السعودية، إلا أن الكثير من النشطاء والصحفيين السعوديين على منصة “تويتر”، كانوا يشتمون الفلسطينيين ويحملونهم المسؤولية ويقولون إن “إسرائيل تحفظ الأمن”.

ومرة جديدة، دشن مغردون سعوديون على منصة “تويتر” وسم هاشتاغ “استفزازي” بعنوان “فلسطين ليست قضيتي”، تضمن الكثير من عبارات التهجم على الفلسطينيين، في تجاهل واضح للاعتداء الصارخ الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى.

واعتبر مراقبون أن ما يجري بين السعوديين هو “تناقض كبير”، مضيفين أنه “من “المعروف أن في السعودية من يخالف ولي الأمر ولو بكلمة على (تويتر) مصيره السجن والأمثلة كثيرة على اعتقال علماء وقضاة ومشايخ، لكن ما نراه أن السعودية تُدين وبشكل رسمي اعتداء قوات الاحتلال على المسجد الأقصى، في حين أن المغردين يشيدون بالاحتلال الإسرائيلي دون أن تتم محاسبة أي أحد منهم من قبل السلطات السعودية، ما يعني أن هناك قبول رسمي غير معلن بفكرة إدانة الفلسطينيين والدفاع عن الاحتلال”، حسب تعبيرهم.

ورصدت “وكالة أنمباء تركيا”، آراء عدد من الشخصيات السعودية التي دشنت وسم “فلسطين ليست قضيتي”، أو التي اعتبرت أن تهجمها على الفلسطينيين في هذا الوقت بالذات هو “تعبير عن حرية الرأي” حسب زعمها.

ومن بين من تم رصدهم، مغرد سعودي يُدعى محمد الزهراني، الذي زعم قائلاً “نحن مع ولي أمرنا سمعاً وطاعةً ولو أمرنا بالجهاد ضد إسرائيل لفعلنا، لكن عندما ننتقد همجية بعض الفلسطينيين والحركات الإخونجية مثل حماس، هذا من باب حرية التعبير التي يكفلها لنا النظام، حرية التعبير مكفولة ولله الحمد في السعودية وفي الملكيات مثل الدول (الديموقراطية)، وها نحن نمارسها”.

مغرد سعودي آخر يُدعى فهد الجبيري، لم يكتف بتلك الادعاءات، بل نشر رسم كاريكاتور يُسيء فيه للمسجد الأقصى والفلسطينيين، واصفاً الحجارة التي يقاوم فيها المقدسيون قوات الاحتلال بـ “القذارة”.

وآخر وصف أدوات الدفاع عن المسجد الأقصى أنها “قذارة”.

مغرد آخر هاجم الفلسطينيين ودافع عن دولة الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أن “إسرائل لم تتسبب للسعودية بأي أذى”، حسب تعبيره، وآخر تهكم على المقدسيين بطريقة غير مسبوقة، معتبراً أن ما يجري “هو لكسب العطف والدعم المالي فقط لا غير”.

في حين وصف مغرد آخر الفلسطينيين بـ “الشعب الجبان”، مستنكرا مهاجمة المقدسيين للشرطة الإسرائيلية.

وشن مغرد سعودي آخر يُدعى عبد الله الطويلعي، سخرية على المقدسيين والشيخ عكرمة صبري خطيب وإمام المسجد الأقصى، داعياً إلى عدم التعاطف معهم.

 

مغرد سعودي آخر يُعرف عن نفسه بأنه محلل وباحث يُدعى عماد المديفر، تهجم بطريقة وصفها مراقبون أنها “لا أخلاقية” على خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري.

أما المغرد السعودي ويُدعى فهد ديباجي، والذي يُعرف عن نفسه بأنه كاتب، هاجم الفلسطينيين وقضيتهم، واصفاً إياها بأنها “قضية نصب ومتاجرة”، حسب تعبيره.

في حين سخر المدعو طه بن غالب الأمير، والذي يشغل منصب “مشرف على الحسابات الإلكترونية لهيئة الصحفيين السعوديين فرع جازان”، هاجم  رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية، مستغلاً الأحداث الدائرة بخصوص المسجد الأقصى المبارك.

وتعقيباً على ذلك تحدث الكاتب والناشط السياسي، مصطفى النعيمي لـ”وكالة أنباء تركيا”، حيث قال “لا شك أن ما حصل من اعتداء على المسجد الأقصى هو جريمة موصوفة تستحق فتح تحقيق دولي للنظر فيها، لكنّ المستغرب هو أن الخطاب الرسمي للمملكة العربية السعودية واضح وأدان تلك الانتهاكات لكن بالمقابل البعض يرفض عملية الدفاع عن النفس للفلسطينيين ويحملون المدافعين عن أنفسهم تبعات التصعيد، علما بأنهم الضحية بينما لا تشاهدهم يدينون الجلاد الذي تسبب بهذا التصعيد”.

وأضاف النعيمي “أنا أرى أن الدفاع عن النفس حق مشروع تضمنه القوانين الناظمة لحماية أي شخص في العالم، في حين أن استخدام البعض الموقف لزيادة الشروخ العربية سيكون له تداعيات كبيرة مع الأخذ بعين الاعتبار أن الخطاب الرسمي أدان تلك الجريمة والكثير من دول العالم الإسلامي أدانت الاعتداءات على المصلين في المسجد الأقصى، والمسجد الأقصى يمثل أولى القبلتين بالنسبة للمسلمين، لذلك سنرى مزيداً من التعاطف العربي مع القضية الفلسطينية في ظل التصعيد الإسرائيلي”.

وتابع قائلاً إن “ممارسة الشعائر الدينية بالنسبة للمصلين حق يكفله لهم القانون الدولي  والاتفاقيات الثنائية المبرمة مع الفلسطينيين، لكن تلك الاعتداءات ستكون خطيرة وستساهم بشكل كبير في زيادة النقمة على الإسرائيليين، وربما قد تشهد في القريب العاجل مزيدا من التصعيد والمواجهة مع المصلين في المسجد الأقصى”.

وصباح الجمعة، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ساحات المسجد الأقصى المبارك ومصلاه القبلي، في مدينة القدس المحتلة.

وأصيب عشرات الفلسطينيين خلال عملية الاقتحام التي شهدت اعتداءات بالضرب والقنابل الصوتية والغازية على المصلين العزل.

ولاقت انتهاكات الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك ردود فعل منددة ومستنكرة لهذه الممارسات، من قبل عدد من الدول وعلى رأسها تركيا وقطر.

وذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان “نشعر بقلق عميق إزاء التوترات المتزايدة في المنطقة في الأيام الأخيرة، نود التأكيد مرة أخرى على أهمية عدم السماح بالاستفزازات والتهديدات ضد مكانة وروحانية المسجد الأقصى وخاصةً في هذه الفترة الحساسة”.

وأعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين، فجر الجمعة.

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إن “دولة قطر تستنكر بشكل خاص قيام قوات الاحتلال باقتحام المسجد القبلي واعتقال المصلين داخله، فيما يعد إضافة جديدة للانتهاكات المتكررة لحرمة المسجد وتعد ذلك استهزازاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم وفي شهر رمضان المبارك وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية”.

من جهته، حذر خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، مساء الجمعة، من أن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي وجماعات المستوطنين لا تزال قائمة في المسجد المبارك.

وقال الشيخ صبري، في تصريحات نقلتها وكالة “شهاب” الفلسطينية، إن “المعركة لا تزال قائمة لأن العيد لدى الاحتلال مستمر لمدة أسبوع، فالمعركة إلى الآن لم تنتهِ وعلينا أن نكون متيقظين”، مضيفاً “علينا الإلتزام بالحديث الشريف وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، وعلينا أن نكون متيقظين لأي غدر قد يقوم به الاحتلال”. 

اقرأ أيضا| “المسجد الأقصى بأعيننا”.. مغردون أتراك يدعمون فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي

زر الذهاب إلى الأعلى