أكد مصدر سياسي كردي أهمية اللقاء الذي جمع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس حكومة إقليم شمالي العراق مسرور بارزاني، في مدينة إسطنبول التركية، قبل يومين، لافتاً إلى أنه تم البحث العديد من القضايا الشائكة وبخاصة شمالي العراق.
جاء ذلك على لسان عضو المجلس الوطني الكردي السوري علي تمي، في تصريح خاص لـ”وكالة أنباء تركيا”.
والجمعة، استقبل أردوغان في قصر دولمة بهتشة في إسطنبول بارزاني، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية وذلك بحضور رئيس الاستخبارت التركية هاكان فيدان.
وعقب الزيارة، غرّد بارزاني على حسابه في “تويتر” قائلاً “أجرينا مباحثات مثمرة مع الرئيس أردوغان، حول التطورات الإقليمية وإمكانيات علاقاتنا الثنائية”، مضيفاً “اكتشفنا فرصاً جديدة لزيادة التجارة الثنائية والاستثمار”.
والخميس، نفذت الاستخبارات التركية عملية نوعية وهامة شمالي العراق، نتج عنها “صيد ثمين” تم إحضاره من هناك إلى الأراضي التركية، حيث نجحت بالقبض على إرهابي من تنظيم PKK شمالي العراق”.
وعقب القبض على الإرهابي المدعو عبد الكريم يلماز تم إحضاره إلى تركيا.
وعن تلك زيارة بارزاني إلى إسطنبول، قال تمي إن “زيارة بارزاني إلى إسطنبول ولقائه مع أردوغان، في هذا التوقيت يحمل في طياته الكثير من القضايا العالقة والشائكة التي تهم المنطقة”.
وأضاف “العامل الأول هو قضية الغاز وإمكانية البحث عن السبل المناسبة لتصدير هذه المادة إلى أوروبا، وهذا الموضوع لا شك يزعج الروس والإيرانيين بدرجة كبيرة”.
وتابع تمي أن “العامل الثاني يحمل الطابع الأمني والعسكري، فما تم مناقشته يهم بالدرجة الأولى شرقي الفرات وسنجار، ونحن ننتظر لنرى نتائج الزيارة وترجمتها على الأرض خلال الفترة المقبلة”.
وأشار إلى أن “الزيارة من حيث التوقيت مهمة جداً، فالزيارة جاءت لبحث موضوع الغاز وإمكانية تصديره عن طريق تركيا إلى أوروبا، وهذا يتطلب تنسيقاً مشتركاً بين أربيل وأنقرة”.
وزاد بالقول “أعتقد أن تعرض الأقليم للضغوطات الإيرانية هو الخشية من قضية الغاز التي باتت اليوم مسألة جوهرية في الصراع الدولي على أوكرانيا، لذا من المرجح أن يتم الاتفاق على الخطوط العريضة معاً لموضوع الغاز وخاصة أن العالم يعاني نقصاً في هذه المادة بعد تلاعب الروس بأسعار هذه المادة واستخدامها كسلاح في مواجهة الدول الأوروبية”.
واعتبر أن “زيارة رئيس حكومة إقليم كوردستان إلى أنقرة، تتزامن مع تصعيد الوضع العسكري شرقي الفرات والمواجهة المحتملة بين قسد والأتراك”.
وختم قائلاً “أعتقد أنه سيتم التأكيد على قصقصة أجنحة حزب العمال الكردستاني (تنظيم PKK الإرهابي) داخل سنجار والعمل على إخراجهم من المنطقة، وهذه المسألة تهم الجانب العراقي أيضاً وخاصة بعد بناء جدار عازل بين الإقليم وسوريا”.
ومطلع آذار/مارس 2022، أعلن الجيش العراقي، عزمه إنشاء جدار إسمنتي وخط صد عسكري على امتداد الحدود مع سوريا، ضمن خطة تهدف إلى تأمين البلاد.
والجدار الإسمنتي يفترض أن يمتد على طول الحدود مع سوريا، فيما يتم تعزيزه بجدار صد مكون من وحدات من الجيش العراقي بدلا من قوات حرس الحدود التابعة لوزارة الداخلية، وفق تصريحات سابقة لقادة عسكريين عراقيين.
وأواخر العام الماضي 2021، قال مسرور بارزاني إن “تنظيم PKK الإرهابي يخلق مشاكل أمنية واقتصادية في المنطقة”، لافتاً إلى أن “هذا التنظيم الإرهابي يطرح نفسه في المنطقة كبديل للمؤسسات القانونية المنتخبة من قبل الشعب، كما أنه يحتل بعض المناطق، ويمنع السكان المحليين من الذهاب إلى منازلهم وأراضيهم”.
وذكر أن العلاقات مع تركيا متعددة الجوانب، مضيفاً “لنا تجارة مع تركيا، وجيران، ولدينا مخاوف أمنية مشتركة، وهذه العلاقات مفيدة من أجل الجانبين”.
ومطلع العام 2021، وجه أردوغان، تحذيرا شديد اللهجة لتنظيم PKK الإرهابي في قضاء سنجار بولاية نينوى شمالي العراق، مؤكدا أنه في حال لم يخرج التنظيم الإرهابي من تلك المنطقة “فإننا سنأتيه على حين غرة”.
كما وجّه وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، تهديدا شديد اللهجة لتنظيم PKK الإرهابي شمالي العراق، مؤكدا أن “الجيش التركي سيفعل كل ما يلزم لطرد الإرهابيين من مخيم مخمور وقضاء سنجار”.
الجدير ذكره، أنه في تشرين الأول/أكتوبر 2020، وقعت حكومة بغداد برئاسة مصطفى الكاظمي، اتفاقاً مع حكومة أربيل لحل المشكلات القائمة بقضاء سنجار.
وحسب الاتفاق، سيتم ضمان حفظ الأمن في القضاء من قبل قوات الأمن الاتحادية، بالتنسيق مع قوات إقليم شمالي العراق، وإخراج كل الجماعات المسلحة غير القانونية إلى خارج القضاء.
كما ينص الاتفاق أيضا، على إنهاء وجود تنظيم PKK الإرهابي في سنجار، وإلغاء أي دور للكيانات المرتبطة بها في المنطقة.
يشار إلى أن عناصر تنظيم PKK الإرهابي، ينتشرون في سنجار العراقية منذ عام 2014 تحت ذريعة حماية المجتمع الإيزيدي المحلي من تنظيم “داعش” الإرهابي.