تقاريرمميز

غاضبون من وزير أوقاف مصر: يضيق على المساجد لصالح الأجهزة الأمنية (تقرير)

موجة انتقادات غير مسبوقة وجّهتها شخصيات دينية إضافة إلى رواد منصات التواصل الاجتماعي، وذلك لوزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة الذي أدلى بتصريحات وُصفت بـ”الاستفزازية”، متهمة إياه بـ”التضييق على المساجد لصالح السلطات الأمنية”.

جاء ذلك على خلفية التصريحات التي قال فيها إنه لن يتم السماح للمصلين بالاعتكاف أو صلاة التهجد في المساجد، مشيرا إلى أن المساجد ليست فنادق، مدّعياً أن كلامه مبني على تحذيرات رئيس لجنة مكافحة كورونا بوزارة الصحة من “الإسراف في التسيب أو عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية”، حسب ما نقلت عنه عدة مصادر متطابقة من بينها ناشطون مصريون.

وأثار كلام وزير الأوقاف المصري ردود فعل غير مسبوقة، دفعت بناشطين لمطالبة المصريين بالنزول إلى الشارع تعبيراً عن رفضهم لهذا القرار، مؤكدين أنه لا يوجد قانون فى الدستور يقول بمنع للشعائر الإسلامية، حسب تعبيرهم.

من جهته، ردّ الداعية والباحث الإسلامي عصام تليمة، على  كلام وزير الأوقاف المصري الذي ادّعى بأن الاعتكاف بالمساجد يزيد من الإصابة بالأمراض، بأنه “كلام فارغ ولا ينطلق من شرع أو دين إنما هو رسالة أمنية”.

وأضاف تليمة أن “الاعتكاف باب في أبواب الفقه الإسلامي، وآية في القرآن الكريم (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِد. [البقرة: 187])، ومنذ 1440 سنة الأمة الإسلامية تعتكف في كل مكان سواء في رمضان أو خارج شهر رمضان”، مشيراً إلى أن “المساجد كانت من أكثر الأماكن على مستى مصر وعلى مستوى العربي انضباطاً في الالتزام بالإجراءات الصحية، بعكس أماكن الملاهي وأماكن المباريات وأماكن الاحتفالات الخاصة والعامة والعسكرية وغيرها لم تلتزم كما التزمت المساجد، وبالتالي هذا الكلام لا ينطلق لا من علم ولا من شرع ولا من دين، إنما هي رسالة أمنية يؤديها (وزير الأوقاف عن الأمن)”.

وقارن آخرون بين ما يدعو إليه وزير الأوقاف المصري، وبين وزير الأوقاف الماليزي الذي أوعز “بمنح وجبة سحور مجانية طوال العشر للمعتكفين بمساجد ماليزيا عوناً لهم على التفرغ للعبادة”.

أما السياسي المقيم في لندن، محمد الهاشمي الحامدي فقال “في مصر مسموح لك بالسهر في ملهى ليلي حتى الفجر بدون قيد، أو في حفلة غنائية أو رياضية، أو في الكنيسة، لكن ممنوع التهجد في المسجد في ليالي رمضان لأن السيسي يخاف عليك من كورونا”، مضيفاً بتهكم مبطّن “في دولة السيسي كورونا لا تهدد إلا رواد المساجد”.

وحاولت وزارة الأوقاف المصرية امتصاص غضب الشارع، من خلال بيان أصدرته أوضحت فيه الأسباب التي استندت إليها لإصدار قرارها بمنع الاعتكاف في المساجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان:

  • “بناء على الرأي الطبي المنضبط ومشاورة وزارة الصحة، وبناء على قرارات اللجنة العليا لإدارة أزمة الأوبئة والجوائح الصحية بمجلس الوزراء: فإننا نؤكد أن ظروف وإجراءات التباعد لا تمكن في الظروف الراهنة من السماح بالاعتكاف هذا العام حفاظًا على الأرواح، والرأي الشرعي مبني في ذلك على الرأي الطبي، فهم أهل الاختصاص في قرار تطبيق إجراءات التباعد.
  • ما زالت التعليمات الطبية تدعو إلى توخي الحذر وارتداء الكمامة، ولا شك أن الاختلاط الذي يحدث في الاعتكاف يصعب معه تطبيق إجراءات التباعد، مما يجعل الحفاظ على النفس الذي هو من صميم مقاصد الشرع ومن الكليات الست مقدمًا على أداء بعض النوافل.
  • ذلك مع تأكيدنا على أن الاعتكاف سنة ثابتة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وما حال دوننا ودون تطبيقه هذا العام إلا الصالح العام المبني على أسس شرعية وفقهية، من خلال فقه الموازنات، والرأي العلمي والطبي”.

وقبل أيام، تداول الناشطون مقطع فيديو قصير لوزير الأوقاف المصري، وصفوه بـ “المشهد الأسطوري”.

الجدير ذكره أن السلطات السعودية وقبيل حلول شهر رمضان المبارك، اتخذت إجراءات عدة هدفها التضييق على المساجد على رأسها منع أذان وصلاة التراويح عبر مكبرات المآذن، واقتصار الأمر على رفع أذان الصلوات الخمسة والإقامة فقط.

وأثار هذا القرار  ضجة على منصة التواصل الاجتماعي “تويتر“، إذ طالب مغردون وزارة الشؤون الإسلامية السعودية بـ“مراجعة هذه الفتوى أو القرار“، مؤكدين أن “صوت الأذان يجب أن يصل لأبعد مسافة ممكنة”، حسب تعبيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى