تستعد تركيا، وبحضور رئيسها رجب طيب أردوغان، لافتتاح ثاني مطار بني فوق سطح البحر، هو مطار “ريزه ـ أرتفين”، الأمر الذي يسهل الطريق على المسافرين من وإلى عاصمة الشاي “ريزه” في أقصى شمال شرقيّ تركيا بالقرب من الحدود الجورجية.
ومن المتوقع أن يفتتح أردوغان المطار في 14 أيار/مايو الجاري.
ويعد المطار ثاني مطار يبنى فوق سطح البحر في منطقة البحر الأسود بعد مطار “أوردو ـ غيراسون” الذي يعد أول مطار في تركيا يبنى فوق سطح البحر والذي افتتحه أردوغان في أيار/مايو 2015.
ويعتبر المطار نقطة وصل بين العديد من المدن التركية المطلة على البحر الأسود، إذ يوفر الوقت وسهولة التنقل للمواطنين الأتراك القاطنين في تلك المناطق والسياح الراغبين بزيارة الشمال التركي.
ويبعد مطار “ريزه ـ أرتفين” نحو 36 كلم عن مركز مدينة ريزه ونحو 75 كلم عن ولاية آرتفين، وقد وضع أردغان حجر أساسه في نيسان/أبريل 2017.
ويهدف المطار إلى استيعاب 3 ملايين مسافر سنوياً، حيث يضم مدرجا بطول 3000 متر وعرض 45 متر يمكن لأكبر الطائرات في العالم الهبوط عليه.
بني المطار بشكل يعكس ثقافة هذه المدينة وتراثها حيث أن مدخل المطار بني على شكل ورقة شاي كما أن برج المراقبة بني على شكل كاسة شاي.
يُذكر أن تكلفة أعمال البنية التحتية لمطار “ريزه ـ أرتفين”، بلغت نحو مليار و78 مليون ليرة تركية، كما بُنيت حوله حواجز وقائية لصد الأمواج ومنع تأثيرها، حيث استخدمت في هذه الحواجز نحو ألفين 2500 مكعب أسمنتي و16 مليوناً و634 ألف طن من موادّ الردم لبناء جدار بطول 4 آلاف و550 متراً، كما استخدم في تعبئة القاعدة المخصصة لإنشاء أرضية مطار 100 مليون طن من الأحجار.
وفي تصريحات سابقة، قال والي ريزه كمال شيبر إن “أعمال البناء والإنشاء جرت بتقنيات خاصة جداً”.
وأضاف “نحن لا نأخذ الحجر والتربة ونردمها في البحر وحسب، بل نطرزها مثل الإبرة تحت البحر بتقنيات خاصة جداً من خلال غواصين، تُوضَع الأحجار في أماكن حسب حجمها. في نفس الوقت استخدمنا موادَّ وتقنيات خاصة جداً مقاومة للعوامل الجوية واليود والملح خلال تشييد البنى الفوقية للمطار”.
ويتم إنشاء المطار على البحر نظراً لتضاريس المنطقة التي لا تناسب إنشاء مقثل هذا المشروع داخل المدينة.
ويهدف بناء مطار “ريزه ـ أرتفين” العائم إلى إنعاش السياحة والتجارة والنقل في منطقة البحر الأسود عموماً والمناطق القريبة من مدينتَي ريزه وآرتفين الشهيرتين بجمالهما الطبيعي الخلاب من جبال شاهقة وغابات كثيفة وأنهار ومزارع الشاي المنتشرة على سفوح الجبال والهضاب، والتي تُعتبر وجهة سياحية أساسية في منطقة البحر الأسود، خصوصاً للسياح العرب الذين اشترى كثير منهم منازل ومزارع في المنطقة لكثرة تعلقهم وإعجابهم بها.