تقاريرحدث في مثل هذا اليوممميز

في ذكرى وفاته.. محمد الفاتح حامل البشارة النبوية وصاحب وصية “لا يغرنك المال”

تصادف، اليوم الثلاثاء، الذكرى السنوية الـ 541 لوفاة السلطان محمد الفاتح، فاتح القسطنطينية، وحامل البشارة النبوية الشريفة.

السلطان محمد الفاتح، هو سابع سلاطين الدولة العثمانية، كتب الكثير من المؤرخين عن عهده الذي اعتبروه نقطة انتقالية من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة.

ولد السلطان محمد الفاتح في 30 آذار/مارس عام 1432 في مدينة أدرنه التي كانت عاصمة الدولة العثمانية يومها، والده السلطان مراد الثاني.

أتم الفاتح حفظ القرآن الكريم، ثم قرأ الحديث وتعلم الفقه، كما درس الرياضيات والفلك وأساليب الحروب.

تعلم الفاتح لغادة عدة هي اللغات العربية، الفارسية، اللاتينية، واليونانية، وامتاز بشخصية فذة جمعت بين القوة والعدل.

في 18 شباط/فبراير عام 1451 تولى السلطان محمد الفاتح عرش السلطنة العثمانية وهو ابن الحادية والعشرين من عمره.

من أعظم ما قام به السلطان محمد الفاتح، فتح مدينة القسطنطينية، وهو الحدث الذي يعد نقطة تحول في مسار تاريخ البشرية.

انتظر المسلمون ثمانية قرون ونصف قرن حتى تحققت البشارة التي بشر بها النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في حديثه “لتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْش”، رواه الحاكم والإمام أحمد بإسناد صحيح، وصححه الحاكم النيسابوري، صاحب المستدرك على الصحيحين، وصححه الحافظ الذهبي، تلميذ ابن تيمية.

في سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني يقول: نعم لقد تحقق فتح القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.

الحديث هذا رواه بشير الخثعمي، ونقله المحدث البوصيري، وخلاصة حكم المحدث في كتاب “إتحاف الخيرة المهرة” أن رواة هذا الحديث ثقات.

وأيضا نقله المحدث الهيثمي عن الراوي بشير الخثعمي في كتاب “مجمع الزوائد”، وخلاصة حكم المحدث أن رجال الحديث ثقات.

لم تقتصر فتوحات محمد الفاتح على القسطنطينية فقط، بل قام بتحويل ولاية الصرب البلقانية إلى ولاية عثمانية، وفتح بلاد المورة جنوبي اليونان، وجزر بحر إيجه، وفتح بلاد الأفلاق جنوبي رومانيا، وفتح بلاد البوسنة والهرسك، ثم استكمل فتح ألبانيا، وحاول فتح بلاد البغوان غربي رومانيا وإيطاليا ولكنه لم ينجح، كما أدخل شبه جزيرة القرم تحت السيطرة العثمانية.

كان محمد الفاتح شجاعا ذكيا ذا عزم وإصرار وهمة تناطح قمم الجبال، عمل لهدف وضعه نصب عينيه، ولم يبال بالصعاب والمشاق، فحاز الشرف، ونال قصب السبق رغم تأخر زمانه عن أقارنه، ونال الفتح العظيم، وظل طوال حياته ناصحا للإسلام وأهله.

حكم السلطان محمد الفاتح 30 عاما، وتوفي عن عمر ناهز 46 عاما، وذلك في 3 أيار/مايو عام 1481.

وقبل وفاته، استدعى الفاتح ابنه وأوصاه بالوصية التالية:

“ها أنا ذا أموت، ولكني غير آسف لأني تارك خلفاً مثلك. كن عادلاً صالحاً رحيماً، وابسط على الرعية حمايتك بدون تمييز، واعمل على نشر الدين الاسلامي، فإن هذا هو واجب الملوك على الأرض، قدم الاهتمام بأمر الدين على كل شيء، ولا تفتر في المواظبة عليه، ولا تستخدم الأشخاص الذين لا يهتمون بأمر الدين، ولا يجتنبون الكبائر وينغمسون في الفحش، وجانب البدع المفسدة، وباعد الذين يحرضونك عليها.

وسّع رقعة البلاد بالجهاد واحرس أموال بيت المال من أن تتبدد، إياك أن تمد يدك إلى مال أحد من رعيتك إلا بحق الاسلام، واضمن للمعوزين قوتهم، وابذل إكرامك للمستحقين.

وبما أن العلماء هم بمثابة القوة المبثوثة في جسم الدولة، فعظم جانبهم وشجعهم، وإذا سمعت بأحد منهم في بلد آخر فاستقدمه إليك وأكرمه بالمال.

حذار حذار لا يغرنك المال ولا الجند، وإياك أن تبعد أهل الشريعة عن بابك، وإياك أن تميل إلى أي عمل يخالف أحكام الشريعة، فإن الدين غايتنا، والهداية منهجنا وبذلك انتصرنا.

خذ مني هذه العبرة: حضرت هذه البلاد كنملة صغيرة، فأعطاني الله تعالى هذه النعم الجليلة، فالزم مسلكي، وأحذ حذوي، واعمل على تعزيز هذا الدين وتوقير أهله ولا تصرف أموال الدولة في ترف أو لهو، وأكثر من قدر اللزوم فإن ذلك من أعظم أسباب الهلاك”.

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى