تقاريرهام

الذباب الإلكتروني.. يد سعودية تسيء للشعب السعودي والإسلام (تقرير)

يُلاحظ من يتابع منصات التواصل الاجتماعي وبشكل خاص موقع “تويتر”، النشاط غير المسبوق لما بات يُعرف بـ”الذباب الإلكتروني” والذي بات مشهورا بشكل واسع أنه “سعودي”.

مراقبون أشاروا إلى أن “الذباب الإلكتروني” السعودي يكون عادة من أشد الساخطين على كل ما هو إيجابي في العالم الإسلامي، مثل زيارة الرئيس الترك رجب طيب أردوغان الأخيرة للسعودية والتي تمت بدعوة رسمية من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”.

واعتبر مراقبون أن “الذباب الإلكتروني هو يد سعودية تسيء للشعب السعودي والإسلام أيضاً”، لافتين إلى أن مهمته النقد المبني على تأجيج الرأي العام وزرع الفتن ونشر الكلمات البذيئة والسباب والشتائم التي لا تتوافق مع تعاليم الإسلامي وشعارت الإسلام التي ترفعها السعودية الرسمية.

ويشدد نشطاء أن “ظاهرة الذباب الإلكتروني السعودي تسيء للشعب السعودي والإسلام، فالشعب السعودية يتمتع بأخلاق أرقى وأعلى من الأخلاق الهابطة التي يقدمها الذباب الإلكتروني على أنها منهاج حياة السعوديين، كما أن هذه الظاهرة تسيء لصورة الإسلام التي تقول السعوية أنها ترفع رايته في العالم، فالسباب والشتائم وانتهاك أعراض الناس كلها أمور لا تتوافق مع تعاليم الإسلام”.

وحول ذلك قال الصحفي اليمني فهد سلطان لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “خلال السنوات العشرة الماضية أظهر ما يسمى (الذباب الإلكتروني) فعالية في توجيه الرأي العام أو التأثير عليه، والذباب هنا قد لا يكون شخصاً متخفياً خلف معرفات وهمية، فقد تم استقطاب شخصيات من قاع المجتمع تتولى الهجوم بلا هوادة على دول وكيانات وأحزاب وتيارات ورجال دين وشخصيات سياسية واجتماعية، وكان لإيران وأذرعها حضور بارز في هذا الجانب يقابله السعودية والإمارات بدرجة أساسية”.

وأضاف سلطان أن “مهام (الذباب الإلكتروني) تختلف من دولة إلى أخرى، فهو في مصر يختلف عنه في السعودية عنه في الإمارات عنه لدى مليشيا الحوثي لدى النظام السابق في اليمن وهكذا، لكنه في السعودية يؤدي وظائف كثيرة منها تهيئة الشارع السعودي لقضايا كثيرة، فنجد على سبيل المثال أن هناك هاشتاقات إباحية تصل إلى الترند وتتربع عليه لساعات وتتكرر أكثر من مرة بل ومرات، ما يضع علامات استفهام كثيرة، هذا من جانب، كما أن بعض السياسات التي تريد أن تمررها الدول يكون (الذباب الإلكتروني) قد حشد الرأي العام حولها في وسائل التواصل من خلال إيصالها للترند وتصدرها لساعات”.

وبدأت الأصوات تتعالى على منصات التواصل الاجتماعي ضد “الذباب الإلكتروني”، حيث يشدد مراقبون أن “هذا الذباب من أشد الأعداء للمملكة السعودية، فهم لا يريدون للمملكة أن تكون على وفاق مع تركيا”.

وحسب المراقبين، فإن “من يتابع صياح (الذباب الإلكتروني)، يجد أنهم يخالفون أمر ولي أمرهم العلني، ويجددون تفعيل آلة التشويش الإعلامية وشحن الناس ضد كل القضايا الإيجابية في العالم الإسلامي وخاصة ضد تركيا، وهذا اعتراف منهم أنهم طابور خامس يشعلون الفتن بين المسلمين”.

مغردون آخرون قالوا “تزامناً مع لقاء الرئيس أردوغان مع العاهل السعودي ما يزال (الذباب الإلكتروني) السعودي والمصري عبر وسائل التواصل والقنوات يستخدم عبارات تنم عن قلة أدب غريبة”.

وتابعوا أن “الغرور أعمى قلوب هؤلاء.. لم نسمع لهم صوتا عندما كان ترامب يوجه لهم الإهانات لولي العهد ليل نهار”.

مغرد سعودي باسم سعد العنزي أوضح كيف يعمل “الذباب الإلكتروني السعودي”، حيث قال “يعمل مزارع الذباب الكتروني على نشر المحتوى السياسي الداعم لنظام بن سلمان والتلاعب والتأثير في رأي جماهير كبيرة من المواطنين السعوديين ، ويتلقى الذباب قوائم يومية بأسماء الأشخاص والحسابات الذين سيتم تهديدهم أو تشوية صورتهم، إضافة إلى قيامه بإعادة التغريد والإعجاب لحسابات الحكومة السعودية وتعزيز المحتوى المؤيد لها، كما يقوم بإغراق منتقدي الحكومة بالشتائم، ويهدد المواطنين الذين يريدون التعبير عن رأيهم، ويتهم بالخيانة ويهددهم بالإعتقال، ويردع المواطنين عن متابعة حسابات المعارضين والمنتقدين “.

من جانبه، قال الصحفي اليمني ياسين التميمي لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “(الذباب الإلكتروني) هو الأداة الأكثر سوء التي تشكل احد أبرز مظاهر تأثير الإعلام الجديد عبر منصات التواصل الاجتماعي، وقد ارتبط الذباب الإلكتروني بسياسات الدول التي ناهضت الربيع العربي ودخلت في مواجهة شاملة معه ومع رجاله، وكان الذباب الإلكتروني أحد أقذر أدوات الحرب هذه”.

وأضاف التميمي أن “نشاط الذباب الإلكتروني يعكس رغبة الدول القمعية في إعادة صياغة الرأي العام، عبر رسم موجهات عامة شديدة الأذى والحط من الخطاب ومفرداته، والهدف هو إلحاق أكبر الأذى بالخصوم وبهدف تدمير أي خط أخلاقي أو موقف سياسي شعبي ضد هذه الأنظمة”.

ولفت إلى أن “الذباب الاليكتروني لا يزال أحد المؤشرات المهمة على توجهات الأنظمة القمعية وسلوكها السياسي ومواقفها، وعبر هذا الذباب جرى إحداث الصدمة الكبرى للناس من خلال فرض قناعات جديدة عليهم والتسويق لهذه القناعات التي تشكل قطعا كاملا مع ثوابت الأمة وأخلاقها وإرثها الحضاري والتاريخي”.

وختم يعكس قائلا “وعلى الرغم من أن الحكومات تستطيع أن تنأى بنفسها عن نشاط الذباب الإلكتروني والتهرب من المسؤولية عن نشاطه، لكنه بات واضحا مدى الارتباط الوثيق بين نشاط الذباب وسياسات الحكومات القمعية، إلى الحد الذي يدفع بالخصوم إلى التعامل مع نشاط الذباب على أنه جزء من حرب سرعان ما يجري التعامل معها والتحوط لنتائجها وإبطال مفعولها، عبر فضح الحملات ومحاصرتها وكشف زيفها وادعاءاتها وربطها مباشرة بالدولة التي تشغل هذه الحملات وتوجهها”.

وحسب موقع “EURO NEWS” فإن كثيرين يربطون هذه “الحسابات الوهمية” أو ما يسمى بـ”الذباب الإلكتروني” بـ”سياسة كان يقودها المسؤول السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني، وهو مسؤول نافذ مقرّب من الأمير محمد بن سلمان وقد أعفي من منصبه على خلفية دور محتمل له في مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في ولاية إسطنبول”.

ويرى مختصون أن “استخدام الذباب الإلكتروني يتم توظيفه للتعبير عن مواقف من الدول، خصوصا في حال الخلافات، إلا أن النموذج السعودي يزرع الشحناء والبغضاء والكراهية بين الشعوب”

الجدير ذكره أن استحواذ الملياردير الأميركي إيلون ماسك على موقع “تويتر” بصفقة بلغت قيمتها 44 مليار دولار، وتصريحاته الأخيرة حول “حرية التعبير” على منصة التدوين المصغر، أظهرت أن “الذباب الإلكتروني” السعودي والإماراتي وحتى المصري، من أكثر الأطراف المتضررة من هذه الصفقة.

ونقلت مصادر متطابقة عن ماسك قوله “أريد أن أجعل (تويتر) أفضل من أي وقت مضى من خلال تعزيز المنصة بميزات جديدة، وجعل الخوارزميات مفتوحة المصدر لزيادة الثقة، وردع البوتات العشوائية، وتوثيق (حسابات) جميع البشر. وبما أن تويتر يتمتع بإمكانيات هائلة، فإني أتطلع إلى العمل مع الشركة ومجتمع المستخدمين لجعله منفتحًا”.

اقرأ أيضا| مأزق السعودية مع إيران واليمن وغياب الضمانات الأمريكية.. أين تركيا من المعادلة؟ (تقرير)

زر الذهاب إلى الأعلى