
إعلامي قطري: القضية الفلسطينية شريان الأمتين العربية والإسلامية
الكاتب القطري فالح الهاجري
شدد الكاتب القطري فالح الهاجري، في مقال رأي نشره في صحيفة “العرب” القطرية، الأربعاء، أن حادثة اغتيال شيرين أبو عاقلة “جددت توجه ونهج قطر في الرفض والتنديد بعد هذا الاستهداف الهمجي لصوت الحقيقة وطالبت بتشكيل لجان تحقيق ومساءلة مستقلة لمعاقبة الجناة وإدانة الاحتلال”.
وقال الهاجري إن “الدوحة وبحكم تجربتها التاريخية اعتمدت أساليب واستراتيجيات سياسية ودبلوماسية قائمة على مبادئ وطنية وثقافية تبنتها النخبة الحاكمة وتشرذبها أبناء قطر وليس من السهل أن يتخلوا عنها أو يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه قضية فلسطين”.
وأضاف “قضية اغتيال مراسلة قناة الجزيرة، الصحفية شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها اقتحام جنود الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين، جاءت لتجدد هذا التوجه والنهج القطري في الرفض والتنديد بعد هذا الاستهداف الهمجي لصوت الحقيقة وصوت فلسطين وصوت عال من أصوات الأمة الذي صدحت به عبر قناة الجزيرة لأكثر من 25 عاما مضت، رافضة الدوحة الجريمة النكراء ومطالبة بتشكيل لجان تحقيق ومساءلة مستقلة لمعاقبة الجناة وإدانة الاحتلال.”.
ووضف الهاجري في مقاله القضية الفلسطينية أنها “شريان الأمتين العربية والإسلامية ونبضها المستمر في التعبير عن وجودها وحقها التاريخي وكينونتها الجغرافية والديمغرافية الوجودية”.
وأشار الهاجري في مقاله إلى دور “منبر قطر العالمي، قناة الجزيرة”، للتسليط الإعلامي على القضية والتغطية المباشرة المتواصلة من لحظة الاغتيال ورصد جميع ردود الأفعال الحقوقية والرسمية العربية والعالمية بل ومطالبة مجلس الأمن الدولي والإدارة الأمريكية ومجلس العموم البريطاني والبرلمان الأوروبي للعمل على تحقيق قضائي فوري”.
ولفت الهاجري إلى أن هذا الموقف هو ذاته الذي طالب به أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومطالبته بوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في القدس وإجراء تحقيق عادل في كشف ملابسات الجريمة.
ونوّه الهاجري إلى ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن أبو عاقلة، “مثال يحتذى به طوال مسيرتها الصحفية كمراسلة للجزيرة لمدة 25 عاما. فالجزيرة لم توقف لحظة تغطيتها لأي حدث إنساني وعالمي، وأخذت فلسطين حيزها الحضوري الدائم، وهي بمشروعها الإعلامي الشمولي وسلوكها المهني والمساحات الواسعة من النقد والحوار على مستوى أي قضية كانت مستندة لمكان بثها، والذي راهن كثيرون على إيقافه وإسكات صوت المعذبين والمقهورين والأحرار وأصحاب القضايا العادلة”.
وتابع “ولكن من الدوحة اشتد عودها في كل مرحلة من مراحل عملها، ولعل فلسطين ونكبة أهلها في 48 ونكسة العرب في 67 لم ولن يجدوا خيراً من الجزيرة لتذكرهم بواقعهم الصعب في فرقتهم وتنازعهم وضعفهم، فأثبتت الجزيرة أن الصحافة ليست سلطة رابعة فحسب، بل سلطة رقابية شاملة على تصرفات الحكومات والأفراد ليكونوا دعاة حق وسلام وخير”.
واغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في 11 من أيار/مايو الجاري، الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها لاقتحام مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة من قبل قوات الاحتلال.
وأثار اغتيال أبو عاقلة، ردود فعل عربية ودولية واسعة، بما في ذلك دولة قطر التي أصدرت بيانات استنكار وتنديد على أعلى المستويات.
ووصفت مساعدة وزير الخارجية القطري،لولوة الخاطر، استهداف الصحفية الفلسطينية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي شيرين أبو عاقلة بالجريمة النكراء.
وقالت الخاطر في تغريدة نشرتها على حسابه في “تويتر”، اليوم الأربعاء، “جريمة نكراء تضاف إلى السجل البشع للاحتلال الإسرائيلي إذ قتلوا الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاصة في الوجه وهي ترتدي سترة الصحافة وتوثق إرهابهم للمدنيين”.
ودعا رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون لإجراء تحقيق سريع وشفاف وشامل في حادثة اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة على يد الاحتلال الإسرائيلي، ومحاسبة المسؤولين.
وفي تغريدة نشرها على حسابه في “تويتر”، أدان ألطون قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي أبو عاقلة خلال عملها الصحفي في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة.
وأعرب عن حزنه الشديد لاستشهاد أبو عاقلة مقدمًا تعازيه لأسرتها وزملائها.