التقى وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، الثلاثاء، نظيره الفلسطيني رياض المالكي، في إطار زيارة يجريها إلى الأراضي الفلسطينية، والتي تعتبر الزيارة الأولى لوزير خارجية تركي منذ من 15 عاما.
وقال تشاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مع المالكي، في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة إن “تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين في كفاحهم من أجل دولة مستقلة ذات سيادة”.
وأضاف أن “الجميع يعلم الأهمية التي توليها تركيا للقضية الفلسطينية، هذه الأهمية تظهرها جميع الفئات في تركيا، وأنها قضية تلقى دعم جميع الأحزاب السياسية في بلادنا”.
وتابع الوزير التركي أن “دعم تركيا للقضية الفلسطينية منفصل تماما عن علاقاتها بإسرائيل، وأن الخطوات أحادية الجانب والاستيطان غير القانوني والإخلاء القسري، دمر أرضية السلام”.
وأكد على أن “إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية أمر ضروري، وأنه لا ينبغي لأحد أن يبتعد عن رؤية حل الدولتين”.
وأشار إلى أن “الأحداث في المسجد الأقصى تؤلم جميع المسلمين، ونتمنى الرحمة من الله لجميع الإخوة الفلسطينيين الذين فقدوا أرواحهم إثر الاقتحامات إسرائيلية للمسجد الأقصى”.
ولفت تشاويش أوغلو إلى أن “سياسة تركيا تجاه فلسطين لا يمكن تغييرها، وأن المباحثات التركية الإسرائيلية تساهم بشكل كبير في تخفيف التوتر، وجعل القضية وصوت الفلسطينيين مسموع بشكل أكبر”.
وأوضح أن تركيا وقعت 10 اتفاقيات اقتصادية بهدف تطوير الاقتصاد الفلسطيني، قائلا “عقدنا الاجتماع الثاني للجنة المشتركة بين فلسطين وتركيا بنجاح وتناولنا خلاله كيفية تطوير الاقتصاد الفلسطيني ووقّعنا 10 اتفاقيات اقتصادية”.
كما أعرب عن نية تركيا تطوير التبادل الثقافي مع فلسطين، قائلاً “وقّعنا على اتفاقية لافتتاح وقف المعارف التركي (في فلسطين) وممتنين لرغبة الشباب الفلسطينيين في الاستفادة من المنح الدراسية التركية”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إنه بحث مع تشاويش أوغلو “المحاولات الإسرائيلية لتغيير واقع المسجد الأقصى”، مشددا أن “المواقف التركية منسجمة مع تطلعات الشعب الفلسطيني وآماله”.
وأضاف “شرحت للوزير الأوضاع في الأرض الفلسطينية، وما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب يومية بحق الشعب الفلسطيني، وتحدثنا في العلاقات الثنائية بكثير من التفاصيل”.
وتابع “نحن ننطلق من قاعدة قوية أصلية في العلاقات الثنائية، ونعمل على تطويرها ومأسسة العلاقات السياسية وباقي الجوانب”.
ولفت المالكي إلى أنه ” كان اجتماع بين أصدقاء وأخوة، وكان هناك انسجام وتوافق في كافة القضايا، وهناك اهتمام من قبل الوزير بما يعانيه الشعب الفلسطيني وكفاحه من أجل الاستقلال، واستمعنا إلى ما يعزز موقفنا وتقويته في مواصلة النضال من أجل تحقيق الحرية”.
كما وصف المالكي زيارة تشاويش أوغلو إلى فلسطين بـ”التاريخية”، معربا عن أمله أن “تكون بداية لزيارات متعاقبة”.