ينتظر العالم بأسره إقامة أهم بطولة رياضية نهاية العام الحالي في العاصمة القطرية الدوحة، بطولة كأس العالم لكرة القدم “فيفا- قطر 2022″، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وخلال كلمته أمام “منتدى الاقتصاد العالمي” (دافوس)، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الإثنين، إن “كأس العالم في قطر سيكون نسخة خاصة من البطولة”.
وأضاف “كما يعلم معظمكم، ستستضيف قطر كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في الشرق الأوسط، في آخر هذا العام. ونحن نعمل بكل جهد حتى يتيح هذا الحدث الرياضي الكبير لمنطقتنا بأكملها فرصة لاستضافة العالم. إن الشرق الأوسط يعاني منذ عقود من التمييز”.
وتابع “وأرى أن مثل هذا التمييز ينطلق إلى حد كبير من أشخاص لا يعرفوننا، وفي بعض الحالات، يرفضون محاولة التعرف علينا، حتى اليوم، لا يزال هناك أناس ليس بوسعهم قبول فكرة استضافة دولة عربية إسلامية لبطولة مثل كأس العالم لكرة القدم”.
وأضاف “شنّ هؤلاء الأفراد، بمن فيهم كثيرون في مواقع نفوذ، هجمات بوتيرة لم يسبق لها مثيل، عندما استضافت دول أخرى في قارات مختلفة من العالم حدثًا رياضيًّا ضخمًا، على الرغم من حقيقة وجود مشاكل وتحديات خاصة تواجه كل دولة من تلك الدول”.
3 عوامل تجعل من النسخة القطرية “نسخة خاصة”
هناك ثلاث عوامل تؤكد ما ذكره أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بأن نسخة البطولة التي ستستضيفها قطر، ستكون “نسخة خاصة”، عدا عن أنها تُقام للمرة الأولى في بلد عربي وإسلامي، وكذلك للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
المواصلات والبنية التحتية
بذلت قطر جهودا كبيرة لإنشاء بنى تحتية وفق أحدث التكنولوجيا الموجودة لتسهيل تنقلات مشجعي المنتخبات المشاركة في كأس العالم، ووفق وزارة المواصلات القطرية فإن “الوضع الحالي لقطاع النقل في دولة قطر قائم على استخدام وسائل النقل الخاصة” وهذا ما سعت الوزارة لتغييره لاحقا.
وأعلنت الوزارة في بيان، في 25 من نيسان/ أبريل، عن “استكمال استيراد 741 حافلة كهربائية لخدمة عمليات النقل العام خلال البطولة”.
وأضافت “اكتمال وصول الحافلات الكهربائية يحقق استراتيجية الوزارة نحو التحول للمركبات الكهربائية بنسبة 25% من أسطول الحافلات الخاصة ببطولة كأس العالم”.
فيما ذكر وزير المواصلات القطري، جاسم بن سيف السليطي، في بيان صحفي، “أن شبكة النقل العام تعتبر ركيزة أساسية لإنجاح مونديال 2022، وستتيح للزوار استخدام وسائل نقل متعددة الوسائط تضيف لهم تجربة استثنائية أكثر أمانا وترابطا وانسيابية”.
وإلى جانب الحافلات، أنشأت قطر شبكة خطوط “مترو الدوحة”، والتي تغطي كافة مناطق الملاعب الرياضية التي ستستضيف مباريات كأس العالم، وتبدأ محطاته من “مطار حمد الدولي”، وتربطه مباشرة بخمسة من استادات المونديال مع إمكانية الوصول إلى الاستادات الأخرى عبر التنقل بين خدمات الـ”مترو” والحافلات.
وتؤكد اللجنة العليا للمشاريع والإرث، المسؤولة عن تنظيم بطولة كأس العالم “فيفا- قطر 2022″، بناء شبكة متكاملة من وسائل النقل الصديقة للبيئة.
ولفتت اللجنة عبر موقعها الإلكتروني إلى أن محطة “لوسيل” للحافلات، “ستكون من أكبر محطات الحافلات في العالم، تضم حافلات تُشحن بالطاقة الشمسية ولا تنتج أي انبعاثات كربونية ضارة”.
العامل الجغرافي
من أهم العوامل التي تجعل من بطولة كأس العالم “فيفا- قطر 2022″، بطولة مميزة وخاصة هي العامل الجغرافي لقطر، إذ أن تقارب المساحة الجغرافية بين الملاعب، ستمنح اللاعبين الراحة المطلوبة، وبالتالي فإن عملية الاستشفاء ستكون أسرع وكذلك الاستعداد للمباريات التالية.
كما أن هذه المسافات ستتيح للمشجعين، مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد، وهذا الأمر تحديدا كان صعبا للغاية في نسخ سابقة من المسابقة، بسبب بُعد المسافات بين المدن المستضيفة للمباريات.
وفي تصريحات سابقة، قال الرئيس التنفيذي لكأس العالم “فيفا- قطر 2022″، ناصر الخاطر، إن “الطبيعة متقاربة المسافات تعني أن الجميع سيكونون على مقربة من المرافق والخدمات، سواء كانت الملاعب التي ستحتضن المباريات أم الملاعب التدريبية أو النقاط السياحية”.
وأضاف “يضمن تقارب المسافات التي يتميز بها مونديال قطر 2022، بقاء المشجعين في قلب الحدث طوال البطولة، فيما سيتمكن اللاعبون من المحافظة على لياقة بدنية عالية والتركيز على تقديم أفضل أداء خلال المباريات”.
وتابع “تقع الاستادات ضمن نطاق واحد ولن تحتاج المنتخبات المشاركة للسفر وقطع مسافات طويلة في التنقل بين الاستادات التي ستشهد المنافسات. لا شك أن كأس العالم 2022، ستترك بصمة فريدة وذكرى تدوم طويلاً لدى الجميع من مشجعين ولاعبين، ناهيك عن مليارات المشاهدين عبر شاشات التلفاز والهواتف الذكية “.
الملاعب
نجحت الدوحة وخلال 12 عاما فقط، (منذ حصولها على حق تنظيم كأس العالم 2022) بتطوير وإنشاء ثمانية ملاعب لاستضافة مباريات البطولة.
وبالإضافة لتحقيقها المعايير التي وضعها “الاتحاد الدولي لكرة القدم” (فيفا) لاستضافة المباريات الدولية، فإنها تتمتع بميزات مذهلة لا تتواجد في غيرها من الملاعب حول العالم.
إذ زُودت الملاعب القطرية الثمانية بتكنولوجيا متطورة لتبريدها في مواجهة درجات الحرارة المرتفعة.
وقال مهندس تقنية التبريد في ملاعب المونديال، الأستاذ في كلية الهندسة في جامعة قطر، سعود عبد الغني في لقاء سابق مع “وكالة أنباء تركيا”، إن “عملية التبريد تشمل ثلاث وجهات أساسية، هي العشب واللاعبين والجمهور”.
وأضاف عبد الغني أن “عملية التبريد تمنح العشب في الاستاد درجة حرارة ورطوبة معينان ليبقى بأفضل حالاته أثناء المباراة،كما تمنح اللاعبين القدرة على خفض درجة حرارة أجسامهم أثناء ارتفاع درجات الحرارة”.
ولفت عبد الغني إلى أنه “وبالنسبة للمتفرجين، فإن مدرجات الملاعب تحتوي على دافقات هواء تدفعه بلطف يخرج بطريقة دورانية يغمر المتفرجين وكأنها فقاعة حرارية، خاصةً أن جسم الإنسان يفرز حرارة بدرجة معينة، وعند اجتماع عدد كبير من الناس في مكان واحد فإن هذه الحرارة ترتفع بشكل كبير”.
وأوضح أن “تقنية التبريد تعمل بآلية تبريد الهواء الخارجي من خلال مراوح تكييف، ثم دفع الهواء البارد إلى داخل الاستاد من خلال فتحات هواء منتشرة في المدرجات، يلي ذلك سحب الهواء المبرد باستخدام تقنية دوران الهواء ليعاد تبريده وتنقيته قبل دفعه مجددا إلى الاستاد”.
ووعدت قطر عند تقديمها ملفها لاستضافة كأس العالم بتقديم أشياء جديدة وحلول مبتكرة للمشاكل التي قد تواجهها، وتبريد الملاعب يعد أحد هذه الحلول، فالملاعب المبرّدة بهذا الحجم لم تصل إليها دولة من قبل رغم محاولات سابقة.
كما أن أعلنت شركة الاتصالات “Ooredoo”، في نيسان/ أبريل الماضي، عن نجاحها بتزويد ملاعب كرة القدم في قطر بشبكات الجيل الخامس “5G”، للمرة الأولى على مستوى العالم.
وقالت الشركة إن سرعة الإنترنت وصلت إلى 1.5 غيغابايت في الثانية الواحدة.
وساهمت تركيا بشكل كبير في البنية التحتية الخاصة بكأس العالم التي تستضيفها قطر على عدة صعد.