مقابلاتهام

سياسي سوري معارض: أهداف تركيا شمالي سوريا تتوافق مع أهداف السوريين (مقابلة)

رئيس "الحركة الوطنية التركمانية السورية" زياد حسن تحدث في حوار خاص مع "وكالة أنباء تركيا"

قال رئيس “الحركة الوطنية التركمانية السورية” زياد حسن إن “تركيا تسعى لتحقيق هدف كبير من خلال تواجدها في الشمال السوري خاصة وأن أهدافها أصبحت مشتركة مع أهداف الشعب السوري”، لافتا إلى أن “هناك منعطفات خطيرة دفعت تركيا للتفكير جدياً بالقضاء على المشروع الانفصالي لتنظيم PKK/PYD الإرهابي”.

كلام حسن، وهو سياسي سوري معارض، جاء في حوار خاص مع “وكالة أنباء تركيا”، قال فيه إن “تركيا تهدف إلى إيقاف الاعتداءات المتكررة التي تقوم بها العصابات الإرهابية انطلاقا من المناطق السورية التي تحتلها، إلا أن الهدف الأكبر هو منع قيام دويلة إرهابية معادية لها وممتدة على مساحات واسعة من حدودها الجنوبية”.

وأضاف أن “تركيا تسعى إلى تحرير هذه المناطق بغية تشجيع اللاجئين السوريين الذين تهجروا من هذه المناطق، على العودة إلى منازلهم في المنطقة الآمنة التي تسعى لإحداثها”.

وتابع حسن موضحاً أن “الدولة التركية اهتمت منذ انطلاقة الثورة السورية بكل تطورات الملف السوري، وسعت منذ الأيام الأولى للثورة السورية لحقن دماء السوريين ودفع النظام السوري لإجراء إصلاحات سياسية من شأنها تهدئة الرأي العام المحتقن نتيجة عقود من سياسة الحكم بالنار والحديد”.

وأشار إلى أن “وزير الخارجية التركي أجرى آنذاك 16 زيارة الى دمشق بغية الضغط بهذا الاتجاه، إلا أن العقلية المافياوية التي تتحكم بالنظام السوري وتسيّره كانت في مواجهة كل تلك المساعي والمحاولات الإصلاحية”.

ومضى قائلاً “ولا ننسى هنا طبعا الدور السلبي الذي لعبته إيران من خلال دفع الأمور في اتجاه الحل العسكري المزعوم، الأمر الذي وضع النظام وداعميه في خندق، والشعب السوري المطالب بحقوقه المشروعة في خندق آخر”.

وزاد حسن قائلاً إنه “عند وصول الأمور إلى هذا المآل، وقفت تركيا في خندق الشعب السوري، ودعمته في كل المحافل السياسية والدبلوماسية، ووفرت ملاذاً آمناً للسوريين الهاربين من بطش النظام وجبروته وآلته العسكرية الإجرامية، حتى وصلت أعداد السوريين اللاجئين إلى تركيا إلى ما يقرب من الأربعة ملايين لاجئ”.

وتحدث حسن عن “التطور الخطير الذي شهدته هذه المرحلة”، حسب تعبيره، حيث قال إن “التطور الأخطر كان في التناقض الواضح بين المواقف المعلنة للولايات المتحدة الأمريكية إزاء الثورة السورية والربيع العربي بمجمله، وما تقوم به هذه الدولة حقيقياً على أرض الواقع”.

وتابع أن “هذا التناقض تجلى فيما يتعلق بالثورة السورية، بمنع وصول الأسلحة التي من شأنها إيقاف سلاح الجو الإجرامي إلى أيدي الثوار السوريين، والابتعاد عن الضغط الفعلي على النظام السوري سياسيا ودبلوماسياً”.

وأضاف أنه “بدا واضحاً للعيان أن الولايات المتحدة تخلت في مرحلة من المراحل عن خيار إسقاط النظام السوري، والأخطر من ذلك كله أنها بدأت تنسق مع الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني (تنظيم PKK الإرهابي) وتدعمه في تحقيق مساعيه الانفصالية عن الدولة السورية، وذلك بالرغم من عدائها المعلن للثورة السورية”.

وذكر حسن أنه “في هذا المنعطف الخطير، تعمقت وتشابكت المصالح القومية العليا للدولة التركية مع مصالح الشعب السوري وثورته، لأن خطر هذه العصابة الإجرامية الذي يهدد الأمن القومي التركي على المدى البعيد يهدد الأمن القومي السوري بشكل مباشر وفي المدى المنظور، لذا كان لا بد من خطوات عملية على الأرض لدحر المخاطر الناجمة عن السياسة الأمريكية المنحازة للانفصاليين، الأمر الذي نتجت عنه العمليات العسكرية الثلاث للجيش التركي في الشمال السوري، وذلك بمشاركة فاعلة وقوية من الجيش الوطني السوري”.

ورأى أن “الشروط والتوازنات السياسية إقليمياً ودولياً كانت تفرض حدوداً معينة على كل عملية عسكرية، الأمر الذي فرض اتباع سياسة الحل التراكمي بما يلبي متطلبات المرحلة، على أمل إكمال العملية عندما تسمح التوازنات الأقليمية والدولية في ذلك”.

وتحدث حسن عن “طورات الحرب الروسية على أوكرانيا إضافة إلى ملفات أخرى، دفعت بتركيا للتفكير جديا بدحر المشروع الانفصالي للتنظيمات الإرهابية (شمالي سوريا)”.

وختم رئيس “الحركة الوطنية التركمانية السورية” قائلاً في هذا السياق، إن “الحرب التي شنتها الدولة الروسية على أوكرانيا وما تمخض عنها من نتائج إيجابية فيما يخص الملف السوري، بالإضافة إلى مساعي السويد وفنلندا للانضمام إلى حلف الـ(ناتو) وحاجتها إلى موافقة تركيا من أجل تحقق ذلك، بالإضافة إلى الحركة الدبلوماسية التركية في الخليج العربي، خلقت ظروفاً جديدة تسمح بإكمال خطة القضاء على المشروع الانفصالي بما يخدم تطلعات الدولة التركية في حماية أمنها القومي وبما يخدم الثوار السوريين بدحر الخطر الانفصالي، وما يسمح لهم بتوسيع مناطق سيطرتهم استعداداً للمواجهة الأكبر مع النظام السوري”.

اقرأ أيضا| “ساعة الصفر تقترب”.. رعب وتخبط في صفوف PKK/PYD الإرهابي شمالي سوريا (تقرير)

زر الذهاب إلى الأعلى