شارك آلاف الأتراك في مدينة إسطنبول، مساء الثلاثاء، بمسيرة إحياء الذكرى السنوية الـ 12 لأسطول الحرية “مافي مرمرة” تحت شعار “أسطول الحرية يواصل المسير” وذلك في منطقة مسجد السلطان محمد الفاتح.
وحمل المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية والتركية، مرددين شعارات داعمة لفلسطين عامة والقدس خاصة.
وأكدوا في شعاراتهم أيضا أن “المسجد الأقصى المبارك شرفنا وسنستمر في مواصلة الطريق حتى تحريره”، مطالبين بـ”فك الحصار المفروض على قطاع غزة”.
وفي كلمة له خلال المسيرة، قال رئيس هيئة الإغاثة التركية İHH بولنت يلدرم، إنه “على تركيا التراجع عن خطوات التطبيع مع (إسرائيل)، لا يمكن التطبيع معها، لا نحب لا إسرائيل ولا الصهاينة.. وليسمع العالم كله”.
ويصادف الثلاثاء، الذكرى السنوية الـ 12 للهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على سفينة “مافي مرمرة” التركية التضامنية، في المياه الإقليمية قبالة سواحل قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 10 من النشطاء الأتراك.
وكانت غاية السفينة فك الحصار عن قطاع غزة، بعد أن شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحصار عليه برا وبحرا وجوا، وهدمت ودمرت فيه كل الموارد الذاتية.
وحملت سفينة “مافي مرمرة” التي أقلت على متنها، نحو 750 ناشطا حقوقيا وسياسيا من 37 دولة أبرزها تركيا، مساعدات إنسانية لإغاثة المحاصرين بقطاع غزة، كما سعت لتحقيق هدف أساسي وهو “كسر الحصار الإسرائيلي البري والبحري عن القطاع”.
واعترضت قوات الاحتلال الإسرائيلي السفينة “مافي مرمرة” من بين 6 سفن أبحرت لكسر الحصار عن قطاع غزة ضمن “أسطول الحرية”، ثم اعتدت بوحشية على السفينة ومن فيها، ما أدى لاستشهاد 10 متضامنين أتراك وإصابة 56 آخرين.
كما اعتقلت القوات الاحتلال الإسرائيلي جميع الناشطين الذين كانوا على متن السفينة، وأفرجت عنهم بعد يومين من الاعتقال.
وأدت تلك الحادثة لتوتر العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي وتركيا، ما دفع الأخيرة لتخفيض علاقاتها مع الكيان إلى أدنى مستوى، ونقل ملف الاعتداء على السفينة إلى المحافل القضائية الوطنية والدولية، في تركيا والولايات المتحدة وإسبانيا وبلجيكا وإيطاليا وغيرها من الدول.
وفي آذار/مارس 2013، تقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي باعتذار رسمي عن الحادثة، لتتوصل عام 2016 لاتفاق مع تركيا ينهي الأزمة، ويقضي أن يدفع الاحتلال الإسرائيلي تعويضا لعائلات الضحايا.
وسنويا، يُحيى ناشطون فلسطينيون وأوروبيون وأتراك ذكرى “مافي مرمرة”، عبر فعاليات ووقفات احتجاجية.
ودائما ما يطالب الناشطون المجتمع الدولي بـ”محاسبة إسرائيل على الجريمة التي اقترفها في هجومه على سفينة مافي مرمرة، وإجبارها على فك الحصار عن القطاع”.