“قلق أمريكي ومزاعم داعمة للإرهاب”.. هو العنوان الأبرز للمحاولات التي تقوم بها أمريكا لثني تركيا عن العملية العسكرية المرتقبة ضد تنظيم PKK/PYD الإرهابي شمالي سوريا.
وبدأت أصوات المسؤولين الأمريكيين تتعالى بعد اللهجة التركية التهديدية الشديدة وبخاصة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي أربكت صفوف تنظيم PKK/PYD الإرهابي، حيث أعلن أروغان قرب عملية عسكرية تستهدف تطهير تل رفعت ومنبج من الإرهاب.
وفي هذا السياق، أعربت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، عن “قلق أمريكا حيال العملية العسكرية التي تستعد تركيا لتنفيذها شمالي سوريا”، في حين ردت تركيا على الولايات المتحدة الأمريكية مشددة أنها “مصممة على اتخاذ التدابير اللازمة ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد الأمن القومي التركي”.
وأوضح عدد من المحللين لـ”وكالة أنباء تركيا” أسباب القلق الأمريكي من العملية العسكرية التي تستعد لها تركيا، لافتين إلى أن “تركيا إذا عزمت على شيء لن تتراجع عنده”.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي والناطق باسم مستقبل التيار الكردي علي تمي، إن “القلق الأمريكي ليس نابعا من الحرص على مصلحة شعوب المنطقة، ولو فعلت ذلك لقامت خلال السنوات الماضية بإيجاد حل توافقي بين القوى السياسية شرقي الفرات وأخرجت حزب العمال الكردستاني (PKK الإرهابي) من المنطقة، وبالتالي أغلقت الطريق أمام أي تدخل عسكري جديد شرقي الفرات، ولما تحولت اللجنة الدستورية (مسار للتوصل إلى حل سياسي للملف السوري) إلى سيرك يتعارك عليها السوريين”.
وأضاف تمي أن “القلق الأمريكي باعتقادي نابع من قرب خسارتها لحاضنة حزب العمال الكردستاني (PKK الإرهابي) وبالتالي تخسر نفوذها في المنطقة”.
وأشار إلى أن “وجود كوادر قنديل (جبال شمالي العراق) داخل سوريا ورقة رابحة للأمريكيين يتم استخدامهم لتفتيت الجغرافية السورية لصالح مشروع تل أبيب في سوريا.. وبالتالي أنا اعتقد أن الجميع يلعب في الوقت بدل الضائع ومعركة شد الحبال بين واشنطن وأنقرة لن تنتهي حتى يتم إخراج عناصر حزب العمال الكردستاني (PKK الإرهابي) من الأراضي السورية”.
والسبت، أكد أردوغان، أن “تركيا مزّقت الممر الإرهابي المراد تشكيله على الحدود الجنوبية عبر العمليات العسكرية السابقة”.
وأضاف “مزقنا الممر الإرهابي من خلال عمليات (درع الفرات) و(غصن الزيتون) و(نبع السلام) و(درع الربيع) في سوريا، وعملية (المخلب ـ. القفل) في العراق”.
وقبل أيام، أكد أردوغان أن تركيا بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة بشأن قرارها إنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومترا شمالي سوريا، وتطهير منطقتي تل رفعت ومنبج من الإرهابيين.
والأربعاء، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة الأمريكية تعارض العملية العسكرية التركية المرتقبة ضد تنيظم PKK/PYD الإرهابي شمالي سوريا.
من جانبه، المحلل السياسي التركي مهند حافظ أوغلو، قال لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “واشنطن دائماً قلقة، ودائماً لا تستطيع إيجاد حلول حقيقية للمشاكل الإقليمية والدولية رغم أنها تدّعي أنها قائدة العالم”.
وتابع حافظ أوغلو أن “قيادة العالم لا تأتي من فراغ ولا تأتي من خلال القلق بل تأتي من خلال الوقوف في وجه الإرهاب، ومن خلال التعاون مع الحلفاء الحقيقيين ومع دول حقيقية في المنطقة المقصودة، وهنا يجب أن تتعاون أمريكا مع تركيا”.
وأضاف “لذلك لا يمكن لأمريكا إلا أن تقلق لأنها تدعم إرهاباُ وتدّعي أنها تحارب إرهابا آخر، أي تدعم PKK/PYD الإرهابي وتحارب بين مزدوجين تنظيم (داعش) الإرهابي، فهل هذا يعفيها من المسؤولية؟ يقيناً لا، لأن تركيا تحارب الإرهاب على أنه إرهاب كامل أياً كان شكله وخلفيته، ولكن لأن أمريكا تطعن بتركيا وتريد أن تبقى هذه الوحدات الانفصالية كخنجر في خاصرة تركيا لذلك هي قلقة، لأنها تدرك تماماً أن تركيا عندما تعزم على أمر ما فإنها تقوم به حتى النهاية لذلك هي تحاول أن تثني تركيا عن عمليتها المرتقبة ومن أجل ذلك هي قلقة”.
وختم حافظ أوغلو قائلا إنه “لا حل لواشنطن إلا بأن تتعاون مع تركيا للقضاء على الإرهاب بكل أشكاله”.
الجدير ذكره أن زعيم تنظيم PKK/PYD الإرهابي المدعو مظلوم عبدي كوباني، استنجد قبل أيام، بأمريكا والعالم قبيل العملية العسكرية التي تتحضر تركيا لتنفيذها ضد تنظيمه الإرهابي شمالي سوريا، قائلا في تصريحات “نشعر بالقلق من التهديدات التركية الجديدة التي تشكل مخاطر كبيرة على شمالي سوريا” على حد زعمه.
اقرأ أيضا… قادة في الجيش الوطني السوري: PKK/PYD الإرهابي لا يفهم إلا منطق القوة (تقرير)