تقاريرهام

أكاديميون عرب: تركيا وقطر.. دور إيجابي في قضايا حساسة تمس المنطقة برمتها (تقرير)

أكد عدد من الأكاديميين العرب أنه يمكن لتركيا وقطر في هذه الفترة لعب دور إقليمي كبير وإيجابي يهم المنطقة، إضافة إلى الدور المميز في مختلف الملفات والقضايا الأخرى.

ورصدت “وكالة أنباء تركيا”، آراء عدد من الأكاديميين حول مستوى العلاقات التركية القطرية.

مدير عام مركز ديوان الأزهر للعلاقات الدولية في إسطنبول محمد العقيد قال لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الأخيرة إلى تركيا أتت في مرحلة مهمة في علاقات تركيا الدولية تحديداً علاقاتها الإقليمية والتي نجحت فيها تركيا ووزارة الخارجية التركية نجاحات مميزة في العقد الأخير”.

وأضاف العقيد “رغم ما يعتري المنطقة من تقلبات وأزمات في العلاقات بين دول الإقليم نرى أن تركيا تعمل على توطيد علاقاتها الإقليمية مع كل دول المنطقة وخاصة مع قطر، حيث التقارب الذي وصل لدرجات متقدمة من التعاون الاستراتيجي بين أنقرة والدوحة، وهذه الزيارات هي تتويج لرؤية تركيا وقطر الواضحة بعد المراهنة على العلاقات الوثيقة بين البلدين، ومن أسباب هذا التعاون الاستراتيجي هو امتلاك البلدين لمؤسسات ورجال دولة ومراكز بحثية وغيرها من أدوات كفاءة الدول المتقدمة”.

وتشهد العلاقات التركية القطرية تطورا متناميا وتعاونا متواصلا على مختلف الأصعدة، مع وجود تناغم سياسي كبير واتفاق في وجهات النظر، تجاه كثير من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما قضايا الشرق الأوسط.

من جانبه، قال مدير مركز دراسات السلام واللاعنف ومدير مركز دراسات الأقليات الباحث محمد صفر لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “العلاقات التركية القطرية عميقة واستراتيجية، لكن في هذه المرحلة ثمة ملفات مهمة تمس المنطقة برمتها. حيث يمكن لتركيا وقطر أن تلعبا دورا مهما في هذه الملفات”.

وأضاف صفر أن “من بين هه الملفات، ملف سوريا، حيث الآن هناك مشروع تركي لبناء مدن في الشمال السوري لاستيعاب عدد كبير من اللاجئين السوريين، وأيضا لتثبيت الوضع في الشمال السوري وفق المعادلة الدولية التي تم التوافق حولها بين روسيا وتركيا وأمريكا، وهنا قطر تستطيع أن تلعب دورا هاما خاصة في ما يتعلق بدعم هذه الخطوة”.

وتابع قائلا “يضاف إلى ذلك ملف إيران، حيث إن زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى تركيا مؤخرا، سبقته زيارة أجراها إلى إيران، وبالتالي فإن لقطر وتركيا علاقات عميقة مع إيران، ما يمكّنهما من لعب دور في ما يخص الوصول إلى تفاهم أو حل مشكلة الخليج مع إيران، خاصة وأن إيران لها دور في ملفات مهمة بالمنطقة كسوريا ولبنان واليمن والطاقة”.

ومن بين الملفات كذلك، حسب صفر “فإن ملف ليبيا من الملفات المشتركة بين الجانبين، حيث تم كسر حالة الجمود بين قطر ومصر ولذلك يمكن لقطر أن تلعب دورا في تقريب وجهات النظر بين تركيا ومصر، خصوصا وأن هناك ملفين مهمين لقطر دور كبير فيهما وهي ملفات مهمة أيضا بالنسبة لمصر أي ملف ليبيا وملف الغاز الذي سيمر عبر الشرق المتوسط”.

ويرى مراقبون أن “التطورات في النظام الدولي والإقليمي مهدت الطريق أمام التقارب بين قطر وتركيا”، مشيرين إلى أن “مقاربات الزعيمين التركي والقطري لعبت دورًا رئيسيًا في زيادة هذا التقارب”.

كما أكدوا أنه “في العديد من الأزمات التي أعقبت عام 2013، يُلاحظ أن البلدين يقفان بقوة جنبًا إلى جنب”، لافتين إلى أنه “بالنظر إلى تصنيفهما كقوة متوسطة ودولة صغيرة، تستفيد تركيا وقطر من القدرات العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية لبعضهما البعض بطريقة متكاملة”.

وتعتبر تركيا أحد أهم الشركاء التجاريين لقطر، حيث شهد حجم التبادل التجاري بين البلدين، زيادة ملحوظة وصعد من 340 مليون دولار عام 2010 إلى 2.24 مليار دولار في 2019.

وفي هذا الجانب، قال رجل الأعمال عمر سمير سليمان لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “التعاون الدولي بين تركيا وقطر عميق خاصة التعاون الاقتصادي والسياسي والدعم الدولي”.

وأشار سليمان إلى أن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن عام 2020، أن حجم الاستثمارات القطرية في تركيا بلغ 20 مليار دولار. وكان جهاز قطر للاستثمار عام  2020 استحوذ على 100% من مول (إستينيا بارك)، أكبر مراكز التسوق في إسطنبول، والعام الماضي، وقعت شركة (كيوتيرمنلز) القطرية صفقة للاستحواذ على ميناء (أكدينيز) التركي في مدينة أنطاليا الساحلية، مقابل 140 مليون دولار”.

وتابع أن “التوجه العام في تركيا زياده الاستثمارات من كل الدول الصديقه وعلى رأسها قطر، وتوجه الدولة لتشجيع رجال الأعمال في كلا الدولتين لمزيد من التعاون لتعود الفائده علي اقتصاد الدولتين، ومن هنا فإن تبادل المنافع متوقع طبعا مع توقع عدة اتفاقات اقتصادية، إضافة إلى أن تركيا وجهة سياحية مفضلة للقطريين لما تتميز بمعالم سياحية رائعة”.

وختم سليمان قائلا “بينما العالم يحبس أنفاسه بسبب الحرب الأوكرانية، فإن تلاقي قيادة الدولتين بجهودهما لإيجاد مخرج يؤدي لإيقاف الحرب وإنقاذ العالم من أزمته وتوابعها الاقتصادية”.

يشار إلى أن تركيا وقطر تتطلعان إلى تعزيز الروابط الأخوية الوطيدة والعلاقات الاستراتيجية بينهما والتي تطورت وتجذرت على مدى عقود طويلة من الزمن لتغطي القطاعات الأمنية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية والثقافية وغيرها.

اقرأ أيضا.. صحف قطرية عن زيارة أمير قطر إلى تركيا: شراكات استراتيجية راسخة وآفاق اقتصادية واعدة

زر الذهاب إلى الأعلى