منذ فترة وتتعمد اليونان اتخذا خطوات أحادية فيما يخص تسليح العديد من الجزر في بحر إيجه، منتهكة بذلك معاهدة لوزان لعام 1923 ومعاهدة باريس للسلام لعام 1947، والتي تم خلالهما التأكيد على شرط بقاء الجزر خالية من الجنود والأسلحة.
كما وعمدت اليونان إلى تحويل بعض جزر إيجه إلى مخازن أسلحة، ما دفع تركيا لتقديم شكوى ضد اليونان في الأمم المتحدة إثر انتهاكها للوضع القانوني لبنود معاهدة لوزان تجاه بعض الجزر الواقعة قبالة سواحل تركيا في بحر إيجه.
وفي هذا السياق، حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، اليونان وطالبها بـ”الابتعاد عن الأحلام والخطابات التي ستؤدي إلى وقوعها بما وقعت به تمامًا قبل قرن من الزمن.. ندعوها للتعقل والعودة لرشدها وإلا نحن نستطيع أن نستخدم قدراتنا فتركيا لن تتخلى عن حقوقها”.
وتابع أن “اليونان رغم كونها عضوا في الاتحاد الأوروبي، لا تزال تضغط على الأقلية التركية غربي تراقيا ورودوس واستان كوي، متجاهلة قيم التكتل وحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية”.
وأشار إلى أن “السماح لليونان بمواصلة سلوكها القمعي رغم إدانتها من قبل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في عامي 1999 و2006، هو مثال على ازدواجية المعايير”.
ماذا قصد أردوغان بعبارة “قبل قرن من الزمن”؟
في خطابه اليوم في ولاية إزمير جنوب غربي تركيا، عمل أردوغان من خلال هذه العبارة على تذكير لليونان بالحرب العثمانية اليونانية التي اندلعت عام 1897 (المعروفة أيضًا باسم حرب الثلاثين يومًا) عندما قامت اليونان بالاعتداء على سيادة الدولة العثمانية في جزيرة كريت العثمانية الواقعة شرقي البحر المتوسط.
يومها وعلى إثر تحركات اليونان، أعلنت الدولة العثمانية الحرب على اليونان في نيسان/أبريل عام 1897، حيث دارت رحى المعارك في جزيرة كريت بشكل أساسي وعلى الأراضي اليونانية، وانتهت الحرب التي استمرت قرابة الشهر بالنصر الحاسم للجيش العثماني.
حدثت هذه الحرب نتيجة للسياسات التوسعية التي اتبعتها اليونان على حساب الدولة العثمانية إلى جانب تغذية وإثارة وتحريض الكراهية بين المواطنين العثمانيين من الروم ضد سلطة الدولة العثمانية، حيث أمر السلطان عبد الحميد الثاني، القائد العثماني أدهم باشا بشن حرب خاطفة، حيث أسفرت المعارك الشرسة عن انتصار الجيش العثماني وتراجع الجيش اليوناني في حالة من الفوضى العارمة جنوبا.
على إثر ذلك، بدأت الدول الأوروبية تنفيذ خطوات دبلوماسية لوقف الحرب في اليونان، حيث أقنعت السلطان عبد الحميد الثاني بالموافقة على هدنة، وانتهت الحرب بتسوية تم على إثرها إعلان جزيرة كريت منطقة تتمتع بـ”الحكم الذاتي” تحت السلطة العثمانية وفقا لبنود معاهدة إسطنبول 1897 التي أنهت الحرب.
كما نصت المعاهدة على أن تدفع الحكومة اليونانية 4 ملايين ليرة عثمانية كتعويض لصالح الدولة العثمانية، وأن لا تنسحب القوات العثمانية من الأراضي اليونانية التي سيطرت عليها خلال الحرب حتى يتم دفع التعويضات.
اقرأ أيضا| تحرير إزمير.. انتصار تركي قلب الموازين وخيب آمال اليونان قبل 98 عاما