أشاد رئيس الاتحاد البرلماني الدولي دوارتي باتشيكو، الإثنين، بالسياسات التي تتبعها تركيا تجاه اللاجئين المقيمين على أراضيها عبر توفير فرص التعليم والتوظيف والصحة لهم.
كلام باتشيكو جاء في كلمة ألقاها خلال افتتاح “المؤتمر البرلماني العالمي حول الهجرة”، المنعقد في مدينة إسطنبول التركية، مؤكدا أنه “ينبغي على الدول التي تستضيف اللاجئين أن تتبع نفس السياسات التي تتبعها تركيا”.
وأضاف أن “تركيا دولة نموذجية، أستطاعت أن تدمج المهاجرين في النظام، ولم تتعامل مع المهاجرين كأشياء جامدة، بل تعاملت معهم على أنهم جميعًا بشر وجعلتهم يتأقلمون مع المجتمع”.
وأكد باتشيكو أن “الناس في جميع أنحاء العالم، يمكن أن يصبحوا مهاجرين في أي لحظة، ولكن إذا تم ضمان الاقتصاد المستدام والأمن في العالم، فلن يغادر الناس بلادهم”.
وتابع أن “جميع الناس يستحقون حياة جيدة، دعونا نعمل معًا من أجل عالم يتمتع فيه الجميع بحياة آمنة ومستقرة لا يضطر فيه أحد إلى مغادرة بلده أو الهجرة منه”.
وأشار إلى أن “تركيا قامت بعمل رائع في توفير فرص التعليم والتوظيف والصحة للاجئين”.
ولفت باتشيكو إلى “أهمية توفير العودة الآمنة للاجئين والمهاجرين إلى بلدانهم”، داعيا جميع الدول في هذا السياق إلى تجنب إعادة اللاجئين بشكل قسري إلى بلدانهم.
وأشار إلى أن “من أهم المشاكل التي تواجه اللاجئين هي كراهية الأجانب، والسياسات اليمينية المتصاعدة بسرعة في أوروبا تساهم في إثارة العنصرية تجاههم”.
وفي السياق ذاته، أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في رسالة مصورة بعث بها إلى المؤتمر، أن “تركيا هي البلد الأكثر احتضاناً للاجئين في العالم خلال الأعوام السبعة الأخيرة”.
وأضاف أن “الدول المجاورة لمناطق الأزمات، مثل تركيا، هي التي تتحمل العبء الحقيقي في قضية الهجرة واللاجئين وليس المجتمعات المتقدمة”.
وقال إن “هؤلاء الذين يستغلون بضع مئات من اللاجئين إلى بلادهم لأغراض الترويج والدعاية لا يتحملون أي مسؤولية لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة”.
وأشار إلى أن “تركيا تشهد يوميا مأساة اللاجئين الذي يتعرضون للاضطهاد والسرقة والضرب وحتى القتل على يد قوات الأمن اليونانية”، مشيراً في الوقت نفسه إلى “وفاة ما يقارب 30 ألف مهاجر في مياه البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا”.
ولفت إلى أنه “لا يمكن إنهاء أزمة الهجرة، ما لم يكن لدى المجتمع الدولي الشجاعة لمواجهة المشاكل الأساسية المسببة لها”.
وأشار أردوغان في خطابه إلى “أسباب تزايد خطاب الكراهية ضد الأجانب واللاجئين في أنحاء العالم، بالتزامن مع انتشار فيروس (كورونا)”، مشددا أن “المشاكل الاقتصادية غذّت كراهية الأجانب ومعاداة اللاجئين في أنحاء العالم، وخاصةً في الدول الغربية”.
وختم أنه “مع الأزمة الاقتصادية الناجمة عن (كورونا)، اضطر الكثير من الناس للهجرة، هناك 275 مليون مهاجر حول العالم، وعدد النازحين يقترب من 85 مليوناً وعدد اللاجئين حوالي 30 مليوناً”.
ووفق تقديرات رسمية، تستضيف تركيا خمسة ملايين لاجئ، بينهم 3.6 ملايين سوري، و300 ألف أفغاني تحرص على توفير ما يلزم من حياة كريمة تليق بهم، وكشفت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين أن “تركيا هي الدولة الأولى على مستوى العالم باستضافة اللاجئين”.
وتولي تركيا أزمة المهاجرين وطالبي اللجوء اهتماما متزايدا، وتعمل بشكل مستمر على التخفيف من معاناتهم في ظل رفض الدول الأوروبية لاستقبالهم ما شكل لديها أزمة إنسانية كبيرة وأعباء اقتصادية أثقلت كاهلها.
للاشتراك بقناة “وكالة أنباء تركيا” على تليغرام.. عبر الرابط التالي: https://t.me/tragency1