أكد الباحث المصري إبراهيم حمدي، أن استجابة الشعب التركي لرئيسه رجب طيب أردوغان ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا مساء 15 تموز/يوليو 2016 “تثبت أنه تحرر من التبعية والهيمنة”، لافتا إلى “انكسار المخالب الخشنة للدولة العميقة للانقلابيين على يد حزب العدالة والتنمية الحاكم”.
كلام حمدي جاء في تصريح لـ”وكالة أنباء تركيا” بمناسبة الذكرى السنوية السادسة للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا مساء 15 تموز/يوليو 2016، ويوم “الديمقراطية والوحدة الوطنية”.
وقال حمدي “في الذكري السادسة للانقلاب الفاشل في تركيا أوجه رسالة إلى الشعب التركي أن لا يسمح لأهداف الانقلاب الأساسية أن تنجح وهي: الإطاحة بنظام الحكم المدني الحالي، وفصل الأتراك عن العرب، وتقزيم دور تركيا.. وأن ينتبه أنه حتى لو قطع رأس الانقلاب لكن سم الأفعى مازال يحاول أن يسري في جسد الأمة التركية عبر العنصرية وعبر محاولات الانقلاب على قيم الأمة التركية المشهورة باستضافتها للمغدورين واللاجئين على مر العقود”.
وأضاف أن “قيام الشعب التركي بالاستجابة لدعوة الرئيس أردوغان والنزول للشوارع لحماية الشرعية، يعني أنه تحرر من التبعية والهيمنة، وأن الحرب مع الشعب التركي ستكون حربا على الوعي التركي، ويجب أن يتحضر لها الشعب التركي جيدا ويتجهز لها ويجهز الأجيال القادمة لها”.
ولفت حمدي إلى أن “التضامن العربي في الميدان كان ضعيفا إلى حد ما بسبب عدم فهم ما جرى يومها وعائق اللغة، ولكنه رغم ذلك نزل للشوارع عندما أتى توجيه أردوغان عبر مكالمة الفيديو.. وأتوقع أن يكون هناك جناق قلعة أخرى يوما ما حيث يقاتل ويستشهد العرب جنباً إلى جنب مع إخوانهم الأتراك وما ذلك ببعيد”.
وأشار إلى أن “حزب العدالة والتنمية حقق إنجاز هاماً وهو كسر المخالب الخشنة للدولة العميقة للانقلابيين، وأصبحت المعركة الحالية مع الاذرع الناعمة له في الإعلام، وفي رأيي إنها أخطر بكثير، ويجب أن يمتلك حزب العدالة الأدوات والمهارات والشراكات والمقومات الكافية لذلك”.
وختم حمدي بالقول “رسالتي بمناسبة هذه الذكري لإخواننا العرب في تركيا: أن لا تخافوا ولا تفزعوا، فالسيولة السياسية في تركيا يجب أن نتعود عليها ونصبح نحن من أدوات صناعة الأحداث في تركيا وذلك عبر استغلال الفرص والأحداث لصالح الوجود العربي في تركيا”.
وذكرى “الديمقراطية والوحدة الوطنية”، هو اليوم الذي تلاحم فيه الشعب التركي صفا واحدا، وتمكن من إفشال محاولة الانقلاب التي قام بها تنظيم “غولن” الإرهابي مساء 15 تموز/يوليو 2016.
وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف تموز/يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لتنظيم “غولن” الإرهابي، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم الولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو مقرّي البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، ومطار “أتاتورك” الدولي بإسطنبول، ومديريات الأمن بعدد من الولايات.
وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية تتبع للانقلابيين كانت تنتشر حول تلك المقرات على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي أوقع نحو 251 شهيدًا وإصابة ألفين و 196 آخرين.