بدأ الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود العاصمة التركية أنقرة، الأحد، تلبية لدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أصبحت العلاقات بين تركيا والصومال نموذجا للعلاقات المتميزة التي تتطلع الشعوب لتتعاون بين بعضها البعض على قاعدة مماثلة للقاعدة الأخوية التي تربط الشعبين التركي والصومالي ببعضهما البعض.
وقال دائرة الاتصال في الرئاسة التركية إن زيارة شيخ محمود “تستمر حتى 5 تموز/يوليو الجاري”.
ولفتت الدائرة في بيان إلى أن “الرئيسين سيبحثان العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، واتخاذ خطوات مشتركة في سبيل زيادة التعاون بين تركيا والصومال”.
وفاز الرئيس المنتخب حسن شيخ محمود برئاسة الصومال، بعد حصوله على 214 صوتا، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بينما حصل منافسه، الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو، على 110 أصوات، وإلغاء ثلاثة أصوات.
وأصبح شيخ محمود (67 عاما) رئيسا للصومال للمرة الثانية، حيث سبق وتولى الرئاسة بين أيلول/سبتمبر 2012، و16 شباط/فبراير 2017.
تركيا الصومال 11 عاما من العلاقات الدبلوماسية
وتتزامن زيارة شيخ محمود لتركيا مع قرب احتفال البلدين بالذكرى السنوية الـ 11 لإحياء العلاقات الدبلوماسية بينهما والتي تصادف في 19 آب/أغسطس 2022، علما أن العلاقات بين البلدين تعود لأكثر من 500 كما يؤكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كل مناسبة.
في 19 آب/أغسطس من عام 2011 زار أردوغان (حين كان رئيسا للحكومة التركية)، العاصمة الصومالية مقديشو، وهي أول زيارة لرئيس وزراء تركي إلى الصومال، في وقت كانت مختلف المناطق الصومالية تشهد فيه أزمتي المجاعة والجفاف.
تركيا إلى جانب الصومال
وضمن مساعي تركيا لمساعدة الصومال على تخطي مختلف أزماته، وقفت أنقرة إلى جانب الشعب الصومالي في أصعب الظروف كما قدمت مشاريع إنسانية وإنمائية ساهمت بخدمة الصوماليين وتعزيز العلاقات بين أنقرة ومقديشو.
وتفوق كلفة المشاريع الإنسانية والإنمائية التي نفذتها تركيا في الصومال المليار دولار، حيث أصبحت تلك المشاريع خير مثال على نجاح الدبلوماسية التركية المبنية على الإبداع.
كما تعمل العديد من المنظمات والهيئات والجمعيات التركية في الصومال من خلال تنفيذ المشاريع الإغاثية والتنموية والصحية، مثل وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، هيئة الإغاثة التركية، وجمعية “حجر الصدقة”.
وفي 25 كانون الثاني/يناير 2015، افتتح أردوغان “مستشفى رجب طيب أردوغان” في مقديشو، والذي يقدم خدماته ليس لآلاف المرضى الصوماليين فقط، بل لسائر المرضى في منطقة شرقي إفريقيا.
تركيا والصومال علاقات تجارية تتقدم يوما بعد يوم
ودعمت تركيا الصومال في شتى المجالات بما فيها الاقتصاد حيث ارتفع التبادل التجاري بين البلدين من 8 ملايين إلى 280 مليون دولار سنويا.
وتؤكد أنقرة دائما على لسان مسؤوليها أن الصومال يعد دولة مهمة واستراتيجية بالنسبة لتركيا وعلاقتها الدبلوماسية.
وتنعكس العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تركيا والصومال نفعا على كلا الطرفين، بما يعزز قوة اقتصاد كل منهما.
الصومال من أوائل رافضي محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا
كما تأتي زيارة شيخ محمود إلى أنقرة حاليا، تزامنا مع استعداد تركيا لإحياء الذكرى السنوية السادسة للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا مساء 15 تموز/يوليو 2016، ويوم “الديمقراطية والوحدة الوطنية”.
وكانت الصومال من أوائل الدول التي أعلنت في الساعات الأولى للمحاولة الانقلابية الفاشلة مساء 15 تموز/يوليو 2016، دعمها الكامل للشرعية التركية ورفض المحاولة الانقلابية.
تركيا والصومال.. تعاون عسكري مميز
عسكريا، تواصل تركيا مهامها في تدريب الجيش الصومالي وتقديم جميع أشكال الدعم المادي واللوجستي له، وذلك من أجل الارتقاء بقدراته العسكرية وتمكينه من الاضطلاع في مهام حفظ الأمن والاستقرار في الصومال والقرن الأفريقي.
وتساهم التدريبات العسكرية التي تقدمها تركيا للجيش الصومالي، بتعزيز قوته في مكافحة الإرهاب وإحلال السلام والاستقرار، فمنذ سنوات تقاتل القوات الصومالية مسلحي حركة “الشباب” الإرهابية.
الرئيس الصومالي الجديد ونظرته للعلاقات مع تركيا
ومنتصف أيار/مايو الماضي، أكد الرئيس الصومالي المنتخب حسن شيخ محمود أن “تركيا تتمتع بوضع مميز بالنسبة للصوماليين.. والدعم التركي للصومال واضح وملموس في كل المجالات ويلمس قلب وعقل الشعب الصومالي”.
كلام محمود جاء في تصريحات صحفية، قال فيها إن “الشعب التركي والحكومة التركية قدما الكثير من أجل الشعب الصومالي، إلى المواطنين العاديين، وليس للسياسيين أو لأي شخص آخر، لقد لامس دعم تركيا قلوب الناس وعقولهم، هذا الدعم واضح وملموس للغاية”.
للاشتراك بقناة “وكالة أنباء تركيا” على تليغرام.. عبر الرابط التالي: https://t.me/tragency1