كشفت صحف تركية، الخميس، أن عدد المواليد الأتراك الذين تم تسميتهم على اسم الشهيد الضابط عمر خالص دمير الذي كان له دور هام وكبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي نفذه تنظيم “فتح الله غولن” الإرهابي مساء 15 تموز/يوليو 2016، قد بلغ 11 ألف و 829 طفل في عموم تركيا.
وقالت صحيفة صباح المحلية في تقرير نشرته أن “عدد الأطفال الذين يحملون اسم الشهيد عمر خالص دمير بلغ 11 ألف و 829 طفل في عموم تركيا”.
وقال أحمد بوظ “قبل ليلة الانقلاب كنا نريد تسمية ابننا باسم عمر عساف والذي يعتبر اسما مشهورا في تركيا، وجهزنا كل شي على هذا الأساس، ولكن بعد ليلة الانقلاب في 15 تموز/يوليو 2016 وبعد رؤية البطولة التي قدمها الضابط عمر خالص دمير قررنا تسمية مولودنا بأسم الشهيد”.
وأضاف أنه “بعد ولادة الطفل في 12 آب/أغسطس 2016، ذهبنا لاستخراج البطاقة الشخصية لابننا ليتبن أنه خلال أقل من شهر تم تسمية 117 مولودًا جديدًا في إسطنبول، وحوالي 1700 طفل في تركيا بأسم (عمر خالص)”.
وتابع “ابننا يعلم أنه سمي على اسم أحد شهداء وأبطال الوطن، تضحيته أثرت فينا، واسمه لن يُمحى من ذاكرة الشعب التركي أبداً”.
قصة الضابط عمر خالص دمير
وفق ما يردده الشارع التركي، فقد حافظ الرقيب أول في القوات الخاصة التركية، عمر خالص دمير على وطنه وشعبه وشرفه العسكري، عندما رفض رفضاً قاطعاً تنفيذ أوامر العميد “سميح ترزي”، وهو أحد أهم قادة الانقلابيين، بعد أن حضر مع مجموعته إلى مقر القوات الخاصة التركية في العاصمة التركية أنقرة من أجل السيطرة عليها.
العميد “ترزي” طلب من عمر خالص دمير أن يسلمه مقر القوات الخاصة، إلا أن دمير رفض الطلب وأطلق النار مباشرة على “ترزي” ليقتله على الفور.
وما جعل عمر خالص دمير أيقونة للبطولة والشجاعة لدى الأتراك، أنه قرر أن يفعل ما فعله، وهو يعلم علم اليقين أنه لن يفلت من أيدي الانقلابيين الذين كانوا يحيطون بقائدهم، وهو يعلم علم اليقين أن ما سيقوم به سيكلفه حياته على الفور، ولكنه آثر أن يفدي الوطن والشعب بروحه.
تمكن عمر خالص دمير من قتل ذاك القائد العسكري الانقلابي، في مشهد بطولي صورته كاميرات المراقبة المنتشرة حول مقر القوات الخاصة.
أفرغ عمر خالص دمير رصاصات مسدسه برأس “ترزي”، وما هي إلا لحظات قليلة ليستشهد دمير بثلاثين رصاصة، أطلقها عليه الانقلابيون.
من هو عمر خالص دمير..
ولد دمير في 4 آذار/مارس من العام 1974 في إحدى قرى محافظة “نايدة” التركية، من عائلة مكونة من 9 أفراد، أمضى فترة طفولته ودراسته في قريته، ليتزوج بعدها من خديجة خالص دمير، ويرزق منها بطفلين، هما أليف نور ودوغان أرطغرل.
إلتحق دمير عام 1996، بالجيش التركي برتبة جندي، ليحمل فيما بعد رتبة رقيب أول في القوات الخاصة.
لعمر خالص دمير، دور كبير وعظيم في إفشال مخطط الانقلاب في ليلة 15 تموز/يوليو من العام 2016، فلو أنه لم يقدم على ما فعله بكل شجاعة، وسلم مقر القوات الخاصة للانقلابيين، لكان جزء كبير من الخطة الانقلابية نجح، لما لمقر القوات الخاصة من أهمية استراتيجية، وفق المراقبين.
ويروي زملاء عمر خالص دمير، أنه لو قام الشهيد بالانصياع لطلب الانقلابيين بتسليمهم مقر القوات الخاصة لوقعت كارثة حقيقة، حيث كان ينوي الانقلابيون إدارة اغتيالات الشخصيات الرسمية من هذا المقر.
لقد تحول عمر خالص دمير إلى رمز وطني، رفعت صوره في كل أنحاء تركيا، وأضحت اليوم العديد من الصروح التربوية والأمنية تحمل اسمه تخليدًا لبوطلته وشجاعته اللتين لا تقلان عن بطولة وشجاعة كل من استشهد أو جرح أو قاوم الانقلابيين في تلك الليلة.
تم إطلاق اسم الشهيد دمير على جامعة نييده، مدرسة ثانوية في منطقة اتيمسغوت في أنقرة، مدرسة إعدادية في مقاطعة يونس أمره في مانيسا، مدرسة إبتدائية في كهرمان مرعش، إحدى مدارس الأناضول للأئمة والخطباء في إزمير، مدرسة الأئمة والخطباء في يني محلة بأنقرة، ومدرسة الأئمة والخطباء في جكمه كوي في إسطنبول.
وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف تموز/يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لتنظيم “غولن” الإرهابي، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم الولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو مقرّي البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، ومطار “أتاتورك” الدولي بإسطنبول، ومديريات الأمن بعدد من الولايات.
وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية تتبع للانقلابيين كانت تنتشر حول تلك المقرات على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي أوقع نحو 251 شهيدًا وإصابة ألفين و 196 آخرين.