الحج عرفة.. نحو مليون حاج يؤدون الشعيرة الأعظم
بدأ نحو مليون حاج من حجاج بيت الله الحرام، صباح الجمعة، بالتوافد إلى صعيد جبل عرفة لأداء الركن الأعظم من فريضة الحج قبيل عيد الأضحى المبارك، وذلك بعد عامين قيدت فيهما جائحة (كورونا) من عدد الحجاج إلى حد كبير.
ويوم عرفة من أعظم أيام الله، تُغفر فيه الزلاّت، وتُجاب فيه الدعوات، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين، وجعله الله كالمقدمة ليوم النحر، ففيه يكون الوقوف والتضرع، والتوبة والمغفرة وإنه لمجمع عظيم، وهو أعظم مجامع الدنيا.
ومع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة، يبدأ حجاج بيت الله الحرام التدفق إلى صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم والوقوف بـ “عرفة” بعد أن قضوا في مشعر منى يوم التروية (الثامن من ذي الحجة).
والأربعاء، انطلقت أكبر مناسك للحج منذ تفشي وباء “كورونا”، إذ أدى مئات الآلاف من الحجاج طواف القدوم بالكعبة المشرفة في مكة المكرمة، في حين لا يزال الحجيج يتوافدون إلى مكة لأداء طواف القدوم.
وسمحت السلطات السعودية لمليون مسلم تلقوا لقاحات مضادة لفيروس “كورونا” بينهم 850 ألف حاج أتوا من الخارج، بأداء فريضة الحج هذا العام بعد عامين من تقليص الأعداد بشكل كبير بسبب الوباء.
فضائل يوم عرفة
- اليوم المشهود: كفى بيوم عرفة شرفًا أن الله أقسم به في كتابه، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى “وشاهد ومشهود”.
- يوم خير الدعاء: قال صلى الله عليه وسلم “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” رواه الترمذي.
- من أسباب الرحمة والمغفرة في يوم عرفة الإكثار من الذكر والدعاء، وخصوصًا شهادة التوحيد، فهي أصل دين الإسلام الذي أكمله الله تعالى وأتمه في ذلك اليوم.
- صيامه يكفر سنتين: إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “صيام يوم عرفه أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده” رواه مسلم.
- يوم عرفة هو من مفاخر المسلمين وأعيادهم، لقوله صلى الله عليه وسلم “يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب” رواه الترمذي وأبو داود.
- أحد أيام ذي الحجة العشرة، ويستحب فيها الإكثار من الأعمال الصالحة من صلاة نفل وصيام وصدقة وذكر وغيرها عمومًا، وفي يوم عرفة على وجه الخصوص.
- يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار.
- يوم إكمال الدين وإتمام النعمة: إكمال الدين في ذلك اليوم حصل لأن المسلمين لم يكونوا قد حجوا حجة الإسلام من قبل فكمل بذلك دينهم لاستكمالهم عمل أركان الإسلام كلها، ولأن الله أعاد الحج على قواعد إبراهيم عليه السلام، ونفى الشرك وأهله فلم يختلط بالمسلمين في ذلك الموقف منهم أحد، وأما إتمام النعمة، فإنما حصل بالمغفرة فلا تتم النعمة بدونها كما قال الله تعالى لنبيه “لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ”.
وفي هذا اليوم هناك العديد من الأعمال المشروعة للمسلم وأهمها:
- الصيام لغير الحاج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده”.
- التكبير: والأمر في التكبير واسع كما قال أهل العلم، والمطلوب إقامة ذكر الله في ذلك اليوم والإكثار منه.
- الإكثار من الذكر والدعاء: قال صلى الله عليه وسلم “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير” رواه أصحاب السنن.
- من الأدعية المستحبة في هذا اليوم: اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرًا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يجيئ به الريح، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، أستودعك مني ومن أحبابي والمسلمين أدياننا وأماناتنا وخواتيم أعمالنا، وأقوالنا وأبداننا وجميع ما أنعمت به علينا.
- قال صلى الله عليه وسلم “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير“
- من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم “اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار”ِ.
وجبل عرفة أو عرفات، اسم لمكان واحد فيه ركن الحج الأعظم لقوله النبي صلى الله عليه وسلم “الحج عرفة”، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج الحرم، وعلى الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو 22 كيلومترًا، وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلومترات من المزدلفة، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى “جبل الرحمة الذي يصل طوله إلى 300 متر.
وأطلق على “جبل عرفات” هذا الاسم لأن الناس يتعارفون عليه كونهم قدموا من كل فج عميق، وقيل لأن جبريل عليه السلام طاف بنبي الله إبراهيم وكان يريه المشاهد، فيقول له: “أعرفت؟ أعرفت؟” فيرد عليه نبي الله إبراهيم: “عرفت، عرفت”، وقيل إن سبب تسميته باسم جبل عرفة لأنه آدم وحواء عليهما السلام، حينما هبطا من الجنة التقيا فيه فعرفها وعرفته، إلا أنه ورغم كل تلك الأسباب التي اتخذ الجبل منها اسمه يظل الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم.