
أكد رئيس “المجلس الثوري العام لأحرار سوريا” جمال أبو الورد أن يوم 15 تموز/يوليو 2016 “أصبح يوماً تاريخياً وانتصاراً لحركات التحرر العالمي والإنساني”، لافتا إلى أن “الطوفان الشعبي كان سداً منيعاً في وجه أعداء الديمقراطية من الانقلابيين”.
كلام أبو الورد جاء في تصريح لـ”وكالة أنباء تركيا” خلال مشاركته في تغطيتها الخاصة بمناسبة الذكرى السنوية السادسة للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا مساء 15 تموز/يوليو 2016، ويوم “الديمقراطية والوحدة الوطنية”.
وقال أبو الورد إن “تركيا باتت القلعة الحصينة لكل المظلومين والمضهدين في العالم، وهي الدولة التي تدافع عن قضايا الشعوب العادلة في زمن الخنوع والخذلان اللامتناهي، مع إعطاء الأولوية لمصالح شعبها وأمنها القومي متخذة التوازن الاستراتيجي نهجاً في رسم سياسة البلاد”.
وأضاف “كان يوم 15 تموز/يوليو 2016 انتصاراً لإرادة الشعب والديمقراطية الحقيقية التي تجلت حقيقتها الدامغة أن الشعب هو مصدر الشرعية، وكان قراره الاستراتيجي حينها الوقوف في وجه الفئة الانقلابية بما يمتلكه من حس وطني وقومي، واضعاً مصلحة البلاد والانتماء للوطن فوق كل الاعتبارات السياسية والحزبية والاجتماعية”.
وتابع أبو الورد أن “الطوفان الشعبي كان سداً منيعاً في وجه أعداء الديمقراطية من الانقلابيين ومن يقف خلفهم مدافعاً عن الشرعية وعن الرئيس الشرعي للبلاد، وأنه لا يقبل بتلك الفئة التي تسعى لتدمير ذلك الصرح الشامخ الذي أرسى دعائم الاستقرار السياسي والاقتصادي على مدار عقدين من الزمن، منذ تسلم حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم في تركيا، ووضع نصب عينيه الاهتمام ببناء الإنسان والعمران من خلال الاهتمام بالبنية التحتية للبلاد والعمل على تعزيز الواقع الخدمي والمعاشي الذي نقل تركيا إلى مصافي الدول المتقدمة”.
وزاد قائلا “فكانت التجربة التركية الناجحة والتي تجسدت في نقل الجمهورية التركية من نظام الحكم القمعي الديكتاتوري، والمتمثل في حكم العسكر إلى دولة المؤسسات والقانون دولة العدل والمساواة، والتي أثمرت عن إنجازات حقيقية وملموسة لدى غالبية الشعب التركي، وباتت أوجه المقارنة واضحة بين الماضي والمتمثل بعدم الاستقرار والحاضر الذي ساهم في نمو الاقتصاد والاستثمار، ولذلك انتفضوا في وجه من يريد إرجاعهم إلى تلك الحقبة المقيتة من تاريخ الجمهورية التركية، جمعهم حب الوطن وراية البلاد والدفاع عن مكتسبات الشعب”.
وقال أيضاً “لعل أبرز وأهم انجازات الانقلاب العسكري الفاشل تجلت في نقاط أهمها أن الشعب هو مصدر الشرعية والوعي الوطني هو الحصن الحصين في مجابهة كل المخططات الخارجية، التي تحاول النيل من سيادة البلاد وزعزعة الأمن والاستقرار الداخلي.. الحكومة التي تعمل من أجل شعبها وتأمين الحياة الكريمة له من خلال الإنجازات الكبيرة الخدمية منها والفكرية والسياسية هي الكفيلة بالوقوف في وجه من يحاول المساس بها”.
وأشار أبو الورد إلى أن “الأمر الأهم تخلصت تركيا من حقبة الانقلابيين من خلال تحجيم المؤسسة العسكرية ووضعها في مكانها المناسب، والذي يتمثل في الدفاع عن حدود الوطن والدستور بعيداً عن التدخل في رسم السياسات العامة للبلاد فكان التحول إلى الحكم الرئاسي والدولة المدنية”.
وزاد قائلا “وكان لهذه العملية الانقلابية الفاشلة ارتدادات إيجابية ظهرت ثمارها على المستوى الدولي فعززت من مكانة تركيا كقوة إقليمية ذات نفوذ قوي، وصاحبة قرار في أغلب الملفات الدولية وخاصة تلك التي تتعلق بدول الجوار وكل يوم نشهد انتصار للسياسة الخارجية التركية”.
ومضى بالقول إن “يوم 15 تموز/يوليو 2016 أثبت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتحلى بالشجاعة والحكمة والثبات، لأنه صاحب مشروع وطني ساهم في نهضة البلاد مع فريق عمله، ومن يصنع الإنجازات لايمكنه التفريط بها بل الاستبسال في الدفاع عنها”.
وختم قائلا “نحن كأبناء سوريا نتمنى للجمهورية التركية رئيساً وحكومة وشعباً دوام الأمن والاستقرار وأملنا أن تتحرر سوريا ونبني دولتنا القوية دولة المؤسسات والقانون، وأن تكون علاقاتنا قوية واستراتيجية ذات سيادة مع تركيا التي وقفت مع أبناء شعبنا ومع دول الجوار في محيطنا العربي والإقليمي”.
وذكرى “الديمقراطية والوحدة الوطنية”، هو اليوم الذي تلاحم فيه الشعب التركي صفا واحدا، وتمكن من إفشال محاولة الانقلاب التي قام بها تنظيم “غولن” الإرهابي مساء 15 تموز/يوليو 2016.
وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف تموز/يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لتنظيم “غولن” الإرهابي، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم الولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو مقرّي البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، ومطار “أتاتورك” الدولي بإسطنبول، ومديريات الأمن بعدد من الولايات.
وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية تتبع للانقلابيين كانت تنتشر حول تلك المقرات على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي أوقع نحو 251 شهيدًا وإصابة ألفين و 196 آخرين.