أكد المتحدث باسم “تيار المستقبل الكردي” السوري علي تمي، أن إفشال الانقلاب في تركيا “أفشل الكثير من المؤامرات ضدها”، لافتاً إلى أن ما قام به الشعب التركي “كان درساً للعالم بأسره”.
كلام تمي جاء في تصريح لـ“وكالة أنباء تركيا“، خلال مشاركته في تغطيتها الخاصة بمناسبة الذكرى السنوية السادسة للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا مساء 15 تموز/يوليو 2016، ويوم “الديمقراطية والوحدة الوطنية”.
وقال تمي إن “ما قام به الشعب التركي عام 2016، ووقوفه عارياً في وجهة الدبابات والأسلحة الثقيلة كان درساً ورسالة للعالم بأسره، بأن حقبة اختيار الرؤساء من قبل الغرب قدى ولى وبات هذا الشعب يعبر عن إرادته وقيمه بكل الحرية“.
واعتبر أن “سقوط المشروع الانقلابي هو سقوط المؤامرة على تركيا“، مبيناً أن “إشعال نار الفتنة فيها كان لإشغالها بوضعها الداخلي بهدف تمرير مشروع التقسيم داخل سوريا دون اعتراض من أحد “.
وتابع “أعتقد أن سقوط المشروع الانقلابي أسقط معه العديد من المؤامرات التي كانت تحاك من خارج حدود تركيا وخاصة في سوريا“.
وأشار تمي إلى أن “الغرب يعتقد أن تمرير أي مشروع تقسيمي داخل سوريا لن يمر إلا عبر موافقة أنقرة“، لافتا إلى أن “الأتراك لن يقبلوا بهكذا مشاريع حتى لو كلفتهم حرب عالمية ثالثة“.
وزاد قائلاً “أعتقد أن تثبيت أمر واقع جديد شرقي الفرات يتم على قدم وساق، وأعتقد أن الغرب سيحاول خلق مشاكل داخلية جديدة للأتراك لإشغالها فيها حتى يمرر مشروع التقسيم داخل سوريا بهدوء ودون اعتراض من أحد“.
ولفت إلى أن “تركيا كدولة تجاوزت العديد من المصاعب والمؤامرات، خاصة أنها تحتضن اليوم بمفردها 5 ملايين سوري هربوا من القصف الروسي والمليشات الإيرانية، وتدعم اليوم بمفردها فصائل المعارضة وبالتالي احتمال استهدافها قائم“.
وختم قائلا “أعتقد أن مشروع الانقلاب قائم ولو تحت عناوين مختلفة، وما يتعرض له الاقتصاد التركي من الضغوطات خير دليل على أن هذا المشروع قائم وفشله لم يحسم بعد“.
وذكرى “الديمقراطية والوحدة الوطنية”، هو اليوم الذي تلاحم فيه الشعب التركي صفا واحدا، وتمكن من إفشال محاولة الانقلاب التي قام بها تنظيم “غولن” الإرهابي مساء 15 تموز/يوليو 2016.
وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف تموز/يوليو 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لتنظيم “غولن” الإرهابي، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة، ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم الولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو مقرّي البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، ومطار “أتاتورك” الدولي بإسطنبول، ومديريات الأمن بعدد من الولايات.
وأجبر الموقف الشعبي آليات عسكرية تتبع للانقلابيين كانت تنتشر حول تلك المقرات على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي أوقع نحو 251 شهيدًا وإصابة ألفين و 196 آخرين.
