تقاريرهام

أمير قطر أمام “قمة جدة”.. مواقف ثابتة تجاه القضايا الحساسة (تقرير)

حضرت قطر ممثلة بأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في “قمة جدة” في السعودية في 16 تموز/يوليو الجاري، والتي شارك فيها عدد من قادة الدول العربية إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت الكلمة التي ألقاها أمير قطر “هي الأقوى مقارنة بالكلمات التي ألقاها قادة الدول الأخرى”، حسب ما أكد مراقبون، وذلك كونها تناولت وبشكل رئيسي كافة ملفات المنطقة وسلّطت الضوء على قضاياها وعلى رأسها الملفات الإقليمية والعربية والدولية الحساسة.

وكان اللافت للانتباه ما ذكره أمير قطر في سياق كلمته حسب ما تابعت “وكالة أنباء تركيا”، والتي جاء فيها أن “المخاطر التي تحدق بمنطقة الشرق الأوسط في ظل الوضع الدولي المتوتر تتطلّب إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، ولا يجوز أن يكون دور العرب تقديم التنازلات ودور إسرائيل التعنت، وسيظل أهم مصادر التوتر قائماً ما لم تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها للقانون الدولي، كما أن لإسرائيل رأياً عاماً فإن لدينا أيضاً في العالم العربي رأينا العام، ونتطلع لدور فاعل للولايات المتحدة في الدعوة لمفاوضات جادة لتسوية القضية الفسلطينية وفق حل الدولتين”.

وأكد الشيخ تميم أنه “لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في ظل النزاعات”، موضحًا أن “احتكام أطراف النزاعات إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة يجنّب الشعوب الكثير من الضحايا والمآسي”.

ولفتت كلمة أمير قطر خلال القمة أنظار عدد من السياسيين والمحللين والمهتمين بالقضايا الإقليمية والعربية والدولية، مشيدين بـ”قوة الموقبف القطري خاصة في هذا التوقيت الذي تشهده المنطقة”.

وتعقيباً على ذلك، قال الحقوقي السوري عبد الناصر حوشان لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “المواقف الصريحة والثابتة دليل صدق النوايا، وهذا ما عهدناه من دولة قطر الشقيقة، في زمن الانحدار وتوسّل بعض العرب إعادة علاقتهم مع النظام السوري المجرم، وبعضها الاخر يُطبِّع بالسر، وآخرون يجاهر بعلاقاته مع هذا النظام بكل وقاحة”.

وأضاف حوشان أنه “أمام كل هؤلاء يخرج الأمير الشجاع الأمير تميم ليؤكّد موقف بلاده المبدأي الأخلاقي اتجاه الثورة السوريّة، ورفضها لحلول الأمر الواقع التي تهدف الى إعادة تأهيل النظام السوري المجرم و إعادة إنتاج المجرم بشار الأسد، وهذا الموقف يقتضي منا نحن السوريين تقديم الشكر والامتنان لدولة قطر أميراً وشعباً وحكومة، فهي السدّ المنيع في وجه حملات التطبيع النظام  وعودته إلى الجامعة العربيّة، و آخر حصون الثورة السوريّة”.

ووصف كثيرون الموقف القطري خلال قمة جدة أنه “موقف حكيم ومشرف من أمير قطر”، في حين قال آخرون إن “أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني كلمته في جدة كانت الأفضل”.

وعقب كلمة أمير قطر توالت ردود الأفعال التي أشادت بها أيضاً، إذ قال البعض “هذه هي الرجولة، لم يعد لإسرائيل أن تفرض نفسها على العرب أو ترفض مطالبهم، اليوم العالم تغير والواجب على الدول العربية ان تنشأ نيتو خليجي مغربي كبير حتى تضمن بقائها وبقاء الأجيال القادمة”.

وأضاف آخرون “بوركت يا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل الثاني، لك الف تحية وأطال الله في عمرك على خدمة الأمة الإسلامية والعربية.. من الجزائر أرض الشهداء لك منا أخلص التمنيات والنجاحات وبعد الله عنك كل الأعداء”.

وفي سياق كلمته تطرق أمير قطر للوضع في سوريا، إذ قال إنه “لا يجوز قبول الأمر الواقع واستمرار الظلم الفظيع الذي يتعرض له الشعب السوري”.

وثمّن أيضًا الهدنة بين الأطراف اليمنية معربًا عن أمله في استمرارها حتى التوصل إلى حل للأزمة.

وعن العلاقات مع واشنطن، أكد أمير قطر أهمية العلاقات الخليجية والعربية عمومًا مع الولايات المتحدة، وضرورة الحفاظ عليها وتعميقها.

السياسي محمد ياسين النجار، ذكر أن “‏اللافت في كلمة سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التأكيد على مقررات جنيف (1) ذات السقف الأعلى والأقرب إلى مطالب الثورة السورية، والتي طرحها المبعوث الأممي كوفي عنان بنقاطها الست، والتي ركزت على إنشاء هيئة حكم إنتقالية كاملة السلطات التنفيذية”.

وشارك في قمة جدة قادة السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان ومصر والأردن والعراق، والرئيس بايدن الذي غادر المنطقة عقب جولة شرق أوسطية استمرت 4 أيام شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية والسعودية.

من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر في سوريا، مضر الأسعد لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “منذ بداية الثورة السورية والمواقف القطرية مؤيدة تأييدا كبيراً للثورة السورية وثورات الربيع العربي ودعمت الثورة السورية سياسيا وإعلاميا وماديا وخاصة في المحافل الدولية وفي كل المؤتمرات الدولية كان لقطر مواقف إيجابية جدا، وفي كل مؤتمر تكون الأصوات القطرية عالية في تأييد ودعم الثورة السورية وغيرها من الملفات، وهذا يدل على ثبات المواقف القطرية تجاه الكثير من الملفات”.

وزاد الأسعد بالقول إن “كلمة أمير قطر هلال قمة جدة تعبر عن مواقف قطر المبدئية تجاه الثورة السورية وتعبر عن محبة أمير قطر والشعب القطري للشعب السوري وما يعانيه من مجازر مروعة من قبل نظام الأسد والدول المؤيدة له”.

وتابع أنه “ليس بغريب مواقف قطر في قمة جدة وهذا يترجم على أرض الواقع خاصة في المجال الإنساني، وفي كافة المجالات الطبية وتقديم الدعم اللوجسيتي المتواصل للثورة السورية”.

وقال الأسعد أيضا “نتوجه بالشكر والتقدير لكل من شارك في قمة جدة وخاصة المملكة العربية السعودية ولدولة قطر ولكل الدول التي مازالت تقدم الدعم للشعب السوري المكلوم”.

أمّا الناشط السياسي والمعتقل السابق محمد عبد السلام البيك، فتحدث لـ”وكالة أنباء تركيا” قائلا “حول أبعاد كلمة أمير قطر فأتوقع بأن يكونلها تأثير كبير في العالم العربي والدولي لأن الأمير القطري يستحوذ على مكانة لدى الرؤساء في العالم”.

وتابع البيك “أعتقد أنه كان من المهم ومنذ فترة طويلة إلقاء مثل هذه الكلمة لأنه لا يكفي الشعب السوري مايعانيه في حياته إما تحت كنف بشار الظالم أو حتى ما يعانونه في الخارج في بلاد المهجر، وأنا من بينهم معتقل وفرد ذاق الأمرين في سجون السفاح بشار الأسد، مع الشكر لقطر والصحافة التركية والدولة بحد ذاتها التي استقبلت 4.5 مليون لاجئ، وهذه الخطوة التي لم يفعلها حتى إخواننا العرب”.

قمة جدة للأمن والتنمية

وانطلقت “قمة جدة للأمن والتنمية”، في مدينة جدة السعودية، بحضور أمير قطر، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان.

كما حضر القمة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهد الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، والملك الأردني عبدالله الثاني، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي جو بايدن.

زر الذهاب إلى الأعلى