تقاريرهام

“حاخامات إسرائيليون” يتجولون في مكة والمدينة.. تقويض للسعودية ومكانتها (تقرير)

“أمر في غاية السوء والاستفزاز”.. بهذه الكلمات عبّر عدد من المهتمين بالشأن العربي والدولي عن استيائهم من تجول الحاخامات والصحفيون الإسرائيليون في السعودية وخاصة في مكة والمدينة المنورة، خلال الأيام القليلة الماضية.

وأثار سماح السعودية لهؤلاء الحاخامات الكثير من التساؤلات وردود الفعل الغاضبة، إضافة لحالة الاستغراب من الأهداف التي ترمي إليها السعودية من جراء ذلك.

وكان من أبرز ما أثار استفزاز وحفيظة مراقبين ورواد منصات التواصل الاجتماعي، هو تعمد هؤلاء الحاخامات نشر صورهم في مكة والمدينة.

وخلال الآونة الأخيرة تداول كثيرون على منصات التواصل الاجتماعي، صورا للحاخام الإسرائيلي والذي يدعى “يعقوب هيرتسوغ”، قالوا إنها للقاء الحاخام مع الشيخ أحمد الغامدي مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة سابقاً.

وحول ذلك قال الصحفي اليمني ياسين التميمي، قال لـوكالة أنباء تركيا، إن “ظهور شخصيات عامة وإعلامية إسرائيلية في الديار المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وهي أماكن يحظر دخولها لغير المسلمين، أمر في غاية السوء واستفزاز، غير متوقع لعامة المسلمين الذين يرتبطون بوثائق متينة مع المشاعر المقدسة”.

وأضاف التميمي أن “الصور الذي ينشرها هؤلاء  تقوض أول ما تقوض سمعة المملكة ومكانتها، كدولة ارتبط وجودها وريادتها للعالم الإسلامي بخدمتها للحرمين وصونها لمكانتهما المقدسة عند الله وعند المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها”.

وأعرب التميمي عن أسفه أن “السعودية اختارت طريقا سيئا للتطبيع مع إسرائيل، فهي لم تتبادل السفراء مع تل أبيب لكنها فتحت البلاد على مصراعيها جواً وبراً وبحراً  أمام الإسرائليين وطائراتهم، في حين يواجه المئات من خيرة رجالات الأمة مشكلة كبيرة في الوصول إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج أو أداء العمرة أو زيارة النبي صلى الله عليه وسلم”.

واعتبر أن ذلك “يعزى إلى القيود التي تضعها السعودية لأسباب سياسية أو أيديولوجية أو لدواعي التخادم الأمني مع الأنظمة القمعية، إلى الحد الذي باتت فيه مكة المشرفة مكانا محفوفا بالمخاطر لقيادات ورموز وناشطين، وهو أمر يمس بشكل مباشر نزاهة وعدالة الدور الإشرافي الذي تقوم به حكومة السعودية على الحرمين الشريفين”.

ومن المعروف عن الحاخام “يعقوب هيرتسوغ” التفاخر بالصور ومقاطع الفيديو التي ينشرها والتي يظهر فيها داخل أراضي السعودية وهو برفقة بعض أبناء المملكة.

وفي هذا الجانب، قال الصحفي اليمني صدام الحريبي لـ”وكالة أنباء تركيا”، إنه “في كل يوم يتأكد لنا أن قرار السعوديين ليس بيدهم، إنما هناك من يدير الدولة السعودية وهم فقط ديكورات وواجهات لا تستطيع اتخاذ أي قرار، ولذلك من الطبيعي السماح للصهاينة ليس التقاط الصور فحسب في مناطق السعودية، بل نتوقع أكثر من ذلك في ظل هذا النظام وفي ظل ركون السعوديين إلى هؤلاء”.

وزاد قائلاً “أمّا بالنسبة لسبب نشر الصهاينة صورهم وهم في السعودية، فذلك من أجل إرسال العديد من الرسائل، وكذا جس نبض ومعرفة ردة فعل المسلمين والعرب”.

وكان اللافت للانتباه ما نشره الطبيب السعودي محمد بن حمزة حنيف، والذي أعرب عن سعادته بلقاء الحاخام الإسرائيلي بعبارة “قررنا التعاون لإعلاء كلمة كلمة”، حسب تعبيره.

وشن كثير من رواد منصات التواصل الاجتماعي هجوما غير مسبوق على الطبيب المذكور، إذ ردوا على نشره لهذه الصورة ومفاخرته باستقبال الحاخام بعبارة “الله يقلعكم جميعاً عن البلاد التي ترعرع فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه”.

وتعقيباً على ذلك، قال الصحفي اليمني فهد سلطان لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “ما يجري في السعودية في هذه الأثناء من السماح للحاخامات اليهود والإسرائيليين من الدخول إلى الأماكن المقدسة الخاصة بالمسلمين (مكة والمدينة)، هو فتح باب للتطبيع السياسي والاقتصادي وكذلك الاحتماعي على مصراعية، وفتح مرحلة جديدة مع السعودية الجديد في عهد محمد بن سلمان، تتجاوز جميع القيم والقوانين والأعراف السابقة، وذلك بالعودة التاريخية لليهود إلى أماكن تواجدوا فيها قبل قرون”.

وأضاف أنه “على طول التاريخ الإسلامي كله، لأكثر من أربعة عشر قرنا، كانت هذه الأماكن مناطق خاصة بالمسلمين وهناك تراث ديني يسند هذا الأمر، لكن السلطات السعودية الجديدة، وكما تجاوزت كثير من القيم والأعراف وكسر كثير من القوانين المجتمعية، تفعل ذلك حاليا على القضايا الدينية، والمناطق المقدسة”.

وتابع سلطان أنه “من جانب أخر يريد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان أن يهيمن على هذه المناطق المقدسة ويجعلها شأن سعودي بحت بعيدا عن العالم الإسلامي، مستفيدا من الإرث السابق في هذا الجانب، إضافة إلى الإعلان عن قيادة تطبيق للكيان الإسرائيلي من داخل المناطق المقدسة، وكأنها رسالة مفادها: سوف نبدأ مرحلة جديدة من التطبيع للعالم الإسلامي كله عبر الأماكن المقدسة”.

وتوالت ردود الفعل الغاضبة من ناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، رفضاً لتواجد الحاخام على الأراضي السعودية، محذؤين من مساعي السعودية لتبني هؤلاء الحاهامات في قادمات الأيام، حسب ما أشاروا إليه.

وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، أن “الحاخام يعقوب هرتسوغ يسعى إلى أن يكون مسؤولا عن اليهود، الذين يأتون للسعودية للعمل، وينظمهم في مجتمع فعال، حيث يدرك أنه سيبدأ من الصفر”، حسب تقرير نشرته مؤخراً.

وفي نيسان/أبريل الماضي، أعرب بعض الباحثين والصحفيين عن أسفهم للحال الذي وصلت إليه السعودية من بوابة “الترفيه”، واصفين الأمر بـ”المخجل”.

جاء ذلك بعد أن ظهر رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، تركي آل الشيخ محاطاُ بعدد من الأشخاص المتنكرين بشخصيات مثل باتمان وميكي ماوس، حيث قال في تغريدته “سعيد أنا اليوم بمشاركتكم في الحفلة التنكرية في البوليفارد وونتروندرلاند ندعوكم لحفلة تنكرية أكبر وأقوى ويا ريتني كنت معاكم تحياتي لأهل الرياض”.

زر الذهاب إلى الأعلى