
تركيا أول من وقف مع بيروت بعيد انفجار مرفئها في مثل هذا اليوم قبل عامين (تقرير)
يحيي اللبنانيون، اليوم الخميس، الذكرى السنوية الثانية لانفجار مرفأ بيروت الكارثي الذي وقع في 4 آب/أغسطس 2020، وخلف أكثر من 220 ضحية و7 آلاف جريح سقطوا جراء الانفجار الضخم، المصُنف على أنه رابع أقوى انفجار في التاريخ.
وأدى الانفجار لإلحاق دمار هائل وأضرار مادية كبيرة بالمرفأ ومناطق واسعة من العاصمة اللبنانية بيروت، ما اضطر نحو 300 ألف لبناني إلى النزوح عن المنطقة عقب إعلان السلطات اللبنانية حالة الطوارئ.
وقال الرئيس اللبناني ميشال عون يومها إن “الانفجار نتج عن ألفين و750 طن من نترات الأمونيوم، كانت مخزّنة في مستودعات مرفأ بيروت لمدة 6 سنوات، وإن الانفجار تسبب في أضرار تزيد قيمتها عن 15 مليار دولار”.
تركيا أول من وقف مع لبنان
مباشرة عقب الانفجار، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محادثة هاتفية مع نظيره اللبناني ميشال عون، أعرب خلالها عن مساندة تركيا حكومة وشعبًا للشعب اللبناني.
وعبّر أردوغان وكثير من كبار المسؤولين الأتراك عن تضامنهم مع لبنان حكومة وشعبًا، واستعدادهم لتقديم كافة أشكال الدعم لمساندة الشعب اللبناني في تلك المحنة.
وسارعت تركيا وبتوجيهات من أردوغان للاستنفار الإغاثي والدبلوماسي والإعلامي، وضعت كل ذلك في خدمة إيصال المساعدات الطارئة إلى لبنان، لمساعدته على تجاوز محنته بأسرع وقت ممكن.
وكانت تركيا أول دولة في العالم اتخذت إجراءات لمساعدة لبنان، حيث بدأت العديد من المؤسسات والهيئات والمنظمات التركية بعيد الانفجار على الفور، ومن بينها إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، والهلال الأحمر التركي، وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية، وجمعية “حجر الصدقة” التركية، وغيرها، بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة للمتضررين جراء انفجار مرفأ بيروت.
وبعد سويعات على الانفجار، وصل بيروت وفدٌ تركيٌ مكوّن من 37 خبيرا وطبيبا من وزارة الصحة والهلال الأحمر التركي، برئاسة رئيس إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد” السابق محمد غوللو أوغلو (حاليا هو السفير التركي في تنزانيا).
وفي هذا السياق، أرسلت هيئة إدارة الكوارث والطوارىء التركية “آفاد” إلى مرفأ بيروت، فريق بحث وإنقاذ مع المعدات اللازمة بعد الانفجار مباشرة، وتم ارسال 21 طبيا من فريق الإنقاذ الطبي الوطني والعديد من العاملين في المجال الإنساني من الهلال الأحمر التركي ووحدتين طبيتين للطوارىء وتم انشاء 3 خيام للموظفين في بيروت.
وارسلت وزارة الدفاع التركية، طائرة شحن محملة بالمساعدات الطبية والإغاثية ومعدات وإمدادات طبية وفرقا للبحث والإنقاذ، وكوادر طبية.
وبالتعاون بين الهلال الأحمر التركي والصليب الأحمر اللبناني، تم توزيع أكثر من 1000 طرد غذائي على السكان والعائلات الأكثر تضررا من انفجار المرفأ.
كما تبرع الهلال الأحمر التركي بمبلغ 100 ألف دولار أميركي لتوزيعها على الإغاثة في حالات الكوارث بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني.
وسلمت وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، نحو 400 طن من حبوب القمح “بقيمة 100 ألف دولار أمريكي”.
بدورها، أطلقت المنظمات غير الحكومية التركية حملة فورية لمد يد العون إلى لبنان، الذي تعرض لواحدة من أكبر الكوارث في تاريخه، ودعم أنشطة البحث والإنقاذ وإزالة الأنقاض وتوفير المساعدات الإنسانية في هذا البلد.
وتضامناً مع اللبنانيين الذين يمرون بأوقات عصيبة، أرسلت تركيا يومها مساعدات إنسانية بقيمة إجمالية 600 ألف دولار من خلال منظمات غير حكومية مختلفة.
كما وفرت كل من “تيكا” و”آفاد” مساعدات لنحو 150 ألف شخص في لبنان.
وقدمت جمعية “حجر الصدقة” التركية، معونات غذائية ووجبات طعام على المتضررين والمنكوبين، إضافة إلى مشاركة فرقها بعمليات رفع الأنقاض وتنظيف الشوارع.
وفي 8 آب/أغسطس 2020، أي بعد وقوع الانفجار بـ 4 أيام، أجرى نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي ووزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، زيارة وصفت بـ”التضامنية” إلى لبنان أكد خلالاها على “استعداد تركيا لإعادة إعمار مرفأ بيروت والمباني المجاورة المتضررة، وأن ميناء (مرسين) التركي سيكون في خدمة لبنان أيضا حتى إعادة إعمار مرفأ بيروت”.
وأكدت تركيا يومها أن “كافة المستشفيات التركية وطائرات الإسعاف التابعة لها على استعداد لنقل المصابين من لبنان وعلاجهم في تركيا فضلا عن استعدادها لتقديم مرفأ مرسين لخدمة اللبنانيين”.
وزاد الانفجار من معاناة لبنان جراء أزمة اقتصادية طاحنة تعاني منها منذ أواخر 2019 حتى اليوم، حيث أدت الى انهيار مالي ومعيشي، وشح بالطاقة والأدوية وسلع أساسية أخرى.
ويقع ميناء بيروت في الجزء الشرقي من خليج سان جورج على ساحل البحر الأبيض المتوسط الشمالي للعاصمة اللبنانية، غرب نهر بيروت على مساحة 1.2 كيلومتر مربع، نصفها منطقة حرة.