في ذكراه التاسعة.. يوم تحول الاعتصام السلمي في “رابعة” المصرية إلى مجزرة (تقرير)
تحلّ اليوم الأحد، الذكرى التاسعة لـ”مجزرة رابعة” والتي راح ضحيتها الآلاف بين قتيل وجريح من أنصار الرئيس المصري الراحل محمد مرسي.
ففي 14 آب/أغسطس 2013، فضت قوات الشرطة المصرية اعتصام ميداني رابعة العدوية في العاصمة المصرية القاهرة والنهضة في محافظة الجيزة، ما أسفر عنه سقوط مئات القتلى فضلًا عن اعتقال الآلاف.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزيرًا للدفاع آنذاك، في 3 من تموز/يوليو 2013، عندما عزل الرئيس الراحل محمد مرسي، ما تسبب باعتصام واسع في ميدان رابعة العدوية شرقي القاهرة.
وفي اليوم ذاته، أعلن السيسي تعطيل العمل بالدستور، وصدرت أوامر باعتقال المئات من أعضاء جماعة “الإخوان المسلمين” أحيلوا لاحقًا إلى المحاكمة، وصدرت أحكام بإعدام ضد العديد منهم.
وكانت مظاهرات قد خرجت، في 30 من حزيران/يونيو 2013، بميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية للمطالبة بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، ومظاهرات أخرى مؤيدة له في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر.
ما الذي حصل في هذا اليوم؟
- احتشد الآلاف من أنصار الرئيس مرسي في ميداني “رابعة العدوية” و”النهضة” مدة 45 يوما، منذ 28 حزيران/يونيو 2013، رفضا للانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر، وذلك حتى 14 آب/أغسطس 2013، يوم الفض.
- فوجئ آلاف المعتصمين العزل وبعد صلاة الفجر بآليات الشرطة والجيش وقوات العمليات الخاصة يحاصرون الميدانين، ويطلقون الرصاص.
- بدأ الهجوم من شارع طيبة مول ثم شمل كل المداخل الرئيسية، واقتحمت المدرعات والمجنزرات الميدان، وانتشرت سحب غاز الدموع، واعتلى القناصة أسطح المنازل وحلقت الطائرات الحربية في سماء الميدان.
- تدفقت جحافل الجيش والشرطة وبدأت تمطر الناس بالرصاص الحي، وتحاصر المنافذ الرئيسية للميدان، وكانت طائرات الأباتشي تصب قنابل الغاز وتقنص المصورين.
- سقط منهم الآلاف بين جرحى وقتلى، ليجري اقتحام الاعتصامين بمدرعات وجرافات وإضرام النيران في الخيام والمعتصمين، واعتقال الكثيرين.
- اتجه البعض إلى المستشفى الميداني، واتجه آخرون إلى مسجد رابعة، ولاذ فريق بالفرار.
واليوم الأحد، دشّن ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، هاشتاغ بعنوان “مجزرة رابعة”، ناشرين التغريدات المنددة بالانتهاكات التي انتهت بـ”مذبحة رابعة”.
في ذكرى #مجزرة_رابعه أتمنى أن تكون عبرة لكل مسلم و يفهم أن الأنظمة الحاكمة في بلادنا لا تُنتزع إلا بالقوة وأن إقامة الشريعة تكون بهدم أركان النظام بداية من الجيوش العميلة و إنتهاءً بتفكيك آخر مؤسسة طاغوتية
وهذا لا يكون إلا بالجهاد
فتلك الأنظمة عدوة لله و رسوله و دينه#رابعة_مذبحة— Abou Jaafer (@abou_jaafer) August 14, 2022
واستذكر الأمين العام السابق للحركة السلفية في الكويت الشيخ حامد العلي، مجزرة رابعة ببعض أبيات من الشعر، وأرفقها بمقطع فيديو قصير يوثق ضحايا “المذبحة”.
ذكرىٰ المجازر خلّفت نهر الدِّما
من أبرياءَ ، وخلّفـت أشلاءَ
والقاتلون من العقوبة أفلتوا
يوماً سيلقىٰ الظالمون جزاءَ
فالله ليس بغافلٍ عن ظلمهم
أحصاهُ-كي يجزي به-إحصاءَ
يوم القيامة،يوم يحكم في الورىٰ
والله أعدل من يقيمُ قضاءَ#ذكرى_مجزرة_رابعة pic.twitter.com/aQaavGFMbf— حامد العلي (@Hamed_Alali) August 14, 2022
وأكد مغردون آخرون أنه من المستحيل نسيان “أبشع مجزرة فى تاريخ العصر الحديث فى مصر”.
لحظة تجريف جثث شهداء #مجزرة_رابعه
منذ 9 سنوات
ولا ننسي ماحيينا ابشع مجزرة فى تاريخ العصر الحديث فى مصر
وهو دا #التار_اللي_بينا_وبين_الجيش قاتل شهداء مجازر #السيسي_عدو_الله
#مجزرة_رابعه_والنهضة pic.twitter.com/9lbDLPot9w— 🎀🇪🇬ѕaмa✍️ן๏ยгภคlเรt🇱🇧✪ (@Samalovers) August 14, 2022
السياسي المصري عمرو عبد الهادي، قال في تغريدة إنه عاهد نفسه يوم نجى من مجزرة رابعة، على فضح النظام المصري الذي تسبب بها، حسب تعبيره.
يوم نجوت من #مجزرة_رابعه عاهدت نفسي الا اعترف ب #السيسى و الا تمر #ذكرى_رابعة بدون فضيحه للنظام العسكري في مصر ما حييت
لذلك لا اعترف بالسيسي ودستور ٢٠١٤ و لا اعترف بحوار السيسي الداخلي ولا حوار ما يسموا أنفسهم معارضي الخارج الذي يستهدف غسل يد النظام من دماء شهداء رابعه— 🅰🅼🆁 عمرو عبد الهادي (@amrelhady4000) August 14, 2022
وأشار كثيرون إلى أن “الانقلاب الوحشي حوّل الاعتصام السلمي إلى مجزرة وحشية”.
" ١٤ـ ٨ ـ ٢٠١٣ " .. تاريخ يسكن ذاكرتي و يراودني كل عام …
تسعة أعوام مرت على ذكرى #مجزرة_رابعة.. رابعة التي أظهرت أرقى أشكال #المعارضة_السلمية،لكن #الإنقلاب_الوحشي حولها إلى مجزرة …
— Anas Mazen Kurdieh (@AnasKurdieh) August 14, 2022
وفي تقرير مفصل أصدرته منظمة “هيومن رايتس ووتش” في آب/أغسطس 2014، استغرق إعداده سنة كاملة، وصفت المنظمة الفاجعة بأنها “إحدى أكبر وقائع القتل الجماعي لمتظاهرين سلميين في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث”.
وقالت إن ما حصل “لم يكن مجرد حالة من حالات القوة المفرطة أو ضعف التدريب، بل كانت حملة قمعية عنيفة مدبرة من جانب أعلى مستويات الحكومة المصرية”.
ووجّه رئيس الوزراء التركي يومها رجب طيب أردوغان، انتقادا لاذعا للسلطات المصرية، ودعا بيان صدر عن مكتبه مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية لإيقاف المجزرة، فيما وصف الرئيس التركي آنذاك، عبد الله غل، الحادث أنه “لا يمكن أن يقبل إطلاقاً”.
وأدان “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” وبشدة قتل المتظاهرين، واعتبر أن “ما حصل انقلاب على الشرعية الدستورية والديمقراطية واقتراف لأفظع جريمة عرفها تاريخ مصر الطويل”.
وقال الاتحاد في بيان يومها إن “تاريخ مصر بل وتاريخ الإنسانية لن يغفر لأولئك الوالغين في الدماء والأعراض”.
وتحدث تقرير وزارة الصحة المصرية عن 670 قتيلا ونحو 4400 مصاب. كما أعلن المسؤولون عن الطب الشرعي في القاهرة، في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، أن إجمالي عدد القتلى بلغ 377 قتيلا، من بينهم 31 جثة مجهولة الهوية.
وذكر تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” أن “قوات الأمن المصرية قتلت أكثر من ألف على الأرجح”.