العالم الإسلاميسياسة

بتغريدات مطولة.. قيادي في الجيش الوطني السوري يتحدث عن “آخر التطورات الحساسة”

أكد القيادي في الجيش الوطني السوري مصطفى سيجري، السبت، على “ثقة الجيش الوطني السوري بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وموقف تركيا تجاه القضية السورية في ظل التصريحات السياسية المستجدة”.

وقال سيجري في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه في “تويتر”، إنه “لا يمكن تقييم السياسة التركية السابقة والحالية واللاحقة تجاه سوريا بمعزل عن السياسات الدولية والإقليمية والعربية، ودون الإشارة لحقيقة المواقف والمقاصد الأمريكية تجاه سوريا والأسد والمنطقة والمرتبطة تماماً بالإرادة والرؤية الاسرائيلية، والقائمة على تقسيم سوريا”.

وأضاف “أولاً: نوضح حقيقة المواقف الدولية والإقليمية والعربية تجاه سوريا، وصولاً لمعرفة الأسباب الحقيقية لبقاء الأسد في السلطة، – الرؤية الأمريكية المعلنة عدم إسقاط الأسد ودعم المعارضة، – وما قدم لنا من دعم عسكري وسياسي لم يكن أبداً لحسم المعركة ضد الأسد إنما للمشاغبة والمشاغلة”.

وتابع “أما الدول العربية فكانت مترددة ومنقسمة، والصادق معنا لم ينفعنا بنواياه الطيبة حيث غابت لديهم الرؤية والآلية واستحكم بينهم الصراع والخلاف إلى أن تغيرت الظروف الدولية وذهبوا للانشغال بالقضايا الداخلية، أما الكذبة الكبرى (أنه وبسبب علاقتنا بتركيا تراجعوا عن دعم الثورة السورية)”. بحسب تعبيره.

ولفت سيجري إلى أن “الدول الأوروبية وقد كانوا بطبيعة الحال خلف السياسة الأمريكية، وقدموا ومازالوا -الدعم الإنساني- والمساندة السياسية في إطار الرؤية الأمريكية الإسرائيلية القائمة على عدم إسقاط الأسد وعدم تمكين المعارضة وتقديم كل الدعم العسكري والسياسي والإغاثي لمشروع قسد ذات التوجهات الانفصالية”.

وقال “أما تركيا -أردوغان- وهنا سنتحدث بالتفصيل وبحقائق وشواهد ومعلومات دقيقة، وأحداث وتواريخ مهمة، وهذه ستكون شهادة للتاريخ”.

الثورة السورية وتركيا.. و”داعش” والإرهاب بين النشأة والأهداف

وأكد سيجري أنه “في عام 2013 أوجدوا (داعش) على حساب القوى الثورية بعد أن كنا نسيطر على 70% من الأراضي السورية، ومكنوا لقسد الانفصالية، وسرقوا النفط والقمح والثروات المحلية، وأرادوا تهديد تركيا وإقامة كردستان سوريا، بدعوى الحرب على الإرهاب”.

وأشار إلى أنهم “أنشأوا قسد بقيادة واحدة، وأمدوها بالآلاف من أطنان الذخائر والأسلحة وبكل انواع القوة، مكاتبها فعالياتها قياداتها تتحرك في امريكا وأوروبا، أما قوى الثورة فالدعم العسكري كان عبر الموم والموك والبنتاغون، ولم يقبلوا أبداً بإنهاء الفصائلية بل أصروا على شق الصف وإضعاف القوى الثورية”.

وأوضح أنه “في عام 2016 اجتماع فيينا -كيري ولافروف- نص على تقاسم النفوذ في سوريا، شرق الفرات مناطق نفوذ أمريكية وغربه روسية، وإنهاء القوى العسكرية، وإيقاف الدعم وتجفيف المصادر الخاصة، ولم تكن حلب مقابل الباب، ولم تكن استانا بيعاً للثورة، إنما كان اتفاق الضرورة، لإدارة الخسائر وإنقاذ ما تبقى”.

وأكد سيجري على أن “تركيا لم تبيع حلب وبعض فصائلنا تتحمل كامل المسؤولية، سقطت حلب ولم تكن بحاجة للرجال أو السلاح أو للذخائر أو للمواد الإغاثية”.

وأضاف أنه “قبل الحصار تعهد بعض القادة بالصمود لثلاث سنوات، وما إن وقع الحصار وبدأت المعركة إلا وكان الانهيار، ولولا تدخل تركيا لوصلت القوات الروسية لباب الهوى”.

وزاد قائلاً أنه “في اجتماع أستانا التحضيري في أنقرة كانت المواجهة والمكاشفة، بحضور القادة وعدد كبير من الفاعلين والنخب، ولم يجرؤ أحد على نكران الحقيقة الدامغة، وطلب منا المشاركة لحماية ما تبقى وإدارة المرحلة الصعبة، ولم يطلب تقديم أي تنازل، والبعض ذهب للمصلحة العامة وآخر رفض للمصلحة الخاصة”.

وأردف “أما مسار جنيف والقرارات الدولية فكانت شراء للوقت وتمييع للقضية، أرادوا لنا أن نكون معارضة خارجية، بلا سلاح أو قوة أو سيطرة جغرافية، والأسد مازال موجود بقرار من المجتمع الدولي والقوى الكبرى لأن وجوده يساعد في تمرير المشاريع الخارجية، وأرادوا ضرب تركيا من الخاصرة الجنوبية”.

وتابع سيجري قائلا “أرادوا القضاء على المعارضة المسلحة، وإقامة إقليم كردستان سوريا، وحصر خياراتنا بين الانضمام لقسد أو للأسد، وفي سبيل ذلك تركوا الشرعية الدولية والقانونية بيد الأسد لمواجهة تركيا، ودعموا قسد بدعوى الحرب على الإرهاب، ودفع تركيا للصدام مع روسيا وللمفاضلة بين تمدد قسد وبقاء الأسد”.

وأشار إلى أن “محاولة الانقلاب الفاشلة كانت نقل المعركة ضد أردوغان للداخل في تركيا، وهل تذكرون البرنامج الانتخابي لبايدن؟، واصفاً أردوغان بالمستبد متوعداً بالتدخل في الشؤون الداخلية والمحلية وداعماً للأحزاب المعارضة ؟! واليوم يقوم البرنامج الانتخابي للمعارضة التركية على ملف اللاجئين”.

وشدد على أن “البرنامج الانتخابي للمعارضة التركية قائم على إنهاء ملف -اللاجئين السوريين- عبر فتح قنوات اتصال مع الأسد”.

ولفت سيجري إلى أنه “ليس في برنامج المعارضة ملفات اقتصادية أو تنموية أو سياسية أو عسكرية ولا أي قيمة مضافة يضمنون بها أصوات الناخب، إنما بتنا نحن السوريون نقطة ضعف الرئيس أردوغان”.

وقال “انظروا إلى تصريحات وردود النظام على التصريحات التركية الأخيرة، هل بات النظام يدرك حقائق المواقف والمقاصد التركية أكثر منا ونحن والجنود الأتراك في خندق واحد منذ سنوات؟!، ماذا لو وافق النظام وتحرك عسكرياً ضد قسد؟، ماذا سيفعل حينها حماة قسد الذين منعوا إسقاط الأسد ؟!”.

وأكد على أن “الأسد موجود بقرار من القوى الكبرى، ووجوده ضمان لتمرير المشاريع والأجندات الخارجية، وفي حال قرر التحرك ضد مصالحهم فسيكون الرد قاسياً ومدمراً، وكلنا يذكر يوم فكرت القوات الروسية بالتحرك خطوة واحدة باتجاه شرق الفرات كيف رد التحالف والامريكان وقتلوا وحرقوا ودمروا الأرتال”.

وتسأل سيجري “عن حقيقة العلاقات الروسية الإيرانية التركية وهل هناك صفقات سرية؟”.

ولفت إلى أن “أردوغان يصافح بوتين في موسكو ومسيرات بيرقدار تحصد جنوده في أوكرانيا، وحصدت مرتزقته في ليبيا وأمعنت فتكا بحلفائه في أذربيجان”.

وتابع أنه “بالنسبة لـ إيران فإن تركيا -أردوغان- قادرة على التمييز جيداً بين الحلفاء والأعداء، وقد أثبتت التجربة قدرتها على رد الصاع ألف وليس عشرة، والأمثلة حاضرة وكثيرة، أمامنا عام صعب، ولا يليق بنا أن نكون نقطة الضعف، سيُسحب البساط من تحت أقدام المعارضة ولن يكون شعبنا الضحية ولا ورقة للمقايضة والمتاجرة”.

وأكد على “الحقيقة الثابتة ليس هناك من هو قادر على إعادة إحياء وإنتاج الأسد، بما في ذلك تركيا إن أرادت ذلك، والإرادة غير متوفرة، وقضية اللاجئين السوريين قضية دولية، روسيا وإيران والصين والمعارضة التركية غير قادرين على حلها، وماذا يملك الأسد ليقدمه لأردوغان ؟! فاقد الشيء لا يعطيه”.

وأشار إلى أن “الأسد يدرك أن أردوغان بتصريحاته يبيعه الوهم، والروس مازالوا يستقبلون ويصافحون المعارضة السورية فهل غير ذلك من انحياز روسيا للنظام؟”.

وشدد سيجري على أن “مصلحة الأسد في خسارة أردوغان وانتصار المعارضة، ولو استجاب لشروط أردوغان فلن يبقى النظام وإن رفض فلن يتغير شيئ، والمستجد الوحيد أردوغان من جديد”.

وتابع قائلاً “لأهلنا وشعبنا علينا حق الثبات والصمود والإخلاص للقيم والمبادئ الثورية، وعدم القبول بإعادة إنتاج الأسد، بنادقنا بأيدينا ونحن في أرضنا، مقابرنا خنادقنا، لا مصالحة مع الأسد ولا خيانة لدماء الشهداء، ودعوتنا اليوم ليست دعوة للتقاعس بل للعمل، دعوة للانشغال بما يفيد عما لا يفيد.

وأوضح أنه “نحن – قوى الثورة العسكرية والسياسية فقد جمعتنا المبادئ الأساسية ولم نختلف على الأهداف الإستراتيجية، وقدمنا على المستوى -الفردي- أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية، إلا أننا فشلنا في صناعة وإدارة العمل -الجماعي- في ظل غياب المرجعية والقيادة الواحدة ومركزية القرار”.

وزاد قائلاً أن “الحقيقة المؤلمة: لليوم لا يوجد قيادة عسكرية وسياسية للثورة السورية، والأجسام السياسية الحالية في غالبيتها نتاج تفاهمات ومحاصصات خارجية، مجالس وائتلافات ومنصات وهيئات ولجان دستورية جمعوا ممثلي الدول المتنفذة، بالإضافة لشخصيات -صورية- فاقدة للقدرة على التأثير أو التغيير”.

وأضاف أنه “بناءًا على ما سبق فإن أي دعوة تسبق دعوات الإصلاح والإنجاز وترتيب البيت الداخلي، وتتجاوز الأولويات الموضوعية والمنطقية في بناء المؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية، وصولاً للمركزية في الإدارة القرار والقيادة، بالإضافة للأمن العام والاكتفاء الذاتي فإنها دعوة باطلة”.

وشدد على أن “الحراك الثوري والمظاهرات والاعتصامات والنشاطات والفعاليات -الورقة الرابحة- والأخيرة بيد الناشطين والفاعلين والنخب والمثقفين في ضبط وتقويم المسار السياسي والعسكري، والورقة الأخيرة بيد المعارضة السورية في مواجهة الأسد وقوى الارهاب والاستبداد ومحاولات التطبيع وإعادة الإنتاج”.

وأكد سيجري على أنه “مما لا شك فيه فقد شكلت التصريحات السياسية الأخيرة للرئيس أردوغان ومن قبله وزير الخارجية -صدمة كبيرة- للشارع السوري والمواطن العادي، وهذا حق له ما يبرره”.

ودعا سيجري “القادة السياسيين والعسكريين وطلاب العلم والنخب والمثقفين فواجب المرحلة الأخذ بزمام المبادرة وتثبيت الشارع ورفع الهمم”.

زر الذهاب إلى الأعلى