في ذكرى اغتيال خاشقجي الرابعة.. “شهيد الكلمة” حاضر في ذاكرة كثيرين
تحلّ، الأحد، الذكرى السنوية الرابعة على اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، والذي وصفه كثيرون بأنه “شهيد الكلمة”، وبأنه لم يغب لحظة واحدة عن ذاكرتهم، وفق تعبيرهم.
ففي 2 من تشرين الأول/أكتوبر 2018، هزّت جريمة قتل خاشقجي العالم أجمع، إذ عبّر كثيرون عن صدمتهم من هذه الجريمة التي وُصفت بـ “المروعة”.
وفي هذا التاريخ المذكور، دخل خاشقجي، الذي كان ينشر مقالات في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية ويعيش في الولايات المتحدة منذ العام 2017، إلى قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول حسب ما تظهر تسجيلات الكاميرات، وقد كانت خطيبته خديجة جنكيز، تنتظر خارج القنصلية لكنه لم يخرج أبداً منها.
وأشارت أصابع الاتهام بجريمة اغتيال خاشقجي إلى الفريق السعودي المكون من 15 شخصا، الذي وصل إسطنبول في 2 أكتوبر 2018 وضم مسؤولين عملوا أو كانوا مرتبطين بالمركز السعودي للدراسات وشؤون الإعلام بالديوان الملكي. في وقت العملية، كان يقود المركز سعود القحطاني المستشار المقرب لمحمد بن سلمان، الذي ادعى علنا منتصف عام 2018 أنه لم يتخذ قرارات دون موافقة ولي العهد.
وأجرت السعودية محاكمة لمتهمين في قضية مقتل خاشقجي، وحكم فيها على خمسة سعوديين بالاعدام وعلى ثلاثة آخرين بعقوبات بالسجن. وقد خففت أحكام الاعدام لاحقا إلى السجن.
وكانت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أغنيس كالامارد، قالت في تصريحات صحفية لها، إنها أبلغت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن “الأدلة التي تم جمعها من قبل فريق التحقيق تشير إلى أن قتل خاشقجي شكل عملية إعدام خارج نطاق القضاء واختفاء قسري وعلى الأرجح عملية تعذيب تتحمل السعودية مسؤوليتها“.
وشككت كالامارد في تقريرها بصدقية التحقيق السعودي في القضية التي رأت أنها تندرج في إطار “الاختصاص القضائي العالمي”.
من جهتها، انتقدت منظمة مراسلون بلا حدود، في تقرير جديد لها، سعود القحطاني، المستشار السابق لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وقالت إنه “لا يزال يتمتع بالحماية والحرية”، بعد اتهامه بالمشاركة في قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018.
وأضافت المنظمة في تقريرها المطول أنه “بعد أربع سنوات من الاغتيال الوحشي لخاشقجي، لم يواجه أي من الرجال الستة والعشرين المتورطين في مقتله أي عقوبة حقيقية. الرجل المتهم بقيادتهم، سعود القحطاني، لم يحاكم قط“.
ودشّن ناشطون وشخصيات عربية وسم هاشتاغ بعنوان “ذكرى مقتل خاشقجي”، وذلك للفت الانتباه إلى الجريمة التي ما تزال غامضة ولم تتكشف تفاصيلها الحقيقية أو يلقى مرتكبوها جزاء ما فعلوه بحق خاشقجي، حسب تعبيرهم.
ونشر الكثير من رواد منصات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو عن خاشقجي، إضافة إلى الكثير من التغريدات التي استذكروا فيها الراحل خاشقجي.
وقال أحد المغردين “أربعه أعوام مرت على استشهاد صوت الحرية جمال خاشقجي، أربعة أعوام مرت على مبس (محمد بن سلمان) وكأنها أربعه قرون لم يستطع خلالها أن ينجوا من جريمته ومازالت اللعنات تلاحقه، أنفق المليارات وجلب كبار الفنانين والتقط الصور مع كبار الزعماء محاولًا تبيض صورته الملطخة بدماء الأبرياء”.
https://twitter.com/Ab0Dhari/status/1576534256016318466
الناشطة الحقوقية علياء الحويطي غردت قائلة “رغم أنه كان مخلصاً وفياً ناصحاً أميناً لنظام خدمة طيله عمره وولد من رحم مؤسساته، لم يشفع له ذلك حينما انتقد العهد السلماني على سجنه المصلحين وبطشه العلني، فتسبب ذالك بأغبى عمليه اغتيال أسقطت ورقة التوت عن هذا النظام الوظيفي المحتل المجرم”.
https://twitter.com/Alya_Alhwaiti/status/1576532930070839296
ووصف مغردون آخرون جريمة قتل خاشقجي بأنها “الأبشع والأبغض والأقبح” على مر التاريخ.
https://twitter.com/Rasha_RKH_17/status/1576525486263439360
المغرد عبد الله الشريف قال “اليوم تمر أربع سنوات على قصة الغدر الأشهر في العصر الحديث، رباعية سجلت أغبى عملية استخباراتية عرفها العالم، رحمة الله عليك يا طيب واعلم أن لموتك ثمناً باهظاً جداً مازال بعد أربعة أعوام يقض مضاجع المجرمين ويبذلون فيه كل نفيس لغسل أيديهم منك بَيد أن دمك قد طغى على من طغى”.
https://twitter.com/AbdullahElshrif/status/1576476998507319299
الباحث فهد الغفيلي استنكر في تغريدة “شدة الإجرام التي يحملها محمد بن سلمان”، إضافة لاستنكاره الجريمة التي أنهت حياة خاشقجي.
https://twitter.com/fahadlghofaili/status/1576499226518880257
أحداث الاغتيال
- الثلاثاء 2 تشرين الأول/أكتوبر، زار خاشقجي قنصلية بلاده في إسطنبول لكنه لم يخرج منها.
- بعد عدة ساعات أعلنت خطيبته عن اختفائه.
- الأربعاء 3 تشرين الأول/أكتوبر، السلطات التركية أكدت أن خاشقجي في قنصلية بلاده، معتبرة أن اختفاءه انتهاك للقوانين الدولية.
- بدورها سارعت الأمم المتحدة للتدخل والتعبير عن أملها بالعثور عليه سالماً.
- تدخلت مراسلون بلا حدود، واعتبرت أن اختفاء خاشقجي يثير قلقاً بالغاً.
- الخميس 4 تشرين الأول/أكتوبر، أنكرت السعودية علمها بمكان خاشقجي.
- من جهتها، استدعت تركيا السفير السعودي للاستفسار عن مصير خاشقجي.
- الجمعة 5 تشرين الأول/أكتوبر، وقفة للإعلاميين أمام قنصلية السعودية للمطالبة بالحرية لخاشقجي.
- تم تداول أنباء عن تهريب خاشقجي خارج البلاد عبر حقيبة دبلوماسية.
- السبت 6 تشرين الأول/أكتوبر، السلطات الأمنية التركية تعلن مقتل خاشقجي بجريمة اغتيال مدبرة.
- وحسب المعلومات التي تم تداولها فإن: 15 دبلوماسياً وصلوا حينها إلى إسطنبول لتنفيذ العملية، وقطعت جثته ونقلت خارج القنصلية.
- وحينها، واصلت الرياض نفيها وطالبت بإشراك فريق سعودي بعمليات التحقيق التي تقودها تركيا.
- القنصلية السعودية تعلن عدم تسجيل الكاميرات لخروج خاشقجي.
- السلطات التركية تتوعد بكشف الحقيقة.
ويؤكد مراقبون أنه “بعد مرور هذه السنوات على جريمة اغتيال جمال خاشقجي، إلا أن القضية لم تزل تتفاعل، وأن السلطات السعودية فشلت في التخلص من ظلالها الثقيلة، وأن ولي العهد، محمد بن سلمان، لم يزل في المركز من هذه الظلال”، حسب تعبيرهم.