تقاريرهام

بفضل قوتها في مجالات عدة.. محللون: تركيا أصبحت فاعلة في النظام العالمي الجديد 

أكد عدد من المهتمين بالتطورات المتلاحقة دولياً وإقليمياً وعربياً، أن تركيا أصبحت اليوم دولة فاعلة في النظام العالمي الجديد الآخذ بالتشكّل حالياً، لافتين إلى الكثير من العوامل التي رفعت مكانة تركيا إلى مصاف الدول المتقدمة.

وقبل عامين من الآن وتحديدا عام 2020، كان اللافت للانتباه ما تحدث به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخصوص مكانة تركيا قائلاً “سنرتقي بتركيا إلى مكانة مرموقة في النظام العالمي الجديد”، وفي العام 2021 قال أردوغان “سنجعل من تركيا لاعبا مهما في النظام العالمي الجديد”، ما جعل تلك العبارات لا تمحى من ذاكرة المراقبين والمحللين السياسين والاقتصاديين.

وبين الفترة والأخرى يؤكد أردوغان أن حكومته تسعى لتحقيق الأهداف المنشودة لعام 2023، وترك ميراث قوي للجيل المقبل، كما أنه يؤكد أن “تركيا “ستصبح لاعبا مهما في النظام العالمي الجديد، بفضل الحملات والخطوات التي ستتخذها في القطاع الاقتصادي”.

وبينما يتحدث العالم عن نظام عالمي جديد منذ مدة طويلة، يتوضّح أن موقع تركيا من النظام الجديد تمثّل نقطة الانعطاف خلال هذه المرحلة، حسب مراقبين.

وأشار المراقبون إلى أن “تركيا بدأت استعداداتها للتغيّرات الجديدة من خلال إيجاد حلول للمشاكل الداخلية في ظل قيادة أردوغان، وتستمر في تداول هذه المشاكل واحدة تلو الأخرى لإيجاد حلول لها إلى الآن، وذلك بدوره حوّل تركيا إلى نموذج يتناسب مع النظام العالمي الجديد، وها نحن نرى دولة تركية متكاتفة شعباً وحكومةً وقائداً مسلماً يعتمد على شعبه في مواجهة جميع العقبات والضغوطات”.

الباحث والحقوقي عبد الناصر حوشان قال لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “اللحظات التاريخية لحظات عابرة الحكيم لا يمررها دون الاستفادة منها، فتركيا وعبر حزب العدالة والتنمية قرأت حركة العالم خلال السنوات الاخيرة  قراءة واقعية وعملت على تعزيز مكامن القوة عبر التصنيع الحربي، وتعزيز الاقتصاد، والاكتفاء الذاتي على كافة المستويات، وقد نجحت بتحقيق ذلك في فترة قصيرة، مما رفع مكانة تركيا في سلم الدول المتقدمة لتحتل الدرجة 18″.

وتابع قائلا “إضافة إلى تعزيز شبكة العلاقات الدوليّة مع كافة المحاور الدولية من خلال التوزان والحياد الإيجابي، الذي أهلّها لتكون نقطة التقاء للأصدقاء والأعداء، ومركز للحوار بين الأطراف المتصارعة في كل الدول التي تشهد نزاعات عسكرية، مما جعلها في الدول المتقدمة التي تعمل على تحقيق وتعزيز السلم والأمن الدوليين، كما منحها موقعها الجغرافي أهميّة اضافية جيوسياسية جعلت كل دول العالم تطلب صداقتها، وبالتالي أصبحت تركيا اليوم دولة فاعلة في النظام العالمي الجديد الآخذ بالتشكّل حالياً”.

ولفت المراقبون إلى أن “تركيا ازدادت قوةً وتقدّماً لدرجة أن المبادرات الخارجية ضد الدولة التركية بدأت تنقلب على مدبّري هذه المحاولات، وذلك على الرغم من جميع الضغوطات والحواجز التي تواجهها تركيا”.

والعام الماضي، قدّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برنامجا محدثا لحزبه “العدالة والتنمية” لمدة عامين، مشيرا إلى أنه في العام 2023، سوف تحتفل تركيا بالذكرى المئوية لإعلان الجمهورية وسوف تنظم انتخابات عامة جديدة، وبحلول ذلك الوقت تراهن أنقرة على تحسين المؤشرات الاقتصادية واحتلال مكانة بين القوى الرائدة في تشكيل النظام العالمي.

وأكد أردوغان أن “تركيا ستواصل تعزيز العلاقات مع جميع دول العالم.. من الولايات المتحدة إلى روسيا، ومن الاتحاد الأوروبي إلى العالم العربي”.

الباحث السياسي رشيد حوراني قال لـ”وكالة أنباء تركيا” إن “سبب حجز تركيا مكانة لها في النظام العالمي الآخذ بالتشكّل هو أن الأمر يتعلق بالبنى التي أسس لها الحزب الحاكم العدالة والتنمية منذ وصوله إلى السلطة في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعملية، حيث تميل تركيا إلى العمل على الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات خاصة المجال الاستهلاكي الذي يتعلق بالأمن الغذائي وبالأمن الصناعي”.

وأضاف أن “تركيا تولي اهتماما كبيرا وبشكل خاص للأمن الصناعي الذي يتعلق بالتكنلوجيا العسكرية التي تعمل على تطويرها لأنها تعاني من احتكار الدول المصنعة لهذه الأسلحة، ومحاولة منع الأسلحة التي تنتجها كطائرات اف 16 وأسلحة الدفاع الجوي التي يتم منعها عن تركيا”.

وأشار إلى أن “كل ذلك يعتمد أيضاً على الحوافز التي يُحفز بها أبناء المجتمع التركي ليوفر على نفسه الخبرات الأجنبية والإتيان بالخبرات والكفاءات من الخارج”.

وحسب مراقبين فإن “تركيا ترى أنها تستحق بأن تحصل على مكانة أهم وأكبر في النظام العالمي الذي سوف يتشكل عقب كورونا، حيث تؤمن بإمكانية حصول تغيير على مستويات مختلفة ومنها الأمم المتحدة والأحلاف الإقليمية السياسية والاقتصادية وتوزيع حصة الصناعة والتجارة الدولية”.

زر الذهاب إلى الأعلى