تقاريرحدث في مثل هذا اليوم

نفذها الجيش التركي و”الوطني”.. 3 أعوام على طرد الإرهاب في “نبع السلام” السورية (تقرير)

تصادف، الأحد، الذكرى السنوية الثالثة لعملية “نبع السلام” شمالي سوريا، والتي تعتبر من أهم العمليات العسكرية التي ساهمت بعودة الأمن والاستقرار للمنطقة.

ففي 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019، أطلق الجيش التركي بمشاركة الجيش الوطني السوري عملية “نبع السلام” شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي PKK/PYD و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

وفي اليوم نفسه، كتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على حسابه في “تويتر”، أن القوات المسلحة التركية بدأت عملية “نبع السلام” بمشاركة الجيش الوطني السوري، ضد تنظيم PKK/PYD الإرهابي، وتنظيم “داعش” الإرهابي شمالي سوريا.

ويصف الناشطون السوريون وامؤسسات السورية المعارضة ومن بينها الحكومة السورية المؤقتة هذه العملية بـ “الملحمة البطولية” والتي أسفرت عن “تحرير مناطق رأس العين وتل أبيض من سيطرة عصابات PKK/PYD الإرهابية، التي احتلت المنطقة ومارست أبشع صور الإرهاب والقمع والتمييز العنصري بحق السكان”.

واستطاعت العملية خلال أسبوع تحقيق انتصار هام تمثل في تحرير المنطقتين وطرد PKK/PYD الإرهابي وأي تنظيم إرهابي آخر، وهو ما هيأ الظروف لعودة معظم السكان إلى منطقة تزيد مساحتها عن 4000 كيلو متر مربع.

وبدأت العملية يومها بضربات جوية ضد أهداف الإرهابيين في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019 عند الساعة 16:00 (بالتوقيت المحلي)، ثم تبعتها الحملة البرية.

وكان هدف العملية تأمين الحدود ومنع إنشاء ممر إرهابي جنوب تركيا، وضمان عودة السوريين إلى منازلهم.

وتم في إطار العملية طرد الإرهابيين من 605 مناطق مأهولة، ثم عودة نحو 200 ألف سوري بطريقة آمنة وطوعية إلى ديارهم، وتحرير وإعادة افتتاح 87 مسجدا و7 كنائس كان الإرهابيون قد حولوها إلى مقرات لهم، حسب وزارة الدفاع التركية.

ونجحت قوات الجيش الوطني السوري بمساعدة القوات التركية في التقدم لمناطق أعمق في الجنوب، ووصلوا إلى الطريق السريع M4 وهو أحد أكثر الأهداف استراتيجية.

وعملت تركيا بعد تطهير المنطقة من دنس الإرهاب إلى أعمال صيانة وإصلاح المدارس التي تضررت جراء هدمها وتفخيخها من قبل عناصر تنظيم PKK/PYD الإرهابي، من أجل ضمان استكمال الطلاب للعملية التعليمية عبر تقديم كافة أشكال الدعم لهم، حيث جرى إصلاح وترميم أكثر من 22 مدرسة في المنطقة.

وإلى جانب ترميم المدارس، عملت قوات “نبع السلام” على ترميم وإصلاح الكنائس وكان أبرزها الكنسية الأرمينية في مدينة تل أبيض حيث أعادت فتحها للعبادة بعد أن كان يستخدمها PKK/PYD الإرهابي كثكنة عسكرية له حينما كان مسيطرا على المنطقة.

وعلى صعيد التنظيم الإداري، تم تهيئة كل الظروف من أجل النهضة بالمنطقة بعد طرد عناصر تنظيم PKK/PYD الإرهابي منها، حيث تأسست العديد من المجالس المحلية من أجل إيصال صوت سكان المنطقة وتقديم الخدمات المتنوعة لهم، والمساعدة في استعادة الحياة الطبيعية كما كانت عليه قبل احتلالها من قبل التنظيم وكذلك تأمين عودة المدنيين إلى منازلهم.

وقدمت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، ووحدة تنسيق الدعم السورية، حينها، مساعدات لـ”تل أبيض” و”رأس العين”، تقدر بـ42 ألف عبوة غذائية، و90 ألف وجبة غذائية، و160 ألف سرير، و5 آلاف لعبة، و11 ألف عبوة تنظيف.

وجاء في بيان صادر عن الحكومة السورية المؤقتة بهذه المناسبة، اطلعت “وكالة أنباء تركيا” على نسخة منه:

  • “نقدّر عالياً التضحيات العظيمة التي بذلها جيشنا الوطني والجيش التركي الشقيق والشهداء الأبطال الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض سورية دفاعاً عن حقوق شعبنا وقضيته العادلة.
  • بهذه المناسبة نقف بإجلال وإكبار أمام ذكرى شهدائنا الأبطال الذين سطروا أروع ملاحم البطولة حتى تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار، كما نقدم الشكر والعرفان للدولة التركية حكومة وشعباً على وقوفهم معنا ومساندتهم لنا في أقسى وأصعب المراحل التي مرت بها ثورتنا.
  • نجدد العهد في هذه الذكرى الغالية على قلوبنا على استمرارنا في الدفاع عن شعبنا وأرضنا في وجه النظام المجرم والمليشيات الانفصالية وكل قوى الإرهاب لصد عدوانهم ودحر محاولاتهم في تهديد أمن واستقرار المنطقة، وسوف نواصل المضي قدماً في طريق الثورة حتى الخلاص من النظام المجرم والمليشيات الانفصالية”.

الجدير ذكره، أن الجيش التركي علّق العملية في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019، على إثر توصل تركيا والولايات المتحدة لاتفاق يقضي بانسحاب الإرهابيين من المنطقة، أعقبه اتفاق مع روسيا في 22 من الشهر نفسه، توصل خلاله الجانبان التركي والروسي في إطار قمة “سوتشي”، للعديد من القرارات الهامة بشأن منطقة شرقي الفرات، حيث شملت هذه القرارات قيام القوات العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري بإخراج عناصر PKK/PYD الإرهابي إلى خارج منطقة “نبع السلام”، لمسافة 30 كيلومترا من الحدود التركية.

وتكونت غرفة عملية “نبع السلام” من كتائب عسكرية اندمجت مع فصائل معارضة أخرى تنشط في محافظة إدلب (شمال غربي سوريا) تحت مسمى “الجيش الوطني السوري، ومن هذه الكتائب “فرقة الحمزة- قوات خاصة” و”فيلق الشام” و”لواء السلطان مراد” و”الفرقة 13″ وغيرهم. وتلقت هذه القوات دعما وإسناداً برياً وجوياً كبيراً من قبل القوات المسلحة التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى