
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، إن “مخاوف الغرب تجاه أزمة الطاقة والغذاء تزداد بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء”، مؤكدًا أن “جهود تركيا لإحلال السلام بدأت تجد صدى وتقديرًا أكبر.. ولا مفر من حدوث تغييرات سياسية جذرية في العالم في الفترة المقبل”.
كلام أردوغان جاء في كلمة ألقاها خلال مشاركته في حفل أقيم في المجمع الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد 2022 – 2023.
وأوضح أردوغان أن “أرقام التضخم التي وصلت لأعلى مستوياتها آخر 50 عاما تسببت بخلل لدى الجميع بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في الدول الغربية”.
وأضاف “خلال لقاءاتي مع قادة الغرب في براغ مؤخرا، رأيتهم يفكرون مليا في كيفية قضاء الشتاء بسبب أزمة الطاقة والغذاء، فقلت لهم إن تركيا ليست لديها مشاكل بهذا الشأن”.
وأشار أردوغان إلى أن “تطورات الحرب الروسية الأوكرانية لم يتم تقييمها بمنطق سليم”، مشددا أن “عدم الاستقرار السياسي والمشاكل الاقتصادية تضر بالدول الفقيرة أكثر”.
ولفت أردوغان إلى أن “الدول ذات الاقتصاد الضعيف والقدرة الإنتاجية المحدودة وغير القادرة على تحقيق السلام الاجتماعي بشكل كامل والمنفتحة على التدخلات السياسية الخارجية، تواجه صعوبة أكبر في إدارة هذه المرحلة العصيبة”.
وأكد أردوغان أنه “لا مفر من حدوث تغييرات سياسية جذرية في العالم في الفترة المقبلة، فالنظام العالمي القائم لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل”، مضيفًا أن “جهود تركيا ودعواتها الصادقة لإحلال السلام العالمي بدأت تجد في الآونة الأخيرة صدى وتقديرا أكبر”.
واستطرد أردوغان قائلا “تمر البشرية بفترة أزمة، بدأت بتفشي وباء كورونا في السنوات القليلة الماضية، وما زالت مستمرة بمشاكل اقتصادية وصراعات ساخنة”.
وتابع “يمر النظام العالمي، الذي تم بناؤه لحماية مصالح المنتصرين بعد الحرب العالمية الثانية، بواحدة من أكبر الصدمات خلال السبعين عامًا الماضية”.
وأكد أن “هذا الهيكل المشوه، يقوم على الحفاظ على رفاهية حفنة من الفخورين على حساب بقية الحياة في العالم، يتشقق من جذوره”.
وزاد قائلا “على عكس التوقعات السابقة، يتحول القرن الذي نعيش فيه إلى عصر الصراع بدلاً من قرن الرخاء والسلام والعدالة، وبينما يزداد الأغنياء ثراءً، ينتشر الفقر في جميع أنحاء العالم وتتسع الفجوة بين مختلف شرائح المجتمع”.
وأشار إلى أنه”بينما يضيف المال الرخاء إلى ثروة شريحة تقدر بأقل من 1% من سكان العالم، يواجه المليارات من إفريقيا إلى آسيا صعوبة في الوصول حتى إلى المواد الغذائية الأساسية”.