أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحويل “سجن ديار بكر” في ولاية ديار بكر جنوب شرقي تركيا، إلى صرح ثقافي فني، حيث اشتهر السجن بممارسات التعذيب فيه خلال فترة انقلاب 12 أيلول/سبتمبر 1980.
إعلان أردوغان عن القرار المتعلق بالسجن الذي كان يعتبر آنذاك من بين أسوأ عشرة سجون ليس فقط في تركيا وإنما في العالم، جاء خلال زيارة أجراها، الأحد، إلى ولاية ديار بكر، والتي قام خلالها بافتتاح 140 مشروعا تنمويا.
وقال أردوغان إن “وزارة العدل استكملت اليوم إجراءات إخلاء (سجن ديار بكر)، ووزير العدل بكير بوزداغ، قام بتسليم مفتاح رمزي للسجن إلى وزير الثقافة والسياحة محمد أرصوي، إيذانًا بتحويل إدارته إلى وزارة الثقافة والسياحة بعد أن أصبح متحفًا”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن “السجن سيتحول إلى صرح يضم متحفًا ومكتبة والعديد من الأقسام الثقافية والفنية”، لافتًا إلى أن “المبنى لديه ذكريات سيئة حيث اشتهر في الماضي بممارسة الظلم لكنه اليوم سيتحول إلى مكان لمختلف الأنشطة”.
وأكّد أردوغان أن “الحكومة التركية تسعى لجعل تركيا واحة سلام.. لذلك فإن التنظيمات الإرهابية والبغاة الإمبرياليون لن يتمكنون من عرقلة ذلك”، متابعًا “وجه ديار بكر لا يمثله استغلال تنظيم PKK)الإرهابي، ولا انحراف حزب الشعوب الديمقراطي، بل تمثله مشاعر الأخوة والمحبة والتآزر التي يتم إظهارها اليوم تجاه سكان الولاية”.
ومن المقرر أن يتم ترتيب أقسام السجن بطريقة تخبر الزوار عن التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان التي عانى منها نزلاءه خلال فترة الانقلاب، كما ستتاح للمواطنين الفرصة لمعرفة كيف تغيرت السجون في السنوات العشرين الماضية في تركيا.
ونظرًا لأن مساحة ومباني سجن ديار بكر كبيرة جدًا، سيتم استخدام بعض الأقسام أيضًا لأغراض أخرى مثل قاعات المؤتمرات.
جدير بالذكر أن سجن ديار بكر تم افتتاحه قبل أشهر قليلة من انقلاب 12 أيلول/سبتمبر 1980، حيث كان من بين أسوأ عشرة سجون في العالم بسبب التعذيب الذي تعرض له معارضو ذلك الانقلاب بين جدرانه بين عامي 1980 و1984.
وفي تلك الفترة لقي 34 شخصًا حتفهم، وأصيب مئات آخرون جرّاء صنوف شتى من التعذيب.
ومن بين الذين سُجنوا في السجن آنذاك النائب البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية أورهان مير أوغلو، حيث سبق له أن كشف عما عاشه داخل السجن.
ومن بين ما ذكره مير أوغلو أن الجليد داخل السجن كان يتم تكسيره وتحويله إلى أشبه ما يكون بالزجاج، ويتم إجبار السجناء على الزحف فوقه وهم عراة.
وفي 12 أيلول/سبتمبر الماضي مرت على تركيا الذكرى الـ 42 لذلك الانقلاب الدموي الذي ترك بصمة سوداء في تاريخ الديمقراطية في البلاد، ورغم مرور تلك السنوات الطويلة.
وبالإضافة للممارسات الدموية التي صاحبت الانقلاب، تم اعتقال 650 ألف شخص خلال فترة توقف العملية الديمقراطية، وحوكم 230 ألف شخص في 210 آلاف قضية، وطُلب الإعدام لأكثر من 7 آلاف شخص.
وطُلبت أحكام بالسجن تصل إلى آلاف السنين لعشرات الصحفيين، وجُرد 14 ألف شخص من جنسيتهم التركية، وفُصل 30 ألف شخص من وظائفهم.