سياسة

رؤية “قرن تركيا”.. كاتب تركي: أردوغان سياسي عبقري وسيد المواجهات

وصف الكاتب الصحفي التركي آرسين جليك، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بـ”السياسي العبقري وسيد المواجهات”، مسلّطاً في الوقت ذاته الضوء على رؤية أردوغان الجديدة والتي تحمل عنوان “قرن تركيا”.

كلام جليك جاء في مقال نشره في صحيفة “يني شق” التركية بعنوان “خطوة واحدة نحو القرن.. قرن تركيا”.

وقال جليك، إنه “عندما قال الرئيس أردوغان لأول مرة عبارة (قرن تركيا)، كانت هناك الكثير من التساؤلات حول كيفية ملء هذه الرؤية الطموحة”.

وأضاف “بحثنا وحققنا في أدلة وإشارات مختلفة للإجابة عن تلك التساؤلات، وسألنا مصادرنا الإخبارية، لكنها لم تفصح لنا عن أية أسرار”.

وتابع “استمعنا إلى خطاب الرئيس أردوغان، (الجمعة)، والمكون من 46 صفحة على الهواء مباشرة وتابعناه من الكتيب الموجود أمامنا، وقد قُسم الخطاب إلى قسمين: في القسم الأول، المكون من 30 صفحة، لفت أردوغان الانتباه إلى الـ 80 عامًا قبل وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة”.

وزاد جليك قائلا “أكد أردوغان بشكل خاص على فترات الانقلاب، وذكر عدنان مندريس، وتورغوت أوزال، وسليمان ديميريل، وبولنت أجاويد، ونجم الدين أربكان وألب أرسلان توركش بأسمائهم. وقال أردوغان إن مبادرات هؤلاء القادة من أجل مصلحة البلاد والأمة اصطدمت بجدار الانقلاب والوصاية، وذكر أن هناك أعمالًا جيدة في نتائجها حدثت في الثمانين عامًا الأولى لتأسيس الجمهورية”.

وتابع أن “أردوغان تحدث بإسهاب عن تركيا، التي وصل حزب العدالة والتنمية فيها إلى السلطة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2002، والأعمال التي قاموا بها على مدى 20 عامًا، وخلال استماعنا لخطابه أثرنا نقطة هامة مع الضيوف الذين كانوا يجلسون بجواري، وقلت إن أردوغان يتحدث عن الأعوام التي سبقت عام 2002 والأعوام التي بعدها في كل خطاب تقريبًا، وفي كل مرة يقول المستمعون (من أين إلى أين؟)”.

وزاد قائلاً “بالإضافة إلى كونه سياسيًا عبقريًا، فإن أردوغان هو صانع إنعاش الذكريات وإثارة الدهشة وسيد المواجهات، فلدى حديثه عن (قرن تركيا) القادم في خطابه الذي ألقاه في صالة (أرينا) الرياضية في أنقرة، أظهر هذا الإتقان مرة أخرى من خلال احتضانه القرن الماضي أيضًا”.

وفي القسم الثاني من خطابه ظهرت عناوين رؤية “قرن تركيا”، حسب ما ذكر جليك.

وقال جليك أيضا “في السياسة التقليدية هناك وعد أن (ما نقوم به هو ضمان لما سنفعله)، لكن أردوغان لم يقل مثل هذه الجملة، كما أنه لم يخبر كيف سيتم بناء القرن القادم أو أين سيتم رفع العلم، لقد قال أردوغان شيئًا آخر: (لنتحدث عن قرن تركيا حتى 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لنناقش ونحدد خريطة طريقنا ونتقدم بمقترحاتنا)، ولم يوجه أردوغان هذه الدعوة فقط إلى ناخبي حزبه وحزب الحركة القومية وحزب الوحدة الكبرى اللذين يتحالف معهما، بل وجه رسائل مفادها أن القضية ليست قضية سياسة حزبية، بل قال بكل وضوح: (تعالوا، شاركوا في الانتخابات، قدموا أفكارًا واعملوا، ولنشكل معًا القرن الجديد لتركيا)”.

وانعكس هذا المفهوم أيضًا على الفعالية التعريفية بحملة “قرن تركيا”، حيث نظم حزب العدالة والتنمية الفعالية، لكن لم تكن هناك لا شعارات ولا رايات لحزب العدالة والتنمية، لم تكن هناك سوى أعلام تركيا، وهذه أيضًا رسالة لهم، وخلال فعالية رؤية “قرن تركيا” في أنقرة، رأينا إشارات ودلائل على كيفية تنفيذ حملة أردوغان الانتخابية، حسب جليك.

وقبل صعود الرئيس أردوغان، عُرضت أغنية “قرن تركيا” التي أعدها الموسيقي البارع يوجيل أرزن وفرقته، وبدأت جوقة الأغنية “الآن وليس غدًا” تتردد على كل الألسنة، وقد اندمج الشباب في القاعة مع مقطع الراب من الأغنية، والذي كان له إيقاع متغير، حسب ما جاء في مقال جليك.

زر الذهاب إلى الأعلى