قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو إنه “لو لم تتخذ تركيا زمام المبادرة، لتفاقمت الفوضى في العالم بشكل كبير”، في إشارة إلى جهود تركيا في ما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا واتفاقية الحبوب.
كلام تشاويش أوغلو جاء خلال كلمة ألقاها أمام لجنة التخطيط والميزانية في البرلمان التركي، الثلاثاء، بشأن ميزانية عام 2023 لوزارة الخارجية التركية والمؤسسات ذات الصلة، حيث سلط خلال كلمته الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه تركيا على الساحة الدولية.
وأضاف “لقد زعزعت الحرب الروسية الأوكرانية أسس النظام العالمي”، لافتًا إلى أنه “جرّاء ذلك تواجه القواعد والمؤسسات الأساسية التي يتألف منها نظام الأمن الأوروبي اختبارًا استراتيجيًا صعبًا لأول مرة منذ الحرب الباردة”.
وشدد الوزير التركي أن “الرئيس رجب طيب أردوغان ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية كان هو الزعيم الوحيد من حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي استطاع الاجتماع مع رئيسي البلدين (روسيا وأوكرانيا)”، لافتًا إلى أن “وزيري خارجية البلدين التقيا في أنطاليا التركية في بداية الحرب لبحث سبل التهدئة”.
كما قال إن “المسؤولين الروس والأوكرانيين التقوا في إسطنبول، كما التقى مسؤولو وكالة الطاقة النووية الروسية (روساتوم) والوكالة الدولية للطاقة الذرية، في إسطنبول لمناقشة مخاوفهم بشأن محطة (زابوروجي) للطاقة النووية”.
وبيّن الوزير التركي أن “تبادل الأسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني تم بمبادرات من الرئيس أردوغان”، مضيفًا “كما حققنا توقيع اتفاقية إسطنبول للحبوب مع الأمم المتحدة، لنصبح بذلك الدولة التي قدمت أكبر مساهمة في الأمن الغذائي العالمي”.
وأردف تشاويش أوغلو “وبفضل الاتفاقية، انخفض مؤشر أسعار الغذاء العالمي بنسبة 9%، وهذا يعتبر أكبر انخفاض يحدث خلال 13 عاما، وهذا يبين مدى أهمية الاتفاقية بالنسبة للعالم بأسره”.
واستطرد قائلا “وبعد أن أعلنت روسيا تعليقها للاتفاقية.. بفضل الدبلوماسية المكثفة التي قمنا بها تحت قيادة رئيسنا، حرصنا على إعادة تنفيذ الاتفاقية في غضون 4 أيام. نجري دبلوماسية مكثفة “.
وشدد تشاويش أوغلو أن “أهداف الدبلوماسية التركية هي (الاستعداد للأزمات) و(إدارة الأزمات) و(المساهمة بحل النزاعات) و(إنشاء منطقة سلام وازدهار حول تركيا) و(الاستفادة من الفرص)”، مؤكدًا أن “تركيا دولة تخفف التوتر وتهدئ الأزمات وهي جزء من الحل وليس المشكلة” .
وأفاد أن “السياسة التي اتبعناها في مواجهة الحرب في أوكرانيا هي مثال ملموس على ذلك. في هذه العملية عادت تركيا مرة أخرى إلى الواجهة بدبلوماسيتها الحكيمة، وتصرفنا على أساس أنه لن يكون هناك رابحون من الحرب، ولن يخسر أحد إذا حققنا السلام”.