العالم الإسلاميهام

عالم مصري يستنكر دور فرنسا و”الغطرسة” الغربية ضد “مونديال 2022”

استنكر العالم المصري الشيخ محمد الصغير “غطرسةالأطراف الغربية والحملات التي تشنها على دولة قطر لاستضافتهامونديال 2022″، مشيراً إلى “الدور الذي تلعبه فرنسا التي ذاع صيتها فيمحاربة الإسلام والمسلمين والتضييق عليهم”.

كلام الصغير جاء في مقال رأي نشره على موقعالجزيرة نتالإلكتروني بعنوانكأس العالم وظلام الغرب“.

وقال الصغيرلست مهتما بكرة القدم ولا متابعا لأحداثها، ولكن بدا أن الحملة الأخيرة علىقطر جاءت لموقفها الثابت من رفض ما يخالف القيم والثوابت، أثناء تنظيمها فعالياتكأس العالم، وتأكد أن الغطرسة الغربية مقدمة على المصالح الاقتصادية، نظرًا لأن أكبر العلاقات الاقتصادية لقطر في أوروبا مع فرنسا، ومع ذلك فهي التي بدأت الحملة كعادتها في كل شر، حيث تخصصت في محاربة شعائر الإسلام كالحجاب، والتضييق على المسلمين بإغلاق المساجد وإبعاد الأئمة والدعاة“.

وأضاف أنهقبل عامين من الآن، انطلقت دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية، ردا على الرسوم المسيئة لمقام رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، التي تبنتها الحكومة الفرنسية، واعتبرها الرئيس ماكرون من باب حرية التعبير“.

وتابع أنهلم يعرف تاريخ وسائل التواصل الاجتماعي استمرار دعوة عبر وسم يومي مدة عامين متتاليين قبل هذا الوسم الذي تصدر قائمة الأكثر تداولا في أحيان كثيرة، ألا وهو وسم مقاطعة منتجات فرنسا، بل إنه بعد عام من إعلان هذه المقاطعة تأسست الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام، لتحويل جهود الدفاع عن رسول الله ونصرته إلى عمل مؤسسي يعمل على مدار العام، ولا يكون ردا على الهجمات المتكررة أو المرتدة“.

ومضى قائلاً، إنهفي الوقت الذي فترت فيه عزيمة البعض عن إكمال طريق المقاطعة، وكثر السؤال عن فائدتها وجدواها، خرج علينا عمدة باريس وقد تأبط شرا ثم دعا جهرا إلى مقاطعة مباريات كأس العالم لكرة القدم، التي تقام في قطر في تشرين الثاني/نوفمبر الجاري“.

وإمعانًا في الكيد والخصومة، وتأكيدًا للمقاطعة، عاد فأعلن أنه لن يسمح بوضع شاشات العرض في الشوارع التي دأب جمهور اللعبة على المتابعة من خلالها، وغير بعيد من باريس أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية موقفا قريبا من ذلك (قبل أن تتراجع)، حسب الصغير.

واعتبر الصغير أن “ما جرى ويجري بالتزامن مع قرب بطولة (مونديال قطر 2022) يدل على أن الغرب يسعى لفرض قيمه وتصوراته دون النظر إلى ما أصاب مجتمعهم من التشرذم والتفسخ نتيجة الغوص في وحل الجاهلية الحديثة، وما زلنا نتابع ما تنشره وسائل الإعلام العالمية، عن تجربة أول امرأة إنجليزية تعمل مع فريق داخل غواصة، وكيف تعرضت لأبشع أنواع المضايقات، وكل أساليب التحرش حتى قالت إنها لا يمكن أن تكرر هذه التجربة المؤسفة“.

وأعرب الصغير عن استغرابه من موقف فرنسا، مشيراً إلى أنما تقوم به فرنسا يمثل ازدواجية فجة وعنصرية مقيتة، لأنها في الوقت الذي تمنع فيه الفتيات من دخول المدارس والجامعات بالحجاب بحجة أنه رمز ديني، وتضيق على شعائر الإسلام بذريعة مخالفة قيم الجمهورية الفرنسية“.

الجدير ذكره، أنه في تشرين الأول/أكتوبر الماضي 2021، دعا ماكرون، إلى التوقيع على ما أسماهميثاق علماني، زاعما في الوقت نفسه أنالدين الإسلامي يعيش أزمة عالمية”.

وزعم ماكرون أنالدين الإسلامي يعيش أزمة في جميع أنحاء العالم اليوم، وأن ذلك مرتبط بالخلافات مع الأصوليين، مضيفا أنهعلى فرنسا أن تكافح الانفصالية الإسلاموية، وتعزيز العلمانية وترسيخ مبادئ الجمهورية الفرنسية“.

ونبّه الصغير من أن فرنساتريد أن تفرض انحرافها عن الفطرة على المجتمعات المحافظة، التي تريد أن تحفظ تماسكها وترفض الانحلال الذي لا يناسب عقيدتها النقية، ولا عاداتها وموروثاتها الأصيلة، وهذا اختبار صعب وتحدّ كبير ينبغي أن تتكاتف الأمة جميعها على رفضه، وتساند قطر في ثباتها، وتخفف من تكالب الثعالب عليها“.

وتابع الصغير “نذكر بما قاله صاحب الظلال (سيد قطب) الذي حذّر من الانجراف تحت تأثير سطوة الثقافة الغالبة، والتنازل عن الهوية والثوابت”، متابعا أن “أولى الخطوات في طريقنا، هي أن نستعلي عن الجاهلية وقيمها وتصوراتها، وألا نُعدل نحن في قيمنا وتصوراتنا قليلا أو كثيرا لنلتقي معها في منتصف الطريق، وحين نسايرها خطوة واحدة، فإننا نفقد المنهج كله ونضل الطريق، وفق ما جاء في المقالة.

وأكد الصغير أنهذه العواصف تؤكد أهمية سلاح المقاطعة ونجاعته، وإلا لما حارَبنَا القومُ به، ولما بدأت الحرب العالمية الحالية على روسيا بعد غزو أوكرانيا بسلاح المقاطعة، بداية من المأكولات والمشروبات، وعلى تلك المقاطعة ردت روسيا بمنع الغاز عصب الحياة في شتاء الغرب البارد“.

وختم قائلا إنالقوم لا يوجعهم شيء كما يوجعهم الدرهم والدينار، واليورو والدولار، كما أنه سلاح حضاري تستخدمه كافة الأمم والشعوب، فليبق مشهرا في أيدينا ضد من يتعرض لمقام نبينا الأكرم، أو لمبادئنا وهويتنا“.

ومؤخراً، قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إنقطر تعرضت لحملة غير مسبوقة منذ أن نالت شرف استضافة كأس العالم، لم يتعرض لها أي بلد مضيف“.

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في تصريحات لصحيفةلوموندالفرنسية، إنالأسباب المطروحة لمقاطعة كأس العالم قطر 2022 لا تستند إلى الموضوعية وغير صائبة، مشيراً إلىوجود كثير من النفاق في الهجمات التي تستهدف قطر، والتي تتجاهل كل الإنجازات التي حققتها”.

وتستضيف قطر نهائيات كأس العالم لكرة القدم مونديال 2022 بين 20 تشرين الثاني/نوفمبر و18 كانون الأول/ديسمبر المقبلَين بمشاركة 32 منتخباً.

وهذه أول مرة تستضيف فيها دولة في الشرق الأوسط والعالم العربي البطولة الأكبر والأشهر في عالم كرة القدم.

زر الذهاب إلى الأعلى