
تحتضن مدينة سمرقند الأوزبكية، اليوم الجمعة، أعمال قمة زعماء منظمة الدول التركية بنسختها التاسعة، والتي يرى فيها محللون ومهتمون بالشأن التركي أنها “خطوة نحو المستقبل ستؤسس لرؤية استراتيجية تهم دول المنطقة”.
ومن المنتظر أن يتم اتخاذ قرارات هامة خلال القمة بهدف مواصلة تطوير التعاون بين الدول الأعضاء في جميع المجالات.
ويشارك في القمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي سيلقي كلمة تتناول الكثير من القضايا ذات الأولوية بالنسبة لمنظمة الدول التركية، إضافة إلى عقده لقاءات مع رؤساء الدول المشاركين على هامش القمة.
ويرى مراقبون أن القمة المرتقبة لمنظمة الدول التركية على درجة عالية من الأهمية “كونها تظهر اتحاد الدول كعالم تركي عبر تقاسم الإمكانات لتعزيز تضامنها السياسي، وتعاونها الاقتصادي، وتجارتها، وتواصلها الثقافي، وعلاقاتها الإنسانية والاجتماعية”.
وتأتي القمة تحت عنوان “عهد جديد للحضارات التركية.. نحو التنمية والرفاهية المشتركة”.
وحول ذلك تحدث المحلل السياسي مهند حافظ أوغلو لـ”وكالة أنباء تركيا”، قائلا إن “تأسيس منظمة الدول التركية يعتبر خطوة نحو المستقبل الخاص لهذه الدول، وبما أن الحقبة الدولية الحالية عاصفة فإن عقد قمة للمنظمة أمر في غاية الأهمية”.
وأضاف “من جهة أخرى وبما أن الهدف الكبير هو جعل هذا القرن قرن تركيا، فإن تضافر الجهود فيما بين الدول التركية أمر حيوي، فضلاً عن الطموح المشروع لأعضاء هذه الدول من أن تكون لهم استقلالية وتفاهمات متبادلة على كافة الصعد في ظل وجود تكتلات متعددة شرقا وغرباً”.
وتابع حافظ أوغلو قائلاً “وبناء على ما سبق فإن هذه القمة وما يليها من قمم هي قمة تأسيس لرؤية استراتيجية لأعضاء المنظمة ككل، والتي تحتاج إلى المزيد والمزيد من التنسيق والتشاورات سياسيةً كانت أو أمنية أو اقتصادية”.
وتسعى منظمة الدول التركية، إلى إنشاء مناطق اقتصادية مشتركة وإنشاء بنك للتنمية لتسريع العمل المشترك في مشروعات البنية التحتية.
وتتعاون دول المنظمة حالياً في أكثر من 20 مجالاً مختلفاً، فيما يقع مقرّها الرئيسي في ولاية إسطنبول.
من جهته، قال الصحفي الأذري روفيز حافظ أوغلو لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “القمة مهمة جدا لأنها تجمع الشعوب التركية المتوزعين في مناطق جغرافية متفرقة، وبالتالي ستركز على الـ (هم) المشترك لهذه الشعوب”.
وأضاف حافظ أوغلو، الذي يشغل منصب نائب رئيس وكالة “ترند” الإخبارية ومقرها العاصمة الأذرية باكو، إن “هذه الاتفاقية بين منظمة الدول التركية ليست موجهة ضد أي طرف أو جهة عربياً أو دولياً أو أوروبياً في المنطقة، وهي مختلفة عن كثير من القمم والاتفاقيات السياسية، ولكن في نفس الوقت لا تعني أن أطرافها غير منفتحون على دول العالم بل جميع أعضائها لديهم علاقات واسعة مع مختلف دول العالم”.
وتابع أن “هذه الاتفاقية بين منظمة الدول التركية ستتحول مستقبلا إلى اتفاقية أقوى مما هي عليه الآن، لأننا نعلم أن هناك ضغوطات كبيرة اليوم على تركيا وعلى دول المنظمة التركية، وأنا واثق تماماً بأنه خلال العشرة أعوام المقبلة سيكون هناك اتفاق عسكري قوي فيما بينها في المنطقة، وأؤكد أنها اتفاقية ليست موجهة ضد أي دولة كانت”.
ولفت إلى العلاقة الاقتصادية القوية الموجودة اليوم بين الدول التركية، معرباً في الوقت ذاته عن أمله في التأسيس لمرحلة جديدة بين هذه الدول تكون فيها الشعوب التركية قادرة على الاندماج والاتحاد فيما بينها، “ومن المهم أن يتم التركيز على أن تكون اللغة التركية هي إحدى اللغات المعتمدة حتى في الأمم المتحدة”، حسب تعبيره.
الجدير ذكره، أن القمة المرتقبة سبقها عقد الاجتماع الـ 11 للوزراء المسؤولين عن الاقتصاد لدى منظمة الدول التركية، الأربعاء 9 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بمدينة سمرقند في أوزبكستان.
وخلال الاجتماع، قال وزير التجارة التركي محمد موش، إن “إجمالي استثمارات تركيا لدى بلدان منظمة الدول التركية، تجاوزت مستوى 20 مليار دولار”.
وشدد موش على أهمية وضرورة تعزيز الاستثمارات المتبادلة بين دول المنظمة، مؤكداً أن تركيا تدعم جهود تحسين أجواء الاستثمار.
ونهاية أيلول/سبتمبر الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، أن تركمانستان ستنضم قريبا بشكل رسمي إلى منظمة الدول التركية.
ومع انضمام تركمانستان يرتفع عدد دول المنظمة إلى 6 دول، بالإضافة إلى المجر التي تحمل صفة “عضو مراقب”.
وكان مجلس وزراء خارجية أعضاء منظمة الدول التركية، قد عقد آخر اجتماع له افتراضيا في 11 كانون الثاني/يناير الماضي، على خلفية الأحداث التي شهدتها كازاخستان حينها.
يشار إلى أن الدول الناطقة باللغة التركية تسعى إلى تعميق العلاقات وتوسيع مجالات التعاون الدولي في العالم الإسلامي، وبين بلدان الشرق الأوسط والمنطقة الأوراسية، وترسيخ السلام والاستقرار فيها.