فيصل القاسم: الشعوب حولت المونديال إلى مناسبة تلاقح حضاري وثقافي عالمية
أكد الكاتب والإعلامي السوري الشهير فيصل القاسم، أن الشعوب أثبتت في “مونديال قطر 2022″، بأنها تفوقت على الحملات الإعلامية التخريبية، وحولت البطولة إلى “مناسبة تلاقح حضاري وثقافي عالمية بامتياز”.
كلام القاسم جاء في مقال نشره، في صحيفة “القدس العربي”.
وأضاف القاسم أنه “على الرغم من شراسة الحملة الإعلامية التشويشية على كأس العالم ومحاولة شيطنة الدولة المضيفة، أو لنقل الثقافة العربية والإسلامية التي تنتمي إليها، إلا أن الحملة فشلت تماماً، مع أن التي قادتها أوروبياً كانت وسائل إعلام عملاقة”.
وتابع “كما دخلت على خطها شخصيات سياسية بارزة من الدول الأوروبية كوزيرة الداخلية الألمانية التي اخترقت كل القوانين والأعراف الدولية، ودخلت إلى الملعب الذي شهد مباراة الفريق الألماني الأولى، وهي ترتدي تحت معطفها شعار المثلية بطريقة لا تليق بها ولا بالدولة التي تنتمي إليها، وعندما جلست على مقعدها خلعت معطفها لتظهر الشعار بصفاقة عز نظيرها، مع أن الوزيرة من المفروض أنها تمثل الحفاظ على القانون كونها وزيرة داخلية، وليست وزيرة شؤون المثليين”.
وتساءل “ماذا جنت الوزيرة وفريقها جماهيرياً غير الخيبة والازدراء، حتى من الكثير من اللاعبين الألمان وملايين المتفرجين الذين جاءوا من كل أصقاع العالم لمشاهدات مباريات البطولة؟”.
وزاد قائلاً “لقد نجحت الشعوب هذه المرة في إفشال الحملات الإعلامية والسياسة التي رافقت البطولة، وتحولت شوارع دولة قطر وملاعبها وساحاتها وميادينها وحدائقها ومطاعمها وأسواقها إلى مهرجان عالمي بامتياز انصهرت فيها حضارات الشعوب وثقافاتها وتلاقت بانسجام ووئام عز نظيره رغماً عن أنف القوى الشيطانية التي حاولت التشويش على البطولة وتعكير صفوها”.
ومضى قائلاً “عندما تمشي على طول منطقة المارينا في مدينة اللؤلؤة القطرية مثلاً، ترى كل الجنسيات تتفاعل وتتلاقى وتستمتع بأجواء البطولة معاً بعيداً عن الحملات الإعلامية القذرة. ولو ذهبت إلى سوق “واقف” في الدوحة لرأيت الأمم المتحدة بأجمل صورها، مئات الألوف من البشر توافدوا على السوق الشهير واشتروا التذكارات وتذوقوا الأطعمة العربية والدولية. لقد تحول السوق إلى عرس حقيقي بكل المقاييس، بكل الأزياء والطقوس الدولية، وكانت الفرحة ترتسم على وجوه الجماهير، وكأنها تقول للذين حاولوا التشويش على البطولة: (أنت فين والحب فين)”.
وأشار إلى ما قاله الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان، في إحدى مقابلاته التلفزيونية بكل وضوح وتحد للحملات السياسية والإعلامية التي حاولت شيطنة البطولة والدولة المضيفة، قال للإعلام الغربي ما معناه: “أنتم في واد والبطولة والجماهير في الدوحة في واد آخر. الناس هنا جاءت لتستمتع بكرة القدم وتتلاقى ثقافياً وحضارياً، وهي تفعل ذلك بامتياز، ولم تسمع حتى عن ألاعيبكم وحملاتكم التخريبية التي استهدفت البطولة. لهذا العبوا غيرها”، حسب القاسم.
ولفت إلى أن لاعبين ألمان كُثر شاركوا الإعلامي البريطاني رأيه، واعترفت رئيسة الدوري الألماني بعظمة لسانها بأن الحملات التي رافقت البطولة لم تكن مناسبة، كما اعترفت أيضاً بأن العديد من أفراد المنتخب الألماني كانوا يرفضون تحويل البطولة إلى مناسبة لصراع حضاري بين الغرب والدولة المضيفة، حسب ما جاء في مقال القاسم.
وختم القاسم مقالته قائلاً ” صحيح أنه مهما حاولت الشعوب والثقافات والأديان الانفتاح على بعضها بعضا والتلاقي في مناسبات جماهيرية وثقافية واجتماعية، ستواجه صعوبات في تكريس الوئام والانسجام في ما بينها، نظراً للدور الرهيب الذي تمارسه وسائل الإعلام العملاقة ومالكوها الكبار، إلا أن الشعوب أثبتت في بطولة كأس العالم الحالية بأنها تفوقت على الحملات الإعلامية التخريبية وتجاوزت أفخاخ السياسة والإعلام بنجاح منقطع النظير وحولت البطولة إلى مناسبة تلاقح حضاري وثقافي عالمية بامتياز”.