أكدت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، على أن الدنيا دار امتحان، والحياة لا تكرار لها، مضيفة أن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا على ما فعلناه وما أهملناه وتخلينا عنه رغم أنه أتيحت الفرصة لنا.
واستهلت خطبة الجمعة بقوله تعالى “اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضونۚ “، وبقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم “كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل ” .
وأضافت أن الحياة مثل المياه الجارية، الحياة التي تبدأ بالأذان وتنتهي بالصلاة تشبه الورقة التي تزهر أولا ثم تتحول إلى اللون الأصفر وتسقط.
وأشارت إلى أن حزن الموت حقيقي مثل فرحة الولادة، وقد تم تقديرها في وقت معين لجميع المخلوقات، ومع كل نفس نأخذه، نقترب قليلا من ذلك اليوم العظيم، حيث تمر أيامنا وشهرنا وسنواتنا واحدة تلو الأخرى، مع كل ورقة من أوراق التقويم المتساقطة، ينفد رأس مالنا من الحياة.
ولفتت إلى أن هناك حساب لحياتنا، التي ائتمننا ربنا عليها، وسوف نسأل عن كل نفس تنفسناه، وعن صحتنا، وعن نعمة الدنيا بشكل مفصل، وهناك كتاب أعمال لتوثيق جميع أعمالنا، وسوف يقام ميزان لا يخطئ، وشهود لبيان الحقيقة بدقة، وفي ذلك اليوم، ستجد مقابل مثقال ذرة من أعمال الخير والشر بالتأكيد، ولن يظلم أحد، وسيجزى الجميع بما يستحقه بالضبط.
ونبّهت إلى أننا نترك سنة أخرى من حياتنا وراءنا، ولقد حان الوقت لحساب أنفسنا قبل أن نحاسب، ومراجعة أعمالنا قبل أن توضع على الميزان، ولقد حان الوقت للانتباه ومحاسبة أنفسنا على ما فعلناه وما سنفعله في المستقبل، وحان وقت ضبط الشهوات الدنيوية، والإسراف، والأنانية، وإستنزافها بدون ضوابط، ولقد حان الوقت لتصحيح طريقنا، وإيجاد وجهتنا، وحان الوقت لإقامة محكمة الضمير لدينا ونرى أنفسنا في مرآة الحقيقة، ولنضيف إلى حياتنا الأعمال الصالحة التي ستقودنا إلى الخلاص الأبدي، وحان الوقت لإعادة التفكير في حياتنا وفقا للقرآن والسنة.
ونوّهت إلى أن الدنيا دار امتحان، والحياة لا تكرار لها ، وسيحاسبنا الله سبحانه وتعالى على ما فعلناه وما أهملناه وتخلينا عنه رغم أنه أتيحت الفرصة لنا، داعية إلى ضرورة أن نواجه أنفسنا قبل فوات الأوان وقبل مباغتة الروح.
واستشهدت بقوله تعالى “اليوم نختم علٰىٓ افواههم وتكلمنآ ايد۪يهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون”، داعية إلى ضرورة أن نصغي إلى ربنا ونستعد للأخرة، وإلى ضرورة أن نتنافس في الخير والصلاح مع إدراك أن الله يرانا في كل لحظة وهو معنا، وإلى تجنب كل أنواع الحرام والشر في حق العباد، وأن نندم على أخطائنا وخطايانا ونلجأ إلى الرحمن الرحيم بالتوبة والاستغفار، وعسى أن يهدي القرآن والسنة والإيمان والعبادة والأعمال الصالحة والأخلاق الحميدة حياتنا مدى الحياة.
وختمت خطبة الجمعة بقوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللٰه ولتنظر نفس ما قدمت لغدۚ واتقوا اللٰه، إن اللٰه خبير بما تعملون” .